عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-04-2021, 01:05 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

وهذا السند فيه : أبو عبيدة وهو : سعيد بن زربي قال فيه ابن معين : ليس بشيء، وقال البخاري : عنده عجائب، وقال النسائي : ليس بثقة، وقال الدارقطني : ضعيف
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه
خامسا : حديث أبي ذر:أخرج الحاكم : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان" قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه وهذا السند فيه حكيم بن جبير : قال أحمد بن حنبل فيه : ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء، قلت : ما محله قال : الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري : كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك
فهذا الراوي كما ترى الضعف بين عليه من خلال كلام أهل العلم فيه وله شاهد من حديث سعيد بن جبير قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما"
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه وفي سند هذا الحديث : محمد بن حميد الرازي قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة : يكذب وقال النسائي : ليس بثقة انتهى فالرجل ضعيف جدا
سادسا : حديث جابر:أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال : أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام"
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال : هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي : خالد بن يزيد كذاب
سابعا : حديث حذيفة:أخرج الطبراني فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت" ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى وأخرجه الحاكم، وأبو نعيم من طريق موسى بن أعين به
وهذا السند فيه علتان :
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
- اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه قال ابن رجب : يروى من حديث حذيفة مرفوعا، وموقوفا، وهو أصح
ثامنا : أثر علي بن أبي طالب أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال
وفي هذا السند فيه علتان :
- عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي : من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضرا بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة ثم ذكر له الذهبي حديثا وقال: المتهم به أبو الحسن- أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال قاله الذهبي
تاسعا : أثر عروة بن الزبير أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه
وفي هذا السند أبو معاوية قال فيه ابن حجر : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره انتهى وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد
عاشرا : أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه، وأبو موسى المديني في الغريبين، وابن الأثير في النهاية كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع"

ويعد أن استعرض الطبيشى ما جاء فى الروايات التى جاء فيها اسم الحنان قال ان كل تلك الروايات لايصح منها شىء وهو قوله:
"وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأما الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين"

كما انتهى إلى أن الحنان ليس من أسماء الله تعالى فقال:
"ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره، والبيهقي في الأسماء والصفات، وأبو نعيم في جزئه، والغزالي، وابن الجوزي، وابن الأثير والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضا أن يقول: يا حنان، يا منان فإنه ليس بمأثور عنه وقال الخطابي : ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله : الحنان وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم : لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال : الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبد الحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا {مريم: } أي رحمة منا
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسما؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم"

وما قاله القوم يرد عليه بالتالى :
أنه ليس كل الأسماء المطلقة على الذات العلية يسمى بها الناس أولادهم مثل ذو الجلال والإكرام وذو الطول وذو المعارج ومن ثم سقطت حجة من رفض كونه اسم لأنه لا أحد يسمونه عبد الحنان
ولا أدرى كيف اخترع القوم ان هذا الشىء أو ذاك ليس صفة من صفات الله أو صفة من صفاته مع أن الصفة لم تذكر فى الوحى والصفة فى نحو النحاة اسم ؟
وكما جاز أن يسمى الرحمن والرحيم وأرحم الراحمين من قوله" ورحمة منا " بجوز أن يسمى الحنان من قوله" وحنان من لدنا"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس