عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-05-2009, 05:56 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لا شكر أخي العزيز على واجب .. وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم .
من إفرازات ما وصل إليه نظامنا النموذجي هو أنه كرّس أفكارًا نمطية وبرمج عقول الطلاب على مجموعة من القيم غير السوية في التعليم ، ومن هذه (الإنجازات )أنه ألغى عقلية الطالب في كيفية الاختصار والتلخيص بما جعله يبحث عن أجود الملخصات والتي لو صنعها هو بنفسه لفاقت آلاف المرات ما يُعطى إليه من المكتبات .
جانب آخر يتمثل في السؤال عن المقرر والمحذوف وهذا سؤال آلي يسأله الطالب قبل دخوله الكلية ، بل وإن المشكلة قد تمتد لكي تجعل تقييم المعلم من جانب الطلاب محصورًا في : نوعية الأسئلة ، والمقرر والمحذوف .
أخبرك بشيء يا عزيزي لكي تضحك ؟ وإنه لحقيقة :
في كلية التربية جامعة عين شمس حيث أدرس في مجال اضطرابات التواصل والتخاطب الدبلوما المهنية هناك معلم يبدو أنه خرج عن القطيع سامحه الله ، لو أدركه الوزير لنفاه إلى جزيرة سيشيل ماذا فعل ؟ قال لنا إن اختبارات أعمال السنة ستكون -عياذًا بالله - مهينة لكرامة الطلاب ضع علامة صح أو غلط ، ولكن لأن العقلية التلقينية سيطرت على قدر كبير من الطلاب فقد راح البعض يبدي مخاوفه من أن يأتي الاختبار معجزًا من خلال هذا النمط من الأسئلة لدرجة أن إحدى الطالبات قامت تسأله أن يعطينا أسئلة مقالية !!!! لكن الأستاذ أصر على موقفه ، ويكاد يقسم على المصحف أن الأسئلة لن يكون فيها شيء معجز وقد كان والحمد لله مرت بسلام هذه الاختبارات .
هذا التلقين جعل الطلاب يخشون وجود نمط آخر من الأسئلة الأكثر موضوعية ، بل وجعلهم يتلذذون بالتعذيب من جراء الحفظ لأنه أكثر أساليب الأسئلة أمنًا . ولو سألت كثيرًا ممن سافروا إلى الخارج فإنك ستجدهم لا محالة قد استغرقوا وقتًا طويلاً للخروج من الدائرة المظلمة لهذه النوعية من أساليب التدريس .

إن نجاح الأساليب الحديثة يبدأ أولاً وأخيرًا من إعدام الكتب الخارجية والبرامج التعليمية والتي داوت جرح اليد اليمنى بطريقة عبقرية وهي جرح اليد اليسرى . نجاح أساليب التعليم والقضاء على التلقين يأتي من زعزعة نظم مركزية التعليم ولجان وضع الامتحان حتى لا يكون مستقبل الطلاب وعقولهم مرهونًا بإرادة أحد العاملين في هذه المجالات.
أخيرًا :حاول الربط بين تعاليم الكنيسة الغربية والتي كانت تقتل كل من يعمِل عقله خارجًا عن (رحمتها) مثل جاليليوا وكوبرنيكوس وبين المصير الذي يلقاه أي وزير للتعليم يحاول الخروج عن هذه التعاليم (العليا) ، وإن من وراء هذه الأساليب أهدافًا سياسية كبرى تكمن في تكريس نمط معين من الحياة العقلية والذي يمكن من خلاله المحافظة على السقف الأعلى من الطموحات في ضوء ما هو محدد له سلفًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس