الموضوع: أسـبـاب الـرزق
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-02-2008, 12:13 AM   #5
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

الخطبة الثانية

من الأسباب في زيادة الرزق في الدنيا: المتابعة بين الحج والعمرة، وذلك بزيارة البيت الحرام كلما سنحت الفرصة سواء كان ذلك لحج أو عمرة، وهذا أمر قد لا يتفطن له كثيرون: أنهم إذا ذهبوا إلى الحج والعمرة كان ذلك سبباً بإذن الله لزيادة الرزق والمال، والله على كل شيء قدير وفضله واسع، روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تابعوا بين الحج والعمرة)) وفي رواية: ((أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)).

- ومن الأسباب أيضاً: الهجرة في سبيل الله قال الله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومعنى مراغماً: أي سبباً لإرغام أنف أعداء الله، وكم من رجال هاجروا فأغاظوا أعداء الله تبارك وتعالى، فيحصل هذا مع السعة، وهو السعة في الرزق كما فسرها حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.

- ومن الأسباب: التوكل على الله حق التوكل، وذلك بأن يعتمد القلب على الله وحده فتُظهِر أيها العبد عجزك واعتمادك على خالقك، روى الإمام أحمد والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطانا)).

- ومن الأسباب: أن تنفق أخي المسلم من مالك على طلبة العلم الشرعي، وهذا باب مع كل أسف غفل عنه الكثيرون، فتراه ينفق على فقير محتاج، لكن إذا دعي لمشروع دعوي من أجل طلب علم شرعي، أو حلقات تحفيظ القرآن الذي هو أعظم العلم تراه يحجم ولا يشارك ويقول بأن سد حاجة الفقير أولى، وهذا خطأ أحياناً.

خذ هذا المثال: الإنفاق على الجهاد في سبيل الله يكون في كثير من الأحيان أعظم من إطعام فقير، لأن الفقير لا يموت جوعاً، أما الجهاد إذا عطّل في الأمة كما هو الآن فإن الأمة كلها قد تنكب ويصيبها الذل والهوان، وليس باب العلم الشرعي بأقل من باب الجهاد لأن ذاك جهاد بالسيف والسنان، وهذا جهاد بالقلم والبيان، والأمة محتاجة للأمرين معاً , روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: كان إخواني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم – قال الشارح: أنه يأتيه لطلب العلم – والآخر تحترف – يعني عنده صنعة – فشكى المحترف أخاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((لعلك ترزق به)).

وقد ذكر بعض أهل العلم أن المتفرغين لطلب العلم الشرعي داخلون في قوله تعالى: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً.

أيها المسلمون: لا شك أن الرزق في الدنيا والسعي فيها أمر يحرص عليه كل مسلم بلا استثناء، ولا شك أيضاً بأن العاقل من سلك هذه الأسباب الشرعية التي مر ذكرها. وخير من ذلك كله أن ترتفع همة الصبر عند العبد، فينظر ببصيرته إلى نعيم الآخرة، إلى تلك الدار التي لا يلحقها فناء ولا يكدر صفوها موت أو مرض، ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)).
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس