عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-01-2019, 10:42 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي تفسير سورة الزخرف

"إن المجرمين فى عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون "المعنى إن الكافرين فى ألم النار باقون لا يخفف عنهم وهم فيه معذبون وما نقصناهم ولكن كانوا هم الناقصين ودعوا يا مالك لينهى علينا إلهك قال إنكم باقون لقد أتيناكم بالصدق ولكن أغلبهم للصدق باغضون ،يبين الله لنبيه (ص)أن المجرمين فى عذاب جهنم خالدون والمراد أن الكافرين فى عقاب النار مقيمون مصداق لقوله بسورة البقرة "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "والعذاب لا يفتر عنهم أى لا يرفع أى لا يخفف عنهم مصداق لقوله بسورة البقرة "لا يخفف عنهم العذاب"وهم فيها مبلسون أى محضرون أى معذبون مصداق لقوله بسورة سبأ"أولئك فى العذاب محضرون "ويبين الله أنه ما ظلمهم والمراد ما نقصهم من حقهم شيئا وإنهم كانوا هم الظالمين والمراد المنقصين لحقهم بكفرهم وهذا يعنى أنهم الهالكين الخاسرين ونادوا والمراد ودعوا فقالوا :يا مالك وهو رئيس زبانية النار :ليقض علينا ربك والمراد لينهى علينا خالقك والمراد أنهم يريدون القضاء على حياتهم نهائيا بحيث لا يعودون إلى أى حياة فقال لهم مالك :إنكم ماكثون أى مقيمون والمراد أحياء بلا موت ويقال لهم لقد جئناكم بالحق أى لقد أتيناكم بكتاب أى حكم الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"ولقد جئناهم بكتاب "ولكن أكثركم للحق كارهون والمراد ولكن أغلبهم للكتاب وهو العدل باغضون أى مكذبون والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون إنا لا نسمع سرهم ونجواهم بل ورسلنا لديهم يكتبون "المعنى هل دبروا كيدا فإنا كائدون ؟أم يظنون إنا لا نعلم خفيهم وسرهم بلى ومبعوثينا عندهم يسجلون ،يسأل الله أم أبرموا أمرا والمراد هل عقدوا اتفاقا ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الكفار دبروا مكيدة للقضاء على الإسلام والله مبرم أى مدبر لمكيدة تفسد مكيدة الكفار،ويسأل أم يحسبون إنا لا نسمع سرهم ونجواهم والمراد هل يعتقدون إنا لا نعرف نيتهم و تحدثهم الخافت ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يظنون أن الله لا يعرف نيتهم وكلامهم الخافت مع بعضهم ولذا كانوا يكفرون ،ويبين لنا أن رسل الله وهم كتبة الرب لديهم يكتبون والمراد فهم يسجلون أعمالهم فكل عضو به جهاز تسجيل لما يعلمه صاحبه به ومع الرقيب العتيد .
"قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون "المعنى قل إن كان للنافع أولاد فأنا أسبق المطيعين لهم ،علا إله السموات والأرض إله الملك عما يشركون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :إن كان للرحمن أولاد والمراد إن كان للنافع أبناء فأنا أول العابدين أى المطيعين لهم أى المؤمنين بهم مصداق لقوله بسورة الأعراف"أول المؤمنين "وهو رد على الأقوام التى تدعى أن لله أولاد مثل النصارى واليهود وغيرهم باستحالة ذلك فلو كان لله ولد بالفعل لاستحق العبادة كأبيه لكونه إله لأن الابن من نفس نوعية الأب ،سبحان رب والمراد تعالى إله السموات والأرض أى رب العرش أى رب الكون وهو الملك عما يصفون أى عن الذى يشركون مصداق لقوله بسورة النحل"وتعالى عما يشركون "وهذا يعنى أن الله أفضل من الآلهة المزعومة لكونه الإله وحده وهم ليسوا آلهة والخطاب للنبى(ص).
"فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون "المعنى فدعهم يكفروا أى يلهوا حتى يقابلوا يومهم الذى يخبرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يذر أى يدع أى أن يترك الكفار يخوضوا وفسرها بقوله يلعبوا أى يكفروا أى يتمتعوا بالحياة الدنيا مصداق لقوله بسورة الحجر"ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل"حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون والمراد حتى يحضروا يومهم الذى يخبرون أى يصعقون مصداق لقوله بسورة الطور"حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون "والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم العليم "المعنى وهو الذى فى السماء رب وفى الأرض رب وهو القاضى الخبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله إله أى رب من فى السماء وإله أى ورب من فى الأرض من الخلق وهو الحكيم العليم أى القاضى بالعدل الخبير بكل شىء .
"وتبارك الذى له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون "المعنى ودام الذى له حكم السموات والأرض والذى وسطهما ولديه معرفة القيامة وإليه تعودون ،يبين الله للناس أن تبارك والمراد دام جزاء الذى له ملك أى حكم أى "ميراث السموات والأرض "كما قال بسورة آل عمران وما بينهما وهو الجو الذى وسطهما ،والله عنده علم الساعة والمراد لديه معرفة موعد القيامة وحده وإليه ترجعون أى تحشرون والمراد وإلى جزاء الله تقلبون مصداق لقوله بسورة العنكبوت"وإليه تقلبون" والخطاب للناس.
"ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم لا يعلمون "المعنى ولا يقدر الذين يطاعون من سواه الحديث إلا من قال العدل وهم لا يعرفون ،يبين الله لنبيه (ص)أن لا يملك الذين يدعون من دون الله الشفاعة والمراد أن لا يستطيع الذين يعبدهم الكفار من سوى الله الكلام يوم القيامة إلا من شهد بالحق والمراد إلا من قال الصواب مصداق لقوله بسورة النبأ"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا "والكفار لا يعلمون أى لا يؤمنون بحكم الله والخطاب وما بعده النبى(ص) .
"ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون وقيله يارب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون "المعنى ولئن استخبرتهم من أنشأهم ليجيبن الله وقيله يا إلهى هؤلاء قوم لا يصدقون فاعفو عنهم وقل خير فسوف يعرفون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه إن سأل أى استفهم الكفار فقال :من خلقهم أى أبدعهم ؟فسوف يقولوا الله هو الخالق ،ويسأل الله فأنى يؤفكون والمراد فكيف يكفرون ؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن الكفار كفروا رغم علمهم بالحق وليس غفلة منهم ،ويبين لنا أن النبى (ص)قال يا رب أى يا خالقى إن هؤلاء قوم لا يؤمنون والمراد ناس لا يصدقون بحكمك فاصفح عنهم والمراد يا محمد(ص)اعفوا عنهم أى اترك طاعتهم وقل سلام والمراد تحدث خيرا وهو الوحى فسوف يعلمون أى يعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه "كما قال بسورة هود والخطاب للنبى(ص)عدا وقيله .. لا يؤمنون فهو للمؤمنين
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس