عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2022, 05:37 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي

عندما يرى أى عامل أو موظف هذه الوضعية ويرى أن أى واحد يطالب بالحقوق أو عدم بيع الشركات وما شابه ذلك يتم القبض عليه أو طرده من الوظيفة فهذا يشيع فى المجتمع الوظيفى والمجتمع ككل روح اليأس من التقدم ومن الإصلاح ومن ثم يصاب الكل بروح اللامبالاة ولا يعملون كما يجب وفى النهاية نفاجىء بالانهيار ليس نتيجة الموظفين وإنما نتيجة تصرفات النخبة الحاكمة
هذه هى حقيقة انخفاض الإنتاج وسوء العمل الوظيفى فى المؤسسات الإنتاجية وأما المؤسسات الخدمية فتصرفات النظام الحاكم هى السبب أيضا فى سوء العمل وتفشى الرشوة وترك الكثير من الموظفين العمل فى الدوام الرسمى للعمل فى أعمال أخرى لأن الحكومة تعتمد سياسة تخفيض الرواتب فى تلك المؤسسات فى تلك المؤسسات خالصة التعليم والصحة والمحليات بحجة أنها وزارات غير إنتاجية مع أن الجيش والشرطة والقضاء والمالية ...مؤسسات غير إنتاجية فهم يحصلون على أعلى الرواتب والحوافز والبدلات والمكافآت وهو ما يحبط موظفى باقى الوزارات
وتحدث الرجل عن مسألة الاحتساب احتساب العمل لله فقال :
"وأخيرا: قلة الحوافز ليست معيارا للنجاح في أي عمل على كل حال وليست سببا للإخفاق ، فالحاجة إلى ما يكفل بتنظيم العمل ويضمن تأمين احتياجاته ،هي الأولى بالاهتمام من أن يكون هناك حافزا يقلل من أهمية العمل حال حجب ذلك الحافز ، أو يزيد من قيمة عمل لا وزن له ،لأنا نحتاج إلى مسألة الاحتساب وخاصة في الأعمال الخيرية التي تؤتي أكلها كل حين وتنتج ثمرتها ويرتجى النفع من ورائها
وعلى كل حال فمتى ما قدمت لعمل ما القليل أعطاك الكثير ، ومتى ما سعيت في عمل لإنجاحه و استعنت على ذلك بعد الله بأسباب النجاح حينها سترى تلك الايجابية الكبيرة في النهوض بمستواه والرقي به
الله عز وجل يقول " وإذا عزمت فتوكل على الله " وهم يقولون :"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" وكلام الله أبلغ في اللفظ والمعنى وأقوى في الحجة والبرهان وأقرب إلى الوضوح والدلالة ، لأنه لا غنى للعزيمة عن التوكل والتوكل أقوى أسباب النجاح
والمبادرة إلى العمل وخاصة العمل الذي فيه الخير للغير وفيه النفع للناس والطير والدواب مما يحث عليه الشارع الكريم ومما تحمده الشريعة الإسلامية ،فقد قال عز وجل "سابقوا " وقال "وسارعوا" وقال"وقل اعملوا " كلها آيات عظيمات تحث على المبادرة إلى الخيرات و الأعمال الصالحة النافعة والمتعدية النفع "
وحكاية الاحتساب يفعلها الكثير من الموظفين ولكن دون إرادة البعض منهم يهملون أعمالهم لأنهم لا يقدرون على الانفاق على أسرهم بسبب قلة الرواتب ومن ثم يضطر بعضهم لعمل ثانى وأحيانا ثالث لكى يكفى حاجة أسرته وهناك أناس يعملون أكثر من16 ساعة يوميا ولا يرون أولادهم بسبب ذلك
ومن ثم المسألة فى البدء والختام هى مسألة تطبيق أحكام الله وهى العدل فلو طبقناها فلم يكون هناك نمو بطىء ولا قلة إنتاج وإنما كل ما يحدث فى مجتمعاتنا الحالية سببه الكفار الذين يحكمون بغير أحكام الله
وتحدث الرجل عن البطالة وعن إهمال العمل فقال :
"وفي الختام دعوني اهمس في أذن كل قاعد عن العمل أو متقاعس عن نفع الآخرين والى كل من أبى الحسبة ولذة الاحتساب ورضي بالإشادة وإشارة البنان ، أهمس في آذانهم وأقول اعملوا وجددوا الثقة بأنفسكم وليكن طموحكم عليا يصل الثريا، واخلصوا في أعمالكم فكل ميسر لما خلق له "و ما عند الله خير وأبقى والعمل للباقية خير وأبقى من العمل للفانية ،والعمل محمدة و شرف للمرء وعون له عل حصول الخير ، ولا يعوق سعيك الآخرين ، ولتكن خشيتك من الرقيب الأعلى مقدمة على الخوف من الرقيب الأدنى
وليعلم أرباب البطالة أن الفرد الايجابي في المجتمع خير وأحب إلى الناس من العاجز الكسول"
والبطالة كما سبق القول لها سبب واحدة وهو النظام الحاكم من خلال سوء التخطيط ومن خلال حجز الوظائف لأولاد الأغنياء والوسائط والمحسوبيات فوظائف الضباط محصورة فى عائلات معينة وأحيانا العساكر للفشلة علميا من أبناء تلك العائلات وكذلك وظائف القضاء والعمل فى المصارف وكل ما فيه مرتبات عالية
ولا يترك لباقى الشعب سوى الوظائف التى مرتباتها منخفضة أو هى مهينة لأبناء النخبة الحاكمة
هذه هى حقيقة ما نحن فيه حاليا ولا يوجد من باقى الشعب من يريد التبطل سوى قلة نادرة
العودة لحكم الله هى الحل لكل مشاكلنا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس