عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-06-2007, 12:24 AM   #49
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي

قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )

قال المفسرون: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به .. تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه ..
وذلك لحرصه على إيمانهم ..

فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لايأتيه من الله تعالى شيء ينفر عنه وتمنى ذلك ..

فأنزل الله تعالى (وَاالنَجمِ إِذا هَوى) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ (أَفَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَالعُزّى وَمَناتَ الثالِثَةَ الأُخرى) ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه وتمناه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة سعيد بن العاص فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمداً نصيباً فنحن معه ..

فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال: ماذا صنعت! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه وتعالى وقلت ما لم أقل لك ..

فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً .. فأوحى الله اليه ( وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً .. وَلَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً .. إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ) .. فما زال مغموما مهموما من شأن الكلمتين ..


حتى نزلت .. (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) ..

فسري عنه وطابت نفسه‏ .. صلى الله عليه وسلم ..

فلما بلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة .. ولكن في صورة تختلف تمامًا عن صورته الحقيقية،
بلغهم أن قريشًا أسلمت، فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس السنة،

فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار وعرفوا جلية الأمر رجع منهم من رجع إلى الحبشة،
ولم يدخل في مكة من سائرهم أحد إلا مستخفيًا، أو في جوار رجل من قريش‏.‏

ثم اشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش، وسطت بهم عشائرهم، فقد كان صعب على قريش ما بلغها عن النجاشي من حسن الجوار، ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى‏.‏


فمن المفارقات العجيبة أن ذهاب "عمرو بن أمية الضمري" رضي الله عنه إلى النجاشي ملك الحبشة حتى يرد المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة .. في السنة السابعة للهجرة ..

صادف ذهاب "عمرو بن العاص" الثاني (كان قد ذهب مبعوثا من قريش إلى النجاشي ليرد المسلمين إلى مكة في أول هجرتهم) إلى النجاشي طالبًا اللجوء السياسي بعدما أصبح للإسلام الكلمة العليا، وكان عمرو ساعتها على شركه. فسبحان الله

كــان بـــــو خـــــلفان دائــــم منتـصر
الـــزمان قــــــد جــــــار والشيخ أنغدر

لا تـــقل فـــــــيما جــــرى كيف جرى
كـــــل شـــــــيء بـــقضــــــــــاء وقدر

اذا اراد الله يــــــــقــــــضي أمـــــــره
فــــــي امـــــــرء أذهـــــب منه البصر

بــــــاعتـــــــــقال الــشيخ مولانا الذي
كـــــــان لـــــلأســـــــلام دائم في سهر
__________________
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس