عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2010, 11:52 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

· * * *

رُشديُّ الروح والتفكير كان الفقيد الراحل: عقلانياً وصارماً ومؤمناً أشد الإيمان بقضيته. كان على أبي الوليد ابن رشد في زمنه (قبل ثمانمائة عام ونيف) أن يدافع عن الفلسفة في وجه مناهضيها والناقمين على الفلاسفة. وكان عليه أن يعثر على صلة اتصال بين العقل الإغريقي والوحي من دون توفيق تلفيقي. ولم يفعل حفيد ابن رشد ـ في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحالي ـ غير هذا: قاتل من أجل الفلسفة والعقل، واجتهد ـ ما وسعه الاجتهاد ـ لفك الاشتباك بين التراث والغرب.

وفي لحظة من رشديته المديدة، لم ينس جده في ذكرى رحيله قبل ثمانمائة عام، فتفرغ لبعض أعماله يقرأها ويعيد تقديمها بالإضاءة والتحشية ممارساً وفاءه العلمي (بطريقته) لرجلٍ سكنه وأُخِذَ به وتماهى معه. وإذا كان لأحدٍ فضل إعادة إدخال ابن رشد والرشدية في نسيج فكرنا الحديث، بعد طول انقطاع، فالفضل في ذلك إنما يعود الى حفيده الجابري الذي أرشدنا إليه.

تعلمنا كثيراً من هذا العملاق، وسنظل نتعلم: فهو الذي رحل ولم يرحل.

انتهى

المصدر: مجلة المستقبل العربي/ بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية/ العدد 376/ حزيران ـ يونيو 2010/ لم يُذكر اسم الكاتب.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس