عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-11-2009, 07:01 PM   #454
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

فنجان قهوتي ..
وأثار شفتيّ على حافته
بكل ثقةٍ وضعته ..
كما يفعل من يقرأ الفنجان
لم أصل بعد إلى حافة الجنون
أو الكفر أوالشرك بالله
كانت لحظات صبيانية ..
فعلتها دون وعي ..
وأنا أفكر بك ..
يأتي الحدث وهو عبارة عن عملية استرجاع لذكرى عاشتها المبدعة أو من تتحدث
المبدعة على لسانها ، وتبدو الرمزية في فنجان القهوة الذي يبدو المذكِّر بالأشياء
والأحداث ، فكأن المبدعة أو من تتحدث على لسانها جعلت من كوب القهوة خيط
البدء والذي يذكرها بالبلورة السحرية . أتت الجملة أو الكفر أو الشرك معبرة عن
القيم التي تحملها المبدعة في الوقت نفسه كانت الانتقالة المعبرة عن التذكر
أو ما يسمى flash back من خلال سردها لما حدث . وفي كثير من المسلسلات
نجد الفكرة السائدة عن القهوة أو الشاي والتي يبدأ فيها الحكي مع أول أو آخر رشفة
قهوة . هذا الجانب كان يحسب للمبدعة استخدامه إذ تعبر القهوة عن الحب أو الذكريات
التي يكنها كل من الطرفين للآخر .وهنا يكون الحدث قويًا بحيث جعل المُحِبة تتجاوز معتادها
وتبدأ النظر إلى الفنجان في عمل يشابه فعل العرافين لكنها نفت ذلك عنها .
أردت أن أرى ملامح وجهك الثائر ..
الغاضب ..
من بين الخطوط المتعرجة ..
في قهوتي المتبقية في قاع الفنجان ..
فأقول لك : صباح الخير مبتسمة ..
كي يسكن غضبك ..
وتهدأ ثورة جنونك ..
وغيرتك غير المحدودة ..
في كلمرةٍ ..
كان حسن التعليل إذا جاز التعبير عنصرًا مميزًا لهذه الجزئية إذ أن الفنجان عند المُحِبّة هو كالبلورة
السحرية ، ويبدو مدى ارتباط المُحِبّة بمحبوبها الزوج من خلال هذا الفنجان والذي لا يمر مرورًا
عابرًا وإنما يغدو أداة لفلسفة الحب ، ومن ناحية أخرى فقد ارتبط الحديث عن القهوة بالكثير
من العادات والتقاليد والأفكار المترسخة في ذهن الإنسان العربي مما يعكس مدى ارتباطه بالأشياء
من حوله. والجوانب الرومانسية تبدو في سلاسة وانسياب النص إذ تنتقي المُحِبّة لحظة مميزة وهي
لحظة الصباح والتي تُسقى فيها القهوة لتقول لمحبوبها زوجها صباح الخير غير أن الذي زاد من إشراق
النص هو أنها لم تفعل لغيابه ربما أو لشيء آخر مما يجعل فعل الغياب في ذاتها مثيرًا لأكبر قدر من
المشاعر الجياشة. ويبدو جانب مضيف للخاطرة قدرًا أكبر من الإشراق في ذلك السلوك الأنثوي الذي يتسم بالنشاط والشغب حينما تكون المُحِبة تريد رؤية وجه محبوبها وهو غاضب إذ تتخذ لديها هذه الانفعالات
معنى آخر ، ربما فطرية وبراءة في الانفعال ربما رجولة وصدقًا في المشاعر ..
تُمسك بتلابيب الهواء ..
لأنه تلاعب بأطراف ثوبي ..
تحنق علىالعصافير ..
وترفع يديك إليها مهدداً ..
لأنها مرت فوق رأسي ..
جنونك يصلإلى حضن أمي ..
وابتسامتي في وجه أبي !!
لهوي مع الصغير ..
يُثير فيكزوابع ( الأنا ) المفرطة !!
جميل في النص أن المتلقي لو حاول استقطاع سطر منه لما استطاع ، فالسلاسة والانسيابية
تجعل المتلقي لا يكاد يشعر بالملل من المتابعة .رغم أن الحدث عادي إلا أن طريقة تناوله
كانت غير عادية من خلال رصد اللحظات الإنسانية الأكثر تأثيرًا وكذلك من خلال الاتكاء على
العديد من عناصر التصوير ,وهنا لا يجد القارئ إلا أن يرفع حاجبيه من هذه الصياغة للموقف
إذ يغدو تلاعب الهواء بأطراف الثوب وتحليق العصافير من فوق الرأس عملاً مستفزًا لهذا
المحبوب الغيور ، بل ويظل انتقال المبدعة وتدرجها في جوانب الرصد لهذه الغيرة المقيتة
لتصل إلى هذا الاضطراب الذي يجعله يغار من احتضان الأم وابتسامة الأب. ومن الممكن
للقارئ أن يرتب على هذين السطرين معاني أبعد بكثير مما رمت إليه المبدعة إذ أن
الدلائل عليه تحققت فعلاً . ويأتي ملمح من ملامح العمل الأدبي ممثلاً في استخدام
كلمة الأنا المفرطة رغم كونها عادة لا تستخدم في النصوص الأدبية لتقريريتها إلا أن مبدعتنا
العزيزة قد طوعتها لصالح الحالة وأوجدت لها مبررات وجود جعلت منها جانبًا معبرًا عن فهم
المبدعة العزيزة لكيفية وفلسفة استخدام الألفاظ التقريرية في العمل الأدبي .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس