عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-03-2009, 02:05 AM   #5
redhadjemai
غير متواجد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,723
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة سيدي حرازم يطرونس مشاهدة مشاركة
حد الكتابة جدل بين ولع القلم بظلمة الدواة وافتتان الدواة بنور القلم. والحرف حركة نقطة، فالنقطة التي لا تتحرك تنعدم، تجر القلم في اتجاه معين ليبعد عن الدواة بقدر محدد، فلا القلم يبعد كل البعد عن الدواة و لا الدواة، المفتوحة بحجم مقدر، تنفتح، أو تنغلق، في وجه القلم بشكل مطلق، إلا في الفناء الكامل.
كما الشكل، أو الصورة، أو بني آدم نفسه، كما الحياة كلها، تخرج الكتابة من هذه النقطة بالذات، لكنها نقطة، مثل الفراشة، تسعى إلى النور وفي ناره الفناء: نفس الضوء، أو الولع، الذي يعطي الحياة يقتل، فتموت النقطة في الحرف، أو في الخط، أي تستعيد حياة أخرى إذ تجف وهي تطول وتتمدد، إذ تطلب أكثر منها، بالرغم من أنه منها، من صلبها ينشأ، كما تتحول البذرة، إلى شجرة، أو النطفة، إلى حيوان أو إنسان.

والقلم هو العقل، فالقلم الأعلى، عند الصوفية، مثلا، هو العقل الأول، وهو، على كل حال، من يقوم بالتشكيل، تشكيل الحروف التي تكون موجودة، بالقوة، في مداد الدواة، يحركها، أو يفعل فيها، مثلما تفعل عملية إنزال النطفة، التي هي كذلك نقطة من طرف " القلم الإنساني"، تلك النقطة، التي تكون وجودا بالقوة، في المداد، أو النطفة، فتصبح شكلا، أو صورة، أي وجودا بالفعل.

وصورة" لوح الرحم"، وتشبيه النطفة بالنقطة، تجعلنا ندرك لماذا أضاف كعب الأحبار قائلا: " فنطق بها القلم، فكان أول ذلك كله نقطة" ـ 6 ـ أي أن النقطة هي مبتدأ الحروف، وأول ما ينطق به القلم، أي أول حركة، أو فعل، للقلم، هي تشكل النقطة التي منها ستخرج جميع الحروف، بفضل هذا التشكل، كما يفعل عالم الهندسة عندما يعتبر النقطة أولى مسلماته، أو بديهية النظام الذي سيؤسس عليها، ثم يستخرج منها جميع الأشكال الهندسة، من أبسطها الخط، الذي ينتج عن حركة النقطة في اتجاه معين، فينتج عن هذه الحركة خط مستقيم، أو منكسر، مثلا، إلى أعقد شكل هندسي يمكن أن يتصوره العقل.
كذلك يفعل القلم بالنقطة، بنفس النقطة: ثمانية وعشرون حرفا، في العربية، و ما لا يحصى من الصور التي يمكن أن يتصورها خطاط بارع.

شوكرن.
هي نقطة لأن العين أعياها أن تقول غير ذلك ..من اقترب أكثر سيعرف أنها ليست كذلك .
اقترب أكثر ..هي بقعة ..مجموعة نقاط ..أو بقع أو شيء أو أشياء ..لايهم طالما مايعيينا السطر وجرة القلم الذي يريد أن يقول شيئا ..حتى الصمت له لغة تغادر الوجوه ..وتحتل الورق نقاطا أو جرات ...أو ارتباكا .
أما هنا ...فكأن الأمر أشبه بتكوين صورة مشابهة من البعد الرابع لشيء يشبه النقطة وهو في الأصل مربع ، على جدار شفاف يشبه الورقة تطويعا ظالما للتشبيه ...بالعبث على ما يشبه ظهر النعل ..تشبيه آخر بتطويع ظالم بأنه قلم .

أما أنتم فأنتم فعلا أنتم ..طالما أن العبث درجات ومراتب ..وأنتم في أعلاها ..وربما أنا أيضا .
ومن يقرأ الآن .



عصام ..نسيت أن أخبرك أني أجد رائحة ابن السكيت في ما كتبت .
__________________


آخر تعديل بواسطة redhadjemai ، 22-03-2009 الساعة 02:19 AM.
redhadjemai غير متصل   الرد مع إقتباس