عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-06-2008, 10:26 AM   #2
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي


الزميل الفاضل ،،، جمال ،،، حياك الله .

لدي ملاحظة بسيطة لو سمحت لي بها .


درج الكثيرون ممن يحتجون على تجويد قراءة القرآن الإستشهاد بالآية الكريمة السابقة التي ذكرتها " ورتل القرآن ترتيلا ".

ولكن اعتقد أن هذا الاحتجاج ليس في مكانه وأن المعنى غير ما ذهب إليه عامة المسلمين .

فلو رجعنا الى القرآن الكريم وأستعرضنا معنى الترتيل نجد أن هذا اللفظ ورد فقط مرتين بالقرآن الكريم .

فقد ورد هذا اللفظ " رتل " في سورة الفرقان اية ( 23 ) :

(( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتلا ))



وورد أيضا" في سورة المزمل اية ( 4)

(( او زد عليه ورتل القران ترتيلا ))

********

لاحظ معي أخي الفاضل أننا لو رجعنا الى جو الآيات ما قبلها وما بعدها لا نجد أن هذا المعنى ( الترتيل بمعنى التجويد ) صحيح مطلقا" .


ففي الآية الأولى الكفار قالوا لولا نُزل عليه جملة " دفعة " واحدة فهم بذلك يحاولوا الانتقاص من الرسول والقرآن الكريم بتعجيزه بحجج واهية ضعيفة فقالوا لولا نزل عليه جملة واحدة ؟؟؟

فجاء الجواب من الله عز وجل وبنفس الآية الكريمة إنا أنزلناه إليك يا محمد مرتلا" أي متقطعا" ليس جملة واحدة لنثبت به فؤادك

والحقيقة انهم مجرمون ،،، لن يؤمنوا سواء أنزل القرآن مفرقا" ( مرتلا" ) أو جمله واحدة .


وفي الآية الكريمة الثانية (( او زد عليه ورتل القران ترتيلا )) لاحظ اخي الفاضل أن الآيات تتحدث عن قيام الليل كله او نصفه أو انقص منه قليلا أو حتى إن إسطتعت زد عليه ثم قال ورتل القرآن ترتيلا .

فالحديث يدور حول مدة القيام من الليل ( كل الليل أو النصف أو زيادة عن النصف ) وهذا الأمر يترتب عليه قراءة القرآن حسب مدة القيام بمعنى انه يتحدث عن تجزيء " ترتيل : أرتال " قراءة القرآن ولذلك جاء بعد هذه الآية مباشرة قوله عز وجل (( إنا سنلقي عليك قولا" ثقيلا )) .

ولذلك في نهاية سورة المزمل يعود الحديث عن القيام ــ أقصد قيام الليل ـــ وعن قراءة ما امكن من القرآن الكريم فيقول الله عز وجل :

(( ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم ان لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القران علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسر منه واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم ))

فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ،،،، لأن بينكم مرضى ومسافرين وذوي حاجات .


هذا هو المعنى المقصود من الترتيل الذي ورد في الآيات السابقة ولا اعتقد أن الإحتجاج بهاتين الآيتين بمنى التجويد صحيح فهاتين الآيتين تُدلان على أن القرآن نزل مفرقا" ولم ينزل دفعة واحدة كما في الآية الأولى ، والآية الثانية تدل على قراءة ما يستطيعه المرء من القراءة عند قيام الليل " ما يتيسر من القرآن الكريم ".


*********

وانا اعرف جيدا" أن المفسرين قالوا بغير ذلك وهذا راجع الى تأثير الرأي او القول أو الموروث الديني على علوم اللغة .

وأضيف أيضا" ان الأصل أن نقول تجويد قراءة القرآن لا ترتيل قراءة القرآن وإن قضية تجويد القرآن هي قضية لغوية بحته وليس قضية دينية بمعنى ان المطلوب هو قراءة القرآن بلغة صحيحة واضحة مفهومه يستطيع السامع من خلالها إدراك مرامي الالفاظ .


********

وشكرا" لك

كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس