عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-04-2008, 10:31 PM   #32
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي


لا وألف لا لتدخين الفتيات

وقد كان لابد لنا أن نأخذ آراء الشباب سواء الملتزمين أو غير الملتزمين منهم..

بداية يقول "محمود سامي" الطالب بكلية الطب – 24 سنة: "لا أرى أي سبب لتدخين الفتيات إلا الرغبة في التمرد على عادات المجتمع، وهن أما من أسر غنية أو من أسر متوسطة ولكن لديهن الرغبة في التمرد على أحوال المعيشة التي يعشن فيها، بالإضافة إلى محاولة جذب انتباه الجنس الآخر، وأنا بالطبع لا أقبل أبداً أن أتزوج فتاة تدخن".

ويتفق معه "أحمد هاني" الطالب بكلية التجارة بجامعة عين شمس – قائلاً: "الحرية مسؤولية والتحرر ليس معناه التخلي عن القيم والعادات الراسخة في مجتمعاتنا، فكم يحزنني منظر الفتيات المدخنات لأنهن بذلك يفقدن التقدير والاحترام من قبل الناسِ، وبالتأكيد أرفض الزواج من فتاة مدخنة، فهي بالتأكيد غير ملتزمة لا تخاف ربها ولا تخشاه، ولا تعير اهتماما للقيم والمبادئ، كذلك لخوفي الشديد على أبنائي في المستقبل الذين لاشك سيتأثرون سلبا بأمهم المدخنة وسيقلدونها، كما أن التدخين ضار بالصحةِِ فكيف تقوم الأم المدخنة بتأهيل وتربية أبناء المستقبل؟!".

مريضة نفسية!

حاولت الابتعاد عن الشباب الملتزم فاتجهت لشاباً آخر والذي تبين أنه "هيثم كامل" الطالب بكلية الآداب – 20 سنة حيث قال: "تدخين الفتيات تقليعة جديدة و"حاجة تقرف" على حد تعبيره، وأنا أرى فتاة تدخن ما هي إلا نتاج تدني مستوى أخلاقها وسلوكها، وشكلها سيئ جداً ومدعاة للاشمئزاز، فهي بالتأكيد غير مؤدبة ومريضة نفسياً لذلك بالطبع لن أتزوج فتاة تدخن.

ويضيف بحدة: "البنت التي تدخن السجائر لا تبقى سجائر فقط، إنما تتطور للمخدرات أيضاً يعني كارثة، وبالإضافة إلى الأسباب السابقة، فلا أحب أن تكون زوجتي فتاة مسترجلة، فالتدخين يخالف طبيعة الفتاة الأنثوية الرقيقة الناعمة التي يتمناها أي رجل، كما أن رائحتها ستكون سيئة للغاية فكيف نعيش في بيت واحد!".

أما "أحمد إبراهيم" – 28 سنة – فيضيف قائلاً: "ده ناقص كمان أتزوج مدخنة!! فأنا بالتأكيد لن تلفت نظري أبداً فتاة مدخنة، لأنها لن تكون جميلة أو جذابة، لكن أتخيل إن أحببت فتاة ثم دخلت في عالم التدخين، قد أحاول إقناعها بالابتعاد عنها وإلا فأنا مضطر لقتل احترامي لها ورغبتي في أن تكون زوجة لي، خاصة وأن الفتاة المدخنة فاقدة أصلاً للمشاعر والأحاسيس فهي لا تعير صحتها أدنى اهتمام فكيف بالتالي تراعيني وتراعي أسرة بأكملها".

أما "أدهم" الطالب بكلية الآثار- 18 سنة فيقول: "بداية لا أرى أن رجلاً يدخن له الحق في رفض أن تدخن الفتاة، فهو بالنسبة له ليس عملاً خارجاً عن المألوف، فلماذا يجيز الرجال لأنفسهم ذلك ويمنعونه عن الفتاة، ولماذا يعرفون ضرره على الفتاة ولا يعرفون ضرره على أنفسهم. فهناك اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين في أن التدخين يخفف من حدة الألم والمعاناة ويحقق الارتياح النفسي فعادة ما تلجأ إليه الفتاة لهرب من ضغوط نفسية ومشكلات تعانيها وهذا ليس حلاً بل علينا أن نواجه مشكلاتنا ونعمل على حلها بدلاً من الهروب منها، كما أرى أن تدخين الفتيات تقليد للمجتمع الغربي، وهروب من حالة الفراغ الفكري والروحي الذي تعيشه الفتاة الآن".

التدخين يصيب بالإيدز!

بين هذا وذاك حملنا هذه الهموم بآلامها وآمالها للمتخصصين والخبراء؛ عسانا نجد خيوطاً نستطيع عبرها أن نجد حلاً لهذه المشكلة التي يعتقد البعض أنها باتت كالأخطبوط، تنتشر في صفوف بنات المدارس والجامعات.

بداية كانت لنا جلسة مع الدكتور "سناء أحمد" أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: "التدخين بشكل عام عادة ضارة وسيئة للغاية حيث أكد الباحثون على أنها تؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض آخرها الإصابة بفيروس HIV المسبب لنقص المناعة الإيدز، بالإضافة إلى أنه يزيد من احتمالات الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية ومشكلات تنفسية وسرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطان.

وبالنسبة للفتيات خاصة فالتدخين يشوه صحتهن وجمالهن حيث إنه يؤدي لأضرار مضاعفة منها احمرار العينين وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه، إضافة إلى ضمور الشعيرات المخاطية، وتحول الأسنان إلى اللون الأصفر ثم اللون الأسود وانبعاث روائح كريهة من الفم، بخلاف الاضطرابات التي تحدث للدورة الشهرية أو انقطاعها تماما، كما أن الفتاة المدخنة معرضة للإصابة بسرطان الثدي وزيادة ضغط الدم والسكر، كما أنه ينذر بشيخوخة مبكرة حيث تصل إلى مراحل الشيخوخة وهي في سن الزهور، فظهور أعراض التدخين على المرأة يكون أسرع وأشد تأثيرا عما هو الحال لدى الرجال".

إثبات الذات.. أم منافسة؟

وتضيف قائلة: "كما أن تدخين الفتيات خاصة المراهقات منهن يكون في أغلب الأحوال لإثبات أنهن قادرات على كسر العادات والتقاليد، وقادرات على الدخول في المناطق المحظورة، فهن يأخذنها على أنها نوع من التحدي، فالتدخين من القيم الوافدة على المجتمع العربي، فقد كانت في الأمس القريب لا تدخن سوى النساء اللاتي يعملن في مهن لا يعمل فيها سوى الرجال، أما الآن فقد باتت الفتيات في سن المراهقة ومن أسر عريقة من رواد مقاهي الشيشة، وقد ساعدت المقاهي والكافي شوب التي انتشرت كثيرا في المراكز التجارية بالقاهرة في استقطاب العديد من الفتيات، وبعض الفتيات يعتقدن أن تدخين الشيشة أقل ضرراً من السجائر في حين أن تدخين الشيشة الواحدة يعادل تدخين 55 سيجارة".

وعن آثار التدخين تؤكد الدكتورة سناء على جمال الفتيات وصحتهن تقول: "المرأة المدخنة ينبعث منها رائحة كريهة لا يطيقها أي إنسان؛ ذلك لأن رائحة الدخان تغلب على رائحة العطور، ومادة النيكوتين الموجودة في السجائر تنشط المخ، وعندما تقل هذه المادة عند المدخن فإنه يشعر بالضيق والاكتئاب حتى يدخن مرة أخرى، ولهذا تكون بداية الإدمان التدخين، ثم تنتهي بإدمان المخدرات.

كما أن تدخين الفتيات هو في نهاية الأمر تقليد للرجل لتثبت له أنها على نفس القدر من المساواة في كل شيء، في مخالفة لديننا العظيم الذي أعطى كل ذي حق حقه؛ في حين أن منظر الفتيات وهن يدخن يثير اشمئزاز كثير من الرجال، حيث يحاولن إعلان أنهن متحررات ويفعلن ما يحلو لهن، وكان هذا الإعلان قد بدا في صورة تدخين الفتيات - خاصة طالبات الجامعة وطالبات المدارس - للسجائر حتى يثبتن أنهن متحررات - أو كما يتخيلن أن هذه هي الحرية - ثم تحول الأمر إلى المجاهرة بذلك.

وأخيراً نجد أن خروج المرأة للعمل واستقلاليتها الاقتصادية ساهمت بشكل أو بآخر في خروجها عن الشيء المألوف والعادات والتقاليد ومنها الجلوس على المقهى.

النقص المكبوت

أما الدكتور "محمود حمودة" أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر فقد كتب في مقال نشر له في موقعه على الإنترنت عن تدخين الفتيات: "تقول نظريات علم النفس أن الفتاة تولد بعد فترة حمل مثل الولد تمامًا وترعاها الأسرة مثلما ترعى الولد، ولكن عندما تصل إلى مرحلة إدراك نفسها تتوجه للأم لتشابه تكوينهما وتناسبه، كابتة لشعور نقص تجاه الولد بداخلها، وتتوجه إلى التعليم في المدرسة أو داخل البيت للشئون المنزلية، ويظل الأمر مستقرًا إلى أن تأتي مرحلة البلوغ، حيث تبرز فيها الصفات الأنثوية على المستوى الجسدي، والبنت التي يخلو داخلها من صراع النقص المكبوت منذ الطفولة تشعر بالرضا عن أنوثتها وخاصة إذا كانت أسرتها لا تميز بين الولد والبنت.

ولكن بعض البنات يرفضن الأنوثة ويحاولن تقليد الرجال فيأتين بسلوكيات الرجال في محاولة منهن لتناسي أنوثتهن ولإشعار أنفسهن أنهن لسن أقل من الرجال، ونظرًا لأن المراهقة يكون فيها رفض سيطرة الكبار وبحث عن هوية جديدة تتمرد، وبذلك تأتي المراهقة لسلوكيات قد تكون مناقضة لسلوكيات الأسرة كنوع من الثورة والتمرد وإعلان العناد، أو رغبة في جذب الانتباه بإتيان المخالف لما هو سائر في المجتمع من عادات فتلجأ إلى سلوكيات فجة ملفتة للانتباه حتى ولو كانت على حساب صحتها، فعنادها شكل من أشكال العدوان الموجه في اتجاهين أحدهما خارجي والآخر داخلي نحو الذات، وربما يكون الأخير انتقامًا من الأنثى التي تسكن بداخلها.

__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس