عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-06-2022, 08:53 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي

وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضى الله عنه هذه شفاعة منفية فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهم يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة " :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار وهذا ليس بصحيح لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 241 )
عن أنس رضي الله عنه : أن أناسا قالوا يا رسول الله ياخيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال (( يا أيها الناس قولوا بقولكم ولايستهوينكم الشيطان أنا محمد رسول ؛ عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )) رواه النسائي بسند جيد
فهذان الحديثان يستفاد منهما فوائد عظيمة :
الفائدة الأولى : فيه التحذير من الغلو في حقه (ص)عن طريق المديح وأنه (ص)إنما يوصف بصفاته التي أعطاه الله إياها : العبودية والرسالة أما أن يغلي في حقه فيوصف بأنه يفرج الكروب ويغفر الذنوب وأنه يستغاث به - عليه الصلاة والسلام بعد وفاته كما وقع فيه كثير من المخرفين اليوم فيما يسمونه بالمدائح النبوية في أشعارهم : " البردة " للبوصيري وما قيل على نسجها من المخرفين فهذا غلو أوقع في الشرك
كما قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فهذا غلو - والعياذ بالله - أفضى إلى الكفر والشرك حتى لم يترك لله شيئا كل شيء جعله للرسول صلى الله غليه وسلم : الدنيا والآخرة للرسول علم اللوح والقلم للرسول لا ينقذ من العذاب يوم القيامة إلا الرسول إذا ما بقي لله عز وجل ؟
وهذا من قصيدة يتناقلونها ويحفظونها وينشدونها في الموالد
وكذلك غيرها من الأشعار كل هذا سببه الغلو في الرسول (ص)
وأما مدحه (ص)بما وصفه الله به بأنه عبد ورسول وأنه أفضل الخلق فهذا لا بأس به كما جاء في أشعار الصحابة الذين مدحوه كشعر حسان بن ثابت وكعب بن زهير وكذلك كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة فهذه أشعار نزيهة طيبة قد سمعها النبي (ص)وأقرها لأنها ليس فيها شيء من الغلو وإنما فيها ذكر أوصافه (ص)
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 2 / 312 )
ففي قوله : " عبدالله " رد على الغلاة في حقه (ص)
وفي قوله : " رسوله " رد على المكذبين الذين يكذبون برسالته (ص) والمؤمنون يقولون : هو عبدالله ورسوله
هذا وجهه الجمع بين هذين اللفظين أن فيهما ردا على أهل الإفراط وأهل التفريط في حقه (ص)
وفيه : رد على الذين غلو في مدحه (ص)من أصحاب القصائد كقصيدة البردة والهمزية وغيرهما من القصائد الشركية التي غلت في مدحه (ص) حتى قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فنسي الله سبحانه وتعالى
ثم قال :
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
يعني : ما ينجيه من النار يوم القيامة إلا الرسول
ثم قال :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
الدنيا والآخرة كلها من وجود النبي (ص) أما الله فليس له فضل هل بعد هذا الغلو من غلو ؟؟
واللوح المحفوظ والقلم الذي كتب الله به المقادير هذا بعض علم النبي (ص) ونسي الله تماما - والعياذ بالله -
وكذلك من نهج على نهج البردة ممن جاء بعده وحاكاه في هذا الغلو هذا كله من الغلو في مدح النبي (ص)ومن الإطراء
أما المؤمنون فيمدحون الرسول (ص)بما فيه من الصفات الحميدة والرسالة والعبودية كما أرشد إلى ذلك النبي (ص) كما عليه شعراء الرسول (ص)الذين مدحوه وأقرهم مثل : حسان بن ثابت وكعب بن مالك وكعب بن زهير وعبدالله بن رواحة وغيرهم من شعراء الرسول (ص)الذين مدحوه بصفاته (ص) وردوا على الكفار والمشركين
هذا هو المدح الصحيح المعتدل الذي فيه الأجر وفيه الخير وهو وصفه (ص)بصفاته الكريمة من غير زيادة ولا نقصان
ومن الغلو في حقه (ص): إحياء المولد كل سنة لأن النصارى يحيون المولد بالنسبة للمسيح على رأس كل سنة من تاريخهم فبعض المسلمين تشبه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة لأن المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها وإنما حدث بعد المائة الرابعة أو بعد المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة فهو بدعة وهو من التشبه بالنصارى
وتبين هنا ما يستفاد من هذه الأحاديث باختصار :
المسألة الأولى : التحذير من الغلو في مدحه (ص) لأن ذلك يؤدي إلى الشرك كما أدى بالنصارى إلى الشرك "
المسألة الثانية : فيه الرد على أصحاب المدائح النبوية التي غلوا فيها في حقه (ص) كصاحب البردة وغيره
المسألة الثالثة : فيه النهي عن التشبه بالنصارى لقوله : " كما أطرت النصارى ابن مريم "
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 274 / 280 / 281 )
فإذا كان الرسول أنكر الاستغاثة به فيما يقدر عليه فكيف بالاستغاثة به فيما لا يقر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ؟ وكيف بالاستغاثة بالأموات ؟ هذا أشد إنكارا
وإذا كان الرسول (ص)منع من الاستغاثة الجائزة في حياته تأدبا مع الله فكيف بالاستغاثة به بعد وفاته ؟ وكيف بالاستغاثة بمن هو دونه من الناس ؟ هذا أمر ممنوع ومحرم وهذا وجه استشهاد المصنف رحمه الله بالحديث للترجمة
إذا فقول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا قل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
أليس هذا من أكبر الشرك ؟
يقول : ماينقذ يوم القيامه إلا الرسول (ص) ولايخرج من النار إلا الرسول (ص) أين الله سبحانه وتعالى ؟
ثم قال : إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول (ص) وعلم اللوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول (ص) إذ الرسول (ص)يعلم الغيب
وهذه القصيدة ـ مع الأسف ـ تطبع بشكل جميل وحرف عريض وتوزع وتقرأ وييعتنى بها أكثر مما يعتنى بكتاب الله عز وجل فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 202 )
بل إن بعض الغلاة يقول : إن التسمي بمحمد يكفي يقول صاحب البردة :
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
لاينفع عند الله إلا العمل الصالح لا الأسماء ولا القباءل ولا شرف النسب ولا كون إنسن من بيت النبوة كل هذا لاينفع إلا مع العمل الصالح والاستقامة على دين الله عز وجل
نعم القرابة من الرسول (ص)إذا كانت مع العمل الصالح لها فضل لاشك فيه فأهل البيت الصالحون المستقيمون على دين الله لهم حق ولهم شرف كرامة ويجب الوفاء بحقهم طاعة للرسول (ص) فإنه أوصى بقرابته وأهل بيته لكن
يريد القرابة وأهل البيت المستقيمين على طاعة الله عز وجل أما المخرف والدجال والمشعوذ الذي يعتمد على قرابته من الرسول (ص) ولكنه في العمل مخالف للرسول (ص) فهذا لا يعنيه شيئا عند الله لو كان هذا ينفع أبا لهب ونفع أبا طالب ونفع غيرهم ممن لم يدخلوا في دين الله وهم من قرابة الرسول (ص) فالواجب أن نتنبه لهذا
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 201 )"
والملاحظ أن كل الأقوال المجموعة تتحدث عن حوالى خمس أو ست أبيات من القصيدة فقط وأن كل واحد ينقل كلام الأخر بمعناه وإن اختلفت الألفاظ وبعض المقالات يزيد من البراهين على البعض الأخر
ومن ثم لا يوجد أحد درس كل أخطاء القصيدة كاملة والتى تتناقض مع القرآن تماما في معظمها
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس