عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-04-2008, 02:14 PM   #1
القوس
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,839
إفتراضي الرد على العواجي (قارون العصر) - الامير نايف بن ممدوح

نايف بن ممدوح بن عبد العزيز يرد
على محسن العواجي



الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن اتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ثم أما بعد,

فقد اطلعت على ما نشره محسن العواجي في الساحات على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت )، في مقاله الغير موفق والذي أسماه :
" قارون العصر الوليد بن طلال " .. فألفيت مقاله هجومياً متحاملاً لا يحمل من أدب النصح شيء وإن كان ظاهره في قالب نصح، إلا أن نقده
ملأه تجريحاً وسباً، بل وتشم منه رائحة التكفير بغير حق، وظاهر ذلك في عنوانه، فقد وصم مسلماً موحداً مصلياً بأنه " قارون العصر "،
فأقول يا محسن ما هكذا النصيحة وما هكذا تورد الإبل . .

أوردها محسن ومحسن مشتمل

ما هكذا يا محسن تورد الإبل

وما هكذا يكون الإنكار ولا هكذا تكون الدعوة إلى الله تعالى والنصح والتوجيه، ولا هذه والله هي أخلاق الدعاة إلى الله تعالى على هدى وبصيرة. .

وقد تضمن مقالك – خلاف طعنك للأمير الوليد – تجرؤك في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مناصحتك الحكام عبر شبكة الانترنت، وأعني بهم : ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، وهذه الطريقة فيها مخالفة صريحة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه، وهي طريقةٌ مخالفةٌ للشرع غير نافعة في الواقع، لا تؤدي الغرض أكثر من أن تكون دوافعها أغراضا دنيوية فاسدة ..

فقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينصح لذي سلطان بتوجيه نبوي كريم، يكون من أعظم أسباب تحقيق أهداف النصيحة في المجتمع، ألا وهي الإصلاح على طريقة المصلحين .. لا على طريقة المخربين المفسدين ..

فالطريقة بائنة والمحجة واضحة .. ولسنا بحاجة بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته المثلى إلى طريق المسخ الذي تنتهجه يا محسن ..

فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبد له علانية ، ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه " أخرجه ابن ابي عاصم في السنة وصححه الألباني وحسنه بن باز رحمهما الله تعالى ..

وأنت تعلم أن ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية – يحفظهم الله – أبوابهم مفتوحة مشرعة بإمكان طالب الحق الوصول إليها، وهذه سياسة تنتهجها الدولة منذ تأسيسها ولله الحمد، على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز – رحمه الله – وهي سياسة الباب المفتوح ..

فليس لأمثالك عذرٌ فيما تصنعه أنت الآن من ادعائك المناصحة عبر الانترنت !! .. زعماً منك أنك محسن مصلح، وما هذه والله طريقة المحسنين ولا المصلحين ..

فأي صلاح وإصلاح وفلاح في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..

أين أنت من قوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ). . ولو سألنا على من يعود الضمير في قوله ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) .. ؟! .. أليس على المشركين .. ؟!! .. فإذا كانت المجادلة مع المشركين تكون بالتي هي أحسن فما بالك بالمسلم الموحد والمحسن المتصدق .. ؟!! . .

يا محسن أين أنت من قوله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) .. ؟!! ..

وهل المشركين من أهل الكتاب أحق بهذا يا محسن من الأمير الوليد .. ؟!! ..

أين أنت من خُلق القرآن وأهل القرآن والسنة ..؟! ..

هل قد جاءك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تلفظ بمثل هذه الألفاظ المشينة يا محسن ؟! و أنت اسمك محسن تفعل هذا !! والله تعالى يقول : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ..

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله محسن يحب الإحسان في الأمر كله " أخرجه السيوطي وصححه الألباني

فأين الإحسان في مقالك الغريب ..؟! .. خالفت اسمك وخالفت قبله تعاليم ربك وهدي نبيك صلى الله عليه وسلم ..

تُرى هل تنطلق أنت في وجهاتك ومقالك من هدي الكتاب والسنة ؟!! ..

أم أنك تأخذ من بعض الرواسب التي في نفسك وتخرجها في قالب نصح بائن المخالفة للنص الصريح والعقل الصحيح ومنطوق القرآن ومفهومه ومجافياً لأخلاق أهل الفضل والشيم ومكارم الأخلاق ..

الدين يا محسن ليس كما تحاول أن تصوره أنت وبعض زملاءك وفريق حزبك ..

تدعو عليه بالهلاك وتدعي أنه قارون العصر، وتُوجه آيات الوعيد والعذاب والتي أُنزلت في وصف حال الكافرين، على مسلم موحد!!! لعمرو الله إن هذا هو منهج الخوارج حقاً ..

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال هلك الناس فهو أهلَكَهم " وفي رواية " أهلكُهم " .

فدين الله وسط سمح خيار بين الجافي والغالي، ليس فيه جفاء وفسق وانحراف وكذا ليس فيه غلو وتنطع وتشدد، وتكمن الإشكالية أكبر عندما يُقدم بعض منظري الفكر الإخواني أمثالك كمفكرين إسلاميين ..

وليتك لزمت تخصصك وخضت فيما أنت دكتورٌ فيه (( التربة الزراعية )) لكان سَلمت و سَلَمت، ولكن الإشكالية عندما يخوض في الدين من يعرف ومن لا يعرف فهنا تقع الكارثة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال عن آخر الزمان : " وينطق فيه الرويبضة قالوا ومن هو الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "، وكما يقال في الحكمة المشهورة عند العلماء: نصف طبيب يُذهب بحياة الناس، ونصف عالم يُذهب بدين الناس ..

والإشكالية أنك لست ولا معشار ذلك ..

قد قرأت مقالك وحاولت أن أجد في معالجتك لبعض أخطاء الأمير الوليد، أقول حاولت أن أتأمل لأسلوب طرحك وعلاجك للقضية أثارة من علم او هدي من كتاب أو سنة او خلق أهل العلم والفضل، فوالله لم أجد شيء من ذلك البتة، وحاشى أن يكون في كتاب الله شيء ببذاءتك وفحش قولك وظلمك للرجل .. كيف وكتاب الله فيه ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) النحل: 90 .

أما تقرأ القرآن ؟؟!! .. أما تعلم أن الله عز وجل قد بعث موسى وهارون عليهما السلام لفرعون، فقال سبحانه : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) طه: 40 .. هذا في حق فرعون الذي قال ( أنا ربكم الأعلى )!! فكيف الأمر برجل مسلم موحد مصل متصدق متواضع، والرسل والأنبياء والدعاة الصادقون يا محسن يذهبون إلى الناس يدعونهم إلى الله و يناصحونهم، فهل ذهبت إليه وناصحته أم أنك حيلتك حيلة ما وراء شاشات " النت " .. فهل هذا من فعل الناصحين ؟!! ..

وأذكرك بما قلت في مقالك لعلك تتقي الله عز وجل وتتوب إليه سبحانه، وأنا أدعوك الآن إلى التوبة وأن تسلك المسالك الصحيحة الموافقة للكتاب والسنة في نصحك ..
__________________
مأساتي معاك تزيد

واتم بعيد .. وتتم بعيد
وأتم مثل الحزن ..

أنطر سحابة عيد
أجي ملهوف ..
عطش تحت المطر ملهوف
وقتي يطوف .. لوني ضايع ومخطوف
القوس غير متصل   الرد مع إقتباس