عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-06-2023, 07:40 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,011
إفتراضي

وتحدث عن ثالثة ايضا فيها متحدث فيهم ومتكلم فيهم فقال :
"ثالثا : حديث أنس الأول :
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال : حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان. قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا . فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل. فيقول ردوا عبدي . فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها . فيقول: دعوا عبدي".
ورواه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، وفي الأسماء والصفات، والبغوي في شرح السنة، وابن خزيمة في التوحيد، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه .
قال ابن حجر في القول المسدد : أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا، وقال : هذا حديث ليس بصحيح . قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثا، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلا أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعا. انتهى كلام ابن حجر.
وأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه. وقال ابن حجر : ضعيف مشهور بكنيته. فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس."
وتحدث عن رابعة فيها عيوب عدة فقال:
"رابعا : حديث أنس الثاني :
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله { جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟ . قالوا: الله ورسوله أعلم . فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج.
وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين :
- أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج .
- تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث .
وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه : حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ...الحديث.
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين :
- أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان .
- أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان . فلعلها خطأ من النساخ .
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي { سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى".
وهذا السند فيه : يوسف أبو خزيمة ، وهو : ابن ميمون أيضا، قال فيه البخاري: منكر الحديث جدا، و قال أحمد : قدري ضعيف. و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر : ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد. وقال الذهبي: ضعيف .
وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضا : عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلا يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله : "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".
وهذا السند فيه : أبو عبيدة وهو : سعيد بن زربي قال فيه ابن معين : ليس بشيء، وقال البخاري : عنده عجائب، وقال النسائي : ليس بثقة، وقال الدارقطني : ضعيف.
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه ."
وأما الرواية الخامسة وهى الخرى بها عيوب تضعفها فقال :
"خامسا : حديث أبي ذر:
أخرج الحاكم : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان" .
قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه.
وهذا السند فيه حكيم بن جبير : قال أحمد بن حنبل فيه : ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء، قلت : ما محله قال : الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري : كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك.
فهذا الراوي كما ترى الضعف بين عليه من خلال كلام أهل العلم فيه .
وله شاهد من حديث سعيد بن جبير . قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما".
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه.
وفي سند هذا الحديث : محمد بن حميد الرازي. قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة : يكذب،
وقال النسائي : ليس بثقة. انتهى . فالرجل ضعيف جدا ."
والسادسة فيها كذابين وفيها قال :
"سادسا : حديث جابر:
أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال : أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس