عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-11-2019, 07:07 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,947
إفتراضي نقد بحث في تلحين الآذان


نقد بحث في تلحين الآذان
الكتاب من تأليف جابر السعدي وموضوعه سؤال عن تلحين الآذان وإجابة الرجل عليه
بداية المقصود بالتلحين هو تمديد الصوت فى حرف أو أكثر ومثاله مد اللام الثانية فى كلمة الله بحيث تستغرق وقتا أكثر مما تستغرقه بقية الحروف وأكثر وكذلك مد الواو فى رسول مدا طويلا
ويسمى هذا التغنى والتلحين والتطريب وقد ذكر السعدى السؤال فقال:
"فقد سألني بعض الإخوة الأعزة عليّ عن ما يفعله بعض المؤذنين في أذانهم من التلحين ورفع الأصوات وخفضها وهل ذلك أمر مشروع مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟"

ونلاحظ على إجابة السعدى أمرين :
الأول :
استغرق صفحة وأكثر فى كلام لا علاقة له بالسؤال عن وحدة المسلمين
الثانى :
أنه لم ينقل الإجابة من المذهب الإباضى مذهبه وإنما نقل أقوال أهل المذاهب الأربعة وألان لذكر جوابه:
"فأجبته مستعينا بالله تعالى بالآتي :
اعلم أخي وفقني الله وإياك إلى طريق الرشاد أن الله جل شأنه منّ على عباده المسلمين المؤمنين بأن جعلهم أمة تجمعهم جامعة الإسلام وتشدهم إلى بعضهم رابطة الإيمان والتقوى وتلفهم أواصر الأخوة والمحبة حاديهم رضى الرحمن وإخراج الناس مما هم فيه إلى هداية القرآن لينالوا سعادة الدارين الدار الدنيا بعيشهم فيها وفق منهج ربهم ، والدار الآخرة بفوزهم بثوابه ونجاتهم من عقابه من يقول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) .
وإن الإنسان ليعجب كيف يجمع قدر من المصالح المادية المشتركة في عالم اليوم بين كثير من الفرقاء الذين كانوا بالأمس القريب من ألد الأعداء بينما تبقى هذه الأمة أمة الهداية في هذا الخضم من الشحناء والتنافر الذي تنوء بحمله كواهل أبنائها مع امتلاكهم أسباب الوحدة المبنية على أصول اعتقادية روحية إضافة إلى عوامل الوحدة الأخرى ، والله أسأل أن يهيئ من شباب هذه الأمة من يدرك ذلك ويعمل على تحقيقه بالعودة إلى الإسلام الحق ، إسلام العلم والعمل ، إسلام الأخوة والتقوى ، والنصرة والألفة والمحبة ، إسلام نشدان الدليل وابتغاء مراد الله تعالى والتشوف إلى هدى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، إنه سبحانه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير .

وغرضي إذ أجبتك على هذا السؤال إنما هو بيان أن ما عليه أصحابنا من عمل في هذه المسالة إنما هو موافق للدليل الشرعي ، وقد حرصت أن أنقل أقوال غير الأصحاب من علماء المذاهب المختلفة لا سيما المذاهب الأربعة في هذه المسألة مستعينا بما تيسر من مصنفات أهل العلم دون كبير بحث أو تقصي ، ولم أعتمد على شئ من مراجع أصحابنا رحمهم الله تعالى لأن عملهم قديما فيما أثر عنهم في الأذان على عدم التطريب وكذلك حالهم اليوم في مختلف البلدان كعمان وشرق أفريقيا وتونس والجزائر وليبيا والحمد لله ، والله من وراء القصد .
أقول وبالله التوفيق ومنه تعالى أستلهم الصواب :

ما سألت عنه اصطلح أهل العلم على تسميته بمسألة ( التطريب في الآذان) ، ولا شك أن الحكمة المقصودة من الأذان هي الإعلام بدخول وقت الصلاة وذلك أمر جلي مأخوذ من أدلة مشروعية الأذان مع الحكم أخرى كإظهار شعار الإسلام وجملة التوحيد والناظر في أحاديث مشروعية الأذان كحديث عبد الله بن زيد وأبي سعيد الخدري وابي محذورة يتبين له أن التطريب أمر غير مشروع لم يثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا ينبغي فعله ولا التمسك به وهذه مصنفات أهل العلم على اختلاف مذاهبهم شاهدة على ذلك .
ولعل البعض يظن أن تعليل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمره عبد الله بن زيد إلقاء الأذان على بلال دليل على ذلك حيث قال له فإنه أندى صوتا منك ظانا أن الصوت الندي هو الصوت المطرب ، وبالرجوع إلى قواميس اللغة يتبين عدم صحة ذلك ، فالصوت الندي هو الصوت العالي الذي يبلغ مدى بعيدا ، ولا يعني لغة الصوت المطرب .
فقد جاء في القاموس المحيط ( وهو ندي الصوت كغني أي بعيده ) وجاء في مختار الصحاح ( الندا أيضاً بعد ذهاب الصوت يقال فلان أندى صوتا من فلان إذا كان بعيد الصوت )

ويقول ابن منظور في اللسان ( وفلان أندى صوتا من فلان أي أبعد مذهبا وارفع صوتا ... وفي حديث الأذان فإنه أندى صوتا منك أي أرفع واعلى وقيل أحسن وأعذب وقيل أبعد .)
وتفسير الصوت الندي بالحسن العذب لا دليل فيه على التطريب لأن حسن الصوت وعذوبته أمر خلقي فمن الناس من هو رخيم الصوت ومنهم من أجش ومنهم من هو جهوريه وأما التطريب فهو تصنع وتكلف ولذلك نهى عنه الفقهاء وشددوا في النكير على من يفعله :
فمن المالكية :

يقول القرافي في الذخيرة ( أنكر في الكتاب التطريب في الأذان ، قال ابن القاسم ما رأيت أحدا من مؤذني المدينة يطرب يعني العمل على خلافه ، والتطريب من الاضطراب الذي يصيب الإنسان من الخوف أو الفرح ، شبه بتقطيع الصوت وترعيده بذلك ، وكرهه لما فيه من التشبيه بالغناء الذي ينزه التقرب عنه ، وفي الجواهر قال ابن حبيب وكذلك التحزين بغير تطريب ، ولا يبالغ في المد بل يكون عدلا . قال صاحب الطراز والسنة أن يكون محدداً عالياً ).
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس