عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2009, 10:13 AM   #170
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه بعض من الرؤى داخل النصوص :
الرؤى تمثلها الأسطر الملونة

عناكب السخرية قيدت عباراتي
وإستنشق حرفي سم الإزدراءِ

دخل الخوف عالم خيالي
وتراقص السكون على مقبرة بوحي
ومن كثر الإحساس فقدت الإحساس

سطور أوراقي تنسحب
وخطوط قلمي تستسلم


كان لعمر خيالي صلاحية
إستنفدها في البحث عن وميض
في غياهب سواد النفوس
وما كنت أعلم
أن الحب صلاحيته
منتهية من قرون

***


اليك هذه الخاطرة:

حديث والد لولده

ولدي الحلبيب
ها انت على عتبات موسم جديد !
اراك أختفى الغيل بين امواجك .. وأنتها زغبك الى جناحيك
واصبحة زهرتك ثمرة يتذوقها الزمن الى ان يصنفها القبر

لقد فتح امامك باب جديد وانك داخله لا محاله !!
وسوف لن تجدني هناك .. وأن وجدتني ربما صعرت خدك بتأثير البركان المتنامي.
فان اذن الله لك باكمال المسير فستجد امامك طريقان

يا حبيبي اعرني سمعك وبصرك !

اما الطريق الاول:
فانه سهل جذاب تحفه ورودا يانعة تنبت في تراب البطل روائحها الزكية بذور المعاناة الابدية
وعليها من الاهواء ما هو كفيل بكسر قفص عصفورك البرئ ليحلق بأجنحة نضراتك ووجدانك ومشاعرك حول قنبلة مؤقتة وضعت في ابريق لا تعلم عنها شئ الان
فاجتنب هذا الطريق واكبح جماح نفسك واستعن بربك

اما الطريق الثاني
فهو طريق وعر في فم المخاطر تحفه اشواك منها ما هو بانتظرك ومنها ما ينبت بفعل قطرات عرقك.
طعنها مؤلم .. ولا بد لك منه.
افلا ابشرك ؟.. نعم سأفعل .. وان مطرت عيناك لؤلؤً من قلبك فكتبها في دفتر احتسابك
يا بني (انما تلك الاشواك من عملك بمكانة مخرز الحجام من دمك وجسدك)
يا بني اصبر واحتسب وادع لي انك اخر حسناتي بعد موتي
***

"تعشقين رسم نفسك".
اخترقت الجملة أذنيها فرفعت رأسها لتبصر صاحب الصوت. كانت نظراتها إليه يملؤها الدهشة لكنها لم تستطع أن تعلق فعادت إلي ورقتها تستكمل رسم النجوم دون أن تعبأ بوجوده. هي تعشق النجوم و كثيرا ما نأت بنفسها عن الرد على تعليقات الآخرين على رسمها لها لكنها لم تستطع أن تتجاهل هذا التعليق رغم تجاهل صاحبه.
منذ متى بدأت رسم النجوم؟ لا تذكر، فقط تذكر أنه منذ زمن بعيد جدا يوم أن كانت تحمل لقب طفلة. كان مدرسوها يقولون عنها بلهاء لأنها لا تسعى إلي التفوق لتحصل على النجمات الذهبية على كراساتها لكنها طالما سخرت منهم لأنهم لم يستوعبوا أن نجماتهم الذهبية مزيفة مقارنة بنجماتها التي تزين كل أوراقها.
في الجامعة كانت ورقة الأسئلة تتحول إلي لوحة نجوم فلا تسلم من مضايقات مراقبي الامتحانات لها. تتذكر أنها في يوم طلبت منها المراقبة تسليم الورقة مادامت توقفت عن الإجابة. يومها نظرت لها بسخرية و قالت و هي تعيد نظرها إلى ورقة الأسئلة:
_ لم ينته الوقت بعد.
هل كانت تساعدها النجوم على التذكر؟! كثيرا ما سألت نفسها ذلك السؤال دون إجابة فهي لم تحاول في يوم هجر نجومها.
***
عاد صوت زميلها يخترق أذنيها و لكن تلك المرة و هو يجلس قبالتها قائلا:
_ منذ أن عرفتك و أنت ِ كالنجمة التي لا تريد لأحد أن يصل إليها.
بدا في عينيها أبله و هو يتظاهر أنه يعرفها عن قرب. و تجاهلته للمرة الثانية و استسلمت لنجماتها التي عادت لنقشها على كتابها. لكنها بدت تلك المرة نجمات حزينة على غير المعتاد و أثارت في نفسها شجن لم تعتده من قبل. هل هذا كله لأن كمال تحول خلال بضعة أشهر من طالب تكاد عينيه تلتهمها في أوقات الفراغ القليلة بين المحاضرات إلى معيد ميت الملامح أم أن الأمر لا يتعدى نوبة حزن من نوباتها التي اعتادتها؟
همت بإغلاق الدفتر على نجماتها الغالية الحزينة في الوقت الذي لمحت فيه كمال و هو يغادر المبني. و توقعت أن تخترق الغيرة ملامحه الجامدة لتعكر صفوها لكن عينيه مرت علي وجهها كمن ينظر من سيارة مسرعة، فاستكملت مغادرتها لكن الشاب استوقفها قائلا:
_ هو يعرف أنه لن ينالكِ إلا بعد عشرين سنة على الأقل، فلا تحزني.
فنظرت له قائلة بسخرية قبل مغادرة المكان:
_ هل تُرى النجوم إلا في الظلام؟
***
أرجو أن تكون الصورة الآن أكثر اتضاحًا .. وفقكم الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس