الموضوع: أكل لحوم البشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-03-2024, 09:35 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,992
إفتراضي

وعندما مرض جوفاني باتيستا شيبو و هو بابا الفاتيكان اينوسينت الثامن، يقال بأن أطباءه جعلوه يشرب دماء ثلاثة أطفال بعمر العاشرة، ولاحقا مات هؤلاء الأطفال، لكن البابا لم يتعافى و مات في 25 يوليو 1492 م."
وفى مقال ثالث فى بابوا غينيا الجديدة الحزن على الموتى يتضمن تقطيعهم و التهام لحومهم قال إياد العطار عن قبيلة فورى:
"و قد جذبت قبيلة فوري (Fore) اهتمام العلماء بشكل خاص , فالقبيلة ظلت معزولة عن العالم في الأدغال حتى عام 1950 و كان أفرادها يمارسون طقسا جنائزيا فريدا يتضمن أكل اللحم البشري , فما ان يلفظ شخص من أفراد القبيلة أنفاسه حتى تجتمع النساء من أقاربه حوله ويقمن بفصل يديه ورجليه ورأسه عن جسده ثم يقمن بشوي اللحم والتهامه و كذلك التهام القلب والكبد والأحشاء الداخلية , أما المخ فكان له عندهن مكانة خاصة فهو ألذ جزء في الوجبة فما أن تفارق الروح جسد الميت حتى تقوم النساء بكسر الجمجمة و إخراجه بسرعة ليأكلنه نيا وهو لازال حارا و طازجا , وتقدم النساء عادة أجزاء من الجثة لأطفالهم و أحيانا لرجالهن , طبعا ولائم القبيلة تتضمن أيضا أسرى الحروب من القبائل الأخرى إلا أنها تعتمد بشكل رئيسي على جثث الموتى من أفراد القبيلة نفسها و تكون الوليمة في الغالب مقصورة على النساء و الأطفال , كما إن جثة الميت يجب أن تكون سليمة من الأمراض فهم لا يلتهمون لحم الأشخاص الذين يموتون بسبب المرض و ذلك خوفا من العدوى"
ومن هذه الكتابات يتبين أن حكايات القبائل الأصلية ما هى إل عبارة عن حكايات أشاعها الغزاة المحتلون لتبرير حروبهم وقتلهم للسكان ألأصليين أمام من يسمونهم مجتمعاتهم المتمدينة بينما هم القتلة وهم من كانوا يرتكبون أبشع ما عرفته البشرية كأكل لحوم الموتى وإجراء التجارب على الأحياء بالسلخ واغتصاب النساء حتى بناتهم كما حكى دى ساد فى رواية جوستين عما كان يرتكبه الأغنياء وكبار المجتمع من مخازى وهو ما دفعهم إلى وصفه بالشذوذ لأنه فضح تلك المجتمعات
وأكل لحوم الموتى موجود فى كتب التراث ككتاب البخلاء للجاحظ والذى حكى فيها اتهام بعض القبائل بممارسة أكل لوم البشر فقال :
" و تهجى أسد وهذيل والعنبر وباهلة بأكل لحوم الناس.
قال الشاعر في هذيل:
وأنتم أكلتم سحفة ابن مخدم ... زماناً فما يأمنكم أحد بعد
تداعوا له من بين خمس وأربع ... وقد نصل الأظفار وانسبأ الجلد
وقال حسان فيهم:
إن سرك الغدر صرفا لا مزاج له ... فأت الرجيع وسل عن دار لحيان
قوم تواصوا بأكل الجار بينهم ... فالشاة والكلب والإنسان سيان
وهجا شاعر بلعنبر، وهو يريد ثوب بن شحمة. وفيه حديث:
عجلتم ما صدكم علاجي ... من العنوق ومن النعاج
... حتى أكلتم طفلة كالعاج
ولما عير ثوب بن شحمة بأكل الفتى العنبري لحم المرأة سكت إلى أن نزل هو من الجبل فقال:
يا بنت عمى ما أدراك ما حسبي ... إذ لا تجن خبيث الزاد أضلاع
إني لذو مرة تخشى بوادره ... عند الصباح بنصل السيف قراع
فهجا ثوب بن شحمة بأكل لحوم المرأة وكان ثوب هذا أكرم نفساً عندهم من أن يطعم طعاماً خبيثاً، ولو مات عندهم جوعاً وله قصص ولقد أسر حاتماً الطائي، وظل عنده زماناً.
وقال الشاعر يهجوا بأهلة بمثل ذلك:
إن عفاقا أكلته باهله ... تمششوا عظامه وكاهله
... وأصبحت أم عفاق ثاكله
وهجيت بذلك أسد جميعاً، بسبب رملة بنت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة، حين أكلها زوجها وأخوها ابو أرب.
وقد زعموا أن ذاك إنما كان منهما من طريق الغيظ والغيرة فقال ابن دارة ينعى ذلك عليهم:
أفي أن رويتم واحتلبتم شكيكم ... فخرتم، وفيم الفقعسي من الفخر؟
ورملة كانت زوجة لفريقكم ... وأخت فريق، وهي مخزية الذكر
أبا أرب كيف القرابة بينكم ... وإخوانكم من لحم أكفالها العجر؟
وقال: عدمت نساء بعد رملة ... فائد بني فقعس تأتيكم بأمان
وباتت عروسا ثم أصبح لحمها ... جلا في قدور بينكم وجفان
وقال البراء بن ربيعي، أخو مضرس بن ربعي يعير صلتاً - وهو أخوه - فقال:
يا صلت إن محل بيتك منتن ... فارحل فإن العود غير صليب
وإذا دعاك إلى المعاقل فائد ... فاذكر مكان صدارها المسلوب
والآن فادع أبا رجال، إنها ... شنعاء لاحقة بأم حبيب
وأبو رجال هذا عمها.
وقال في ذلك معروف الدبيري:
إذا ما ضفت ليلا قفعسيا ... فلا تطعم له أبداً طعاما
فإن اللحم إنسان فدعه ... وخير الزاد ما منع الحراما
وهذا الباب يكثر ويطول وفيما ذكرنا دليل على ما قصدنا إليه من تصنيف الحالات فإن أردته مجموعاً فاطلبه في كتاب الشعوبية، فإنه هناك مستقصى. " البخلاء ص 114
والمتابع لما سبق من أشعار جاهلية يرى أن الأعداء يحاولون تشوية غيرهم بمسبة أكل لحوم الموتى وهى نفس السياسة التى اتبعها الغزاة ألأوربيين من خلال اتهاماتهم لأهل البلاد الأصلية التى احتلوها بممارسة جرائم بربرية كما كانت توصف تتوجب احتلالهم وتعليمهم الدين النصرانى كى يكونوا متمدينين وقد نجحت تلك السياسات فى استئصال الكثير من القبائل من أرضها ولم يتبق من بعضها سوى أفراد قلائل بينما أبيدت القبائل الأخرى تماما ومن تبقوا أبقوهم لمنفعتهم فمحميات كمحميات بقايا الهنود الحمر هى مزارات سياحية تأخذ عليها الحكومات أموال نظير الزيارة والدخول
أكل لحم الموتى محرم إلا فى حالة الاضطرار وهو الجوع المؤدى إلى الموت كما قال تعالى :
"وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"
وقال :
"فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم "
والاضطرار أولا يكون بأكل ميتة الحيوان فإن وجدت حل الأكل منها للمضطر وثانيا فى حالة عدم وجود ميتة الحيوان أو حشائش الأرض يحل له أكل لحم الميت من البشر
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس