عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-05-2007, 02:23 AM   #69
The DiamonD Rose
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: بســـــاتين الورد
المشاركات: 4,177
إفتراضي


ضيـــــــاع الضــــــــاد في لغة الضـــــــــاد


اشتهر على ألسنة المثقفين ( لغة الضاد ) كناية عن اللغة العربية ، و لهذا يقول المتنبي :
وَ بِهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا ...... دَ وَعَوْذُ الجاني و غَوْثُ الطَّريدِ

قال ابن جني في سر الصناعة [ 1 / 214 ] : " و اعلم أنّ الضّاد للعرب خاصّة ، و لا توجد في كلام العجم إلا في القليل " ، و لم يتيقن ذلك ابن فارس ، فقال في الصّاحبي [ 7 ] : " و زعم ناسٌ أنّ الضّاد مقصور على العرب من دون سائر الأمم " ، و مع ما في قوله من تمريض إلا إنّ ذلك يدلّ على شيوعه في عصره .
و يقول المستشرق ( برجستراسر) : " فالضّاد العتيقة حرفٌ غريب جدّا غير موجود على حسب ما أعرف في لغة من اللغات إلا العربية " .

و قد جاء ضياعها من ناحيتين :

1 _ عدم النطق بها على وجهها الذي وصفه بها المتقدمون كسيبويه ، و ابن جني ، و قد و صف ابن الجزري صعوبته في النطق فقال في كتابه النشر [1 / 219 ] : " و الضاد قد انفرد بالاستطالة ، و ليس في الحروف ما يعسر على اللسان مثله ، فإنَّ ألسنة الناس فيه مختلفة ، و قلّ من يحسنه ، فمنهم من يخرجه ظاء ، و منهم من يمزجه بالذال ، و منهم من يجعله لاما مفخّمة ، و منهم من يُشمُّه الزاي " .
و نقل عن الأصمعي ـ و هو من هو في الحفظ و الرواية ـ قوله : " تتبعت لغات العرب فلم أجد فيها أشكل من الفرق بين الضّاد و الظاء " .
و يزداد الأمر خطرا حينما ينتقل اللبس بينهما في قراءة القرآن على أنَّ في هذه القضية عند القراء خلافا عريضا أتركه لأهل الاختصاص في هذا الفن .

2-الخلط بينه و بين الظاء في الكتابة
يقول الصاحب بن عباد في كتابه الفرق بين الضاد ، و الظاء[ 3 ] : " إذ كانا حرفين قد اعتاص معرفتهما على عامّة الكتاب ؛ لتقارب أجناسهما في المسامع ، و أشكال أصل تأسيس كلّ واحد منهما ، و التباس حقيقة كتابتهما " ، و من العجيب أن يقول ابن مكي الصقلي المتوفى سنة 501هـ في كتابه تثقيف اللسان [ 91 ] : " فأما العامّة وأكثر الخاصة فلا يفرقون بينهما في كتاب ولا قرآن " . مع أنهما صوتان في الأصل قبل انحراف النطق بهما متمايزان ، يفرق بهما بين المعاني ، و من ذلك


الحضّ : الحثّ ، و الحظّ : البخت و الجَدّ .
و أضلّه : أغواه ، و أظلّه : ستره .
و حضر : جاء ، و حظر: منع .
و الضنُّ : البخل ، و الظنّ خلاف اليقين .
و الفضُّ : الكسر ، و الفظّ : الغليظ القلب .
و الناضر : الحَسَن ، و الناظر : المتأمل الشيء بالعين و منه قوله تعالى : { وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربّها ناظرة }.
و النضير : البهيج ، و النظير : المثيل .

و عند النظر إلى أحد المعاجم نجد أنّ بناء الألفاظ من الضاد أكثر من بنائها من الظاء ، و لهذا يقول الحريري في إحدى مقاماته :


أيُّها السائلي عن الضَّاد ، و الظــا ..... ءِ لكيــلا تَضلُّـهُ الألفاظُ
إنّ حفظَ الظاءاتِ يُغنيكَ فاسمعــ ..... ها استماعَ امرئٍ لهُ استيقاظُ



مخرجُ كلٍ من الحرفين

اعلم أنَّ المخارج عديدةٌ منها: الجوف واللسان والخيشوم والحلق والشفتان. كما يجب عليك أن تعلم أنَّ هذه المخارج تنقسم إلى عدة مخارج فرعية وعددها 17 مخرجاً كما عدها ابن الجزري في منظومته.
مخارج الحروف سبعة عشر ... على الذي اختاره من اختبر
وكلا الحرفين يخرجان من اللسان ومخرجاهما متقاربان

فالضاد تخرج من إحدى حافتي اللسان مع أطراف الثنايا العليا وخروجها مع الجهة اليسرى أسهل وأكثر استعمالاً ومن اليمنى أصعب وأقل استعمالاً ومن الجانبين معاً أعز وأعسر,فهو أصعب الحروف وأشدُّها على اللسان, ولا يوجد في لغة غير العربية ولذلك تَسمى لغة الضاد.

أما الظاء فتخرج من ظهر طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
انتهى الكلام عن المخرجين وننتقل إلى الحديث عن صفات الحرفين.



حكم إبدال حرف الضاد بحرف ظاء في سورة الفاتحة

لابد أن تعلم أخي القارئ الكريم أن الفاتحة لا تصح عند إبدال حرف بحرف آخر وقد يتغير المعنى أيضاً ولكن...
هل تصح إذا قلبت الضاد ظاءاً في سورة الفاتحة في قوله تعالى (ولاالضالين)؟


¨ قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله-

في ذلك وجهان لفقهاء الحنابلة:
الوجه الأول: لا تصح؛لأنه أبدل حرفاً بحرف.
الوجه الثاني: تصح وهو المشهور من المذهب.
وعللوا ذلك بتقارب المخرجين وصعوبة التفريق بينهما, وهذا هو الوجه الصحيح,وعلى هذا فمن قال: (غير المغضوب عليهم ولا الظالين) فصلاته صحيحة ولا يكادُ أحد من العامة يُفرق بين الضاد والظاء.


¨ قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-

(وأما من لايقيم قراءة الفاتحة فلا يصلى خلفه إلا من هو مثله فلا يُصلى خلف الألثغ الذي يبدل حرفاً يحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف اللسان كما هو عادة كثير من الناس فهذا فيه وجهان:
الوجه الأول: منهم من قال لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه لأنه أبدل حرفاً بحرف لأن مخرج الضاد الشدق و مخرج الظاء طرف الأسنان فإذا قال: (ولاالظالين) كان معناه ظل يفعل كذا.
الوجه الثاني : تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد وحس أحدهما كحس من جنس الآخر لتشابه المخرجين...)


فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية عن اللحن في التلاوة


سئلت اللجنة الدائمة عن حكم العاجز عن أداء حرف الضاد من مخرجه وقد اختلف فيه الناس فمنهم من يقول على العاجز أن ينطق به ظاء ومنهم من يقول عليه أن ينطق دالاً فكانت الإجابة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد...
يجب على من لا يحسن إخراج الضاد من مخرجها أن يجتهد قدر طاقته ويبذل وسعه في تمرين لسانه على إخراج الضاد من مخرجها والنطق بها نطقاً صحيحاً فإن عجز بعد بذل جهده عن النطق الصحيح فهو معذور وما عليه إلا ينطق به كما تيسر له فلا يُكلف نطقه ظاء أو دالاً على الخصوص لقوله تعالى: ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)البقرة 286 وقوله تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)الحج78
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الشيخ عبدالله بن منيع
الشيخ عبدالله بن غديان عفيفي
الشيخ عبدالرزاق

من هنا وهناك
__________________
The DiamonD Rose غير متصل   الرد مع إقتباس