عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-05-2022, 07:54 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي قراءة في كتاب الغيرة المفتقدة

قراءة في كتاب الغيرة المفتقدة
الكتاب يدور حول الغيرة التى يصفها المؤلف بكونها أرفع خصال الرجال مع أهليهم وأعراضهم فيقول في مقدمته :
"أما بعد: الغيرة هي أرفع خصال الرجال مع أهليهم وأعراضهم، فيها تتجلى المحبة والود ربما تذكر الشهامة والقوامة، وعلى أساسها تنتشر الفضيلة ويسود العفاف"
والخصال معظمها فيها المحرم والمحلل ومن ثم فليست الغيرة على النساء أرفع في كل الأحوال لأنها قد تتحول لذنب الشك كما قد تتحول لجرائك كالقتل والجرح
وتحدث عن كون الغيرة من صفات الله تعالى عن ذلك فقال :
"والغيرة صفة من صفات الله جل وعلا، فهو يغار – كما يليق بجلاله سبحانه – على عباده من أن يعبدوا غيره، أو يطيعوا أحدا سواه
وهي أيضا من صفة الأنبياء والمؤمنين، ومن النعوت التي لا تكتمل رجولة الرجال إلا بها في سائر الأعراف والملل
عن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله إن وجدت رجلا مع امرأتي، أمهله حتى آتي بأربعة شهداء؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «نعم»
فقال: والذي بعثك بالحق، إن كنت لضربه بالسيف غير مصفح
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «أتعجبون من غيرة سعد؟! لأنا أغير منه، والله أغير مني» [رواه البخاري ومسلم]"
والحديث باطل فالله لا يوصف بصفات خلقه كالغيرة التى هى ظن قد يصدق وقد يكذب وهو ما يتعارض مع علم الله الشامل
والغيرة إحساس الناقصين في معظم الأحوال والله ليس بناقص كما أن الغيرة تتعارض مع مفهوم الاختيار فكيف يغار وهو عالم بأن الناس سيكفر معظمهم به
ومن ثم لا يمكن وصف الله بالغيرة في أى صورة من صورها
وتحدث المؤلف عن أنواع الناس في الغيرة فقال :
"والناس في غيرتهم على الأعراض أصناف:
فمنهم من فهم الغيرة فهما سليما فحفظ بها قوامته، وصان بهم عرضه
ومنهم من تطرف في فهمها، حتى صارت في حقه بلاء، وهما ومنهم من تقاعس عنها فعرض عرضه للأخطار والأمراض"
وهذا الكلام عن التطرف في الغيرة يتناقض مع وصف المؤلف لها بأنها أرفع الخصال
وتحدث عن معنى الغيرة فقال :
"فما هي الغيرة؟ وما نواقضها؟
الغيرة المحمودة
الغيرة على الأهل تعد من مفردات الحب والمودة الزوجية، وهي من أخص خصائص الشهامة والقوامة في الرجل، لذلك ما جاء الإسلام إلا ليقر وجودها وفرضها ويتمم معانيها الجميلة
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه»
والغيرة المحمودة: هي ما كانت من الرجل إذا ارتاب في أمر أهله، بحيث لا تتسلط عليه الوساوس والأوهام، وإنما يبنى مواقفه وحفاظه على أهله بما شرعه الله جل وعلا، وأتى به العرف"
وكما سبق القول فإن الغيرة لابد منها في الحق فالرجل يجب أن يغار على وقوع زوجته في معصية الله وكذلك المرأة لابد أن تغار من وقوع زوجها في المعاصى وليس من زواجه من اخرى أو إرادته ذلك
وتحدث عن مظاهر الغيرة فقال :
"ومفردات الغيرة المحمودة كثيرة جدا، تكون بمجملها قيم الفضيلة، والحيطة من التهم، وأهم مظاهر الغيرة:
1- أن يصون الرجل أهله من الاختلاط: وذلك بمنعها من الذهاب إلى الأماكن المشبوهة التي يخاف عليها من الضرر، فإن كان ولابد فمصاحبتها إياه أو مع أحد محارمها، فإن ذلك من تمام سلامتها وحفظها من مرضى القلوب
يقول محمد بن صالح العثيمين: (وأما اختلاط النساء بالرجال ومزاحمتهن لهم فهذا موجود في كثير من محلات البيع والشراء وهو خلاف الشرع فلقد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وقد اختلطت النساء مع الرجال في الطريق قال - صلى الله عليه وسلم - للنساء: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق به ولقد رغب النبي أمته عن اختلاط النساء بالرجال حتى في أماكن العبادة فقال - صلى الله عليه وسلم - : «خير صفوف النساء – يعني: اللاتي يصلين مع الرجال – آخرها، وشرها أولها» وإنما كان آخر صفوفهن خيرا لبعده عن الرجال، ومخالطتهم، ورؤيتهم لهن، ألم يكن في هذا أوضح دليل على محبة الشرع لبعد المرأة عن الرجال واختلاط بهم) [نصائح وتوجيهات للنساء للشيخ العثيمين]
ومن تمام الغيرة في هذا الشأن أن يتحرى المسلم لأهله إذا خرجت معه أو مع غيره من المحارم، أنظف الأماكن، فإن كان لشراء الحاجيات فأنظف السواق وهكذا
فعن علي - رضي الله عنه - قال: «بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج في الأسواق ألا تستحون؟ ألا تغارون؟ ترك أحدكم امرته تخرج بين الرجال» [الزواجر عن اقتراف الكبائر]
وقال ابن القيم: «ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة» [الطرق الحكمية ص325]"
والحق أن الاختلاط أمر لابد منه خاصة في الأسواق لأن الرجال يكونون في الصباح في وظائف العمل ومن ثم لابد أن يتعاملوا مع الرجال الذين يبيعون والغيرة من الاختلاط الممكن الوقوع ليست سليمة طالما أن ذلك في أماكن عامة من النادر أن تحدث فيها الذنوب علنا
ثم قال :
2- أن يلزم أهله بالحجاب الشرعي أمام الأجانب: فإن بسبب نزول آية الحجاب ومنها قوله تعالى: { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } الآية، إنما نزلت بسبب غيرة عمر - رضي الله عنه - إذ قال: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب» [رواه البخاري]
ولأن الحجاب ستر وطهارة وعفاف، فإن من الغيرة التي تجب على المسلم أن يلزم أهله بالحجاب كما أمر الله سبحانه فإنه مسؤول أمام الله عنها، وعن لباسها وخروجها"
والكلام صحيح لا غبار عليه وتحدث عن دخول الأغراب البيت فقال :
3"- أن يحذر من دخول الأجانب إلى بيته: وأما دخول الأجانب مطلقا فهو مما لا يتصور وقوعه إلا مع امرأة عاصية، ويبقى الخطر قائما مع خلوة المرأة بالأجانب من أقربائها، وهذا هو الذي يفوت بعض الرجال فيتساهلون فيه إحسانا للظن وإعمالا لعادات تخالف ما شرعه الله سبحانه
فعن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله الله أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت» [رواه البخاري ومسلم]
والحمو: هو قريب الزوج، وقد شبهه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالموت، وفي ذلك دلالة بالغة الشدة في التحذير من دخول الأجانب إلى البيت، ولو كان القرين أخا الزوج إذا لم يكن مع الزوجة محرم شرعي "
وهذا الحديث باطل لم يقله النبى(ص) لتعارضه مع كتاب الله الذى أباح ادخال الرجال الأغراب البيت لمصلحة ما وهذا الإدخال يكون بإذن الرجال كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم"
والمقصود عبارة:
"فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم"
ثم قال :
4"- أن يحفظ أهله من شبهات العصر ومن الفتن: فإن بعض الأزواج تجده أشد في غيرته على أهله، لكنه يناقض غيرته وحياءه إذ يدخل إلى بيته من أسباب الفتنة العصرية ما يدفع أهله شيئا فشيئا إلى الشبهات
وتعد الفضائيات الأجنبية، وكذلك الاختلاط بالخدم في البيوت، والأغاني الماجنة المسموعة والمرئية من الأسباب التي تلوث صفاء العفاف في البنات والزوجات
وما ذكر الله لقصة امرأة العزيز مع يوسف إلا ليتحرص الرجال على نسائهم من الخدم ومن كل فتنة تستخف عقولهم وتستدعي شهوتهم فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «ما خلا رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان»
وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - : أنه كان يأكل تفاحا ومعه امرأته، فدخل عليه غلام له، فناولته تفاحة قد أكلت منها، فأوجعها ضربا» [روضة المحبين ص306]
ولله در القائل:
أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
وكان من شدة غيرة علي - رضي الله عنه - على فاطمة رضي الله عنها أن غار عليها من السواك، فقال في ذلك:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس