عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2018, 10:31 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,958
إفتراضي

"قل هو الذى أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون "المعنى قل هو الذى أبدعكم و خلق لكم النفس أى القلوب أى الصدور قليلا ما تطيعون حكمه ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس الله هو الذى أنشأكم أى "هو الذى خلقكم "كما قال بسورة الأعراف وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة والمراد ووضع فيكم النفوس أى القلوب أى الصدور لتشكروا ولكن قليلا ما تشكرون والمراد ولكن عددا قليلا منكم من يطيعون حكم الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"قل هو الذى ذرأكم فى الأرض وإليه تحشرون "المعنى قل هو الذى خلقكم فى الأرض وإليه تعودون،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس هو الذى ذرأكم فى الأرض والمراد هو الذى خلقكم من الأرض وإليه تحشرون والمراد"وإليه ترجعون"كما قال بسورة فصلت والمراد وإلى جزاء الله تعودون والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل إنما العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين "المعنى ويسألون متى هذا البعث إن كنتم محقين قل إنما المعرفة لدى الرب وإنما أنا مبلغ أمين ،يبين الله لنا أن الكفار يقولون للنبى (ص)متى هذا الوعد وهو الفتح أى البعث كما قال بسورة السجدة "متى هذا الفتح"إن كنتم صادقين أى إن كنتم عادلين فى قولكم بوقوعه؟وهذا يعنى أنهم يريدون معرفة الموعد تحديدا وهو ما لا يفيدهم ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :إنما العلم وهو معرفة اليوم تحديدا عند الله وإنما أنا نذير مبين والمراد وإنما أنا مبلغ أمين لوحى الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذى كنتم به تدعون "المعنى فلما شهدوه واقعا حزنت نفوس الذين كذبوا وقيل هذا الذى كنتم به تكذبون،يبين الله للنبى (ص)أن الكفار لما رأوه والمراد لما شاهدوا العذاب زلفة أى واقعا أمامهم سيئت وجوه الذين كفروا أى اسودت والمراد حزنت نفوس الذين كذبوا بحكم الله وقالت لهم الملائكة هذا الذى كنتم به تدعون أى تكذبون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة الطور"هذه النار التى كنتم بها تكذبون " والخطاب للنبى(ص)ومحذوف ما قبله .
"قل أرايتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم "المعنى قل أعرفتم إن عذبنى الرب ومن ناصرنى أو أنقذنا فمن يمنع عن المكذبين عقاب شديد ؟يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول أرأيتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا والمراد أعلمتم إن عاقبنى الرب ومن آمن بى أو نصرنا أى نفعنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم والمراد فمن يمسك عن المكذبين بحكم الله عقاب الله المهين ؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن لا منقذ للكفار من عذاب الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس.
"قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو فى ضلال مبين "المعنى قل هو النافع صدقنا به وبه احتمينا فستعرفون من هو فى عذاب عظيم ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يجيب على سؤال الآية السابقة :فمن يجير الكافرين من عذاب أليم؟بقوله هو الرحمن أى النافع آمنا به أى صدقنا بحكمه وعليه توكلنا والمراد وبطاعة حكمه احتمينا من العذاب فستعلمون من هو فى ضلال مبين والمراد فستعرفون من هو فى عذاب كبير ومن هو فى الجنة والخطاب للنبى(ص)وما بعده للناس
"قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين "المعنى قل أعلمتم إن أصبح شرابكم بعيدا فمن يجيئكم بماء متدفق ؟يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا والمراد أعرفتم إن أصبح شرابكم بعيدا عن متناول أيديكم فمن يأتيكم بماء معين والمراد فمن يجيئكم بشراب متدفق والغرض من القول إخبارهم أن الله وحده هو القادر على مدهم بالمياه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس