عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-12-2010, 09:33 PM   #809
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي

-12-2010 13:33:39
د. حارث الضاري
د.حارث الضاري لـ"العرب أونلاين": تل أبيب وطهران وواشنطن وراء الإرهاب في العراق.. والمقاومة مازالت فاعلة




حاوره في الجزائر: صابر بليدي ـ ناشد الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق في حواره لـ"العرب أونلاين" الحكومات العربية إجهاض القمة العربية المقبلة إذا عقدت في بغداد تحت الاحتلال كي لا تكون مباركة لحكومة اعتبرها مفروضة من واشنطن وطهران.

وأكد الضاري في الحوار الذي أجريناه معه على هامش الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، الذي احتضنته الجزائر مؤخرا أن حكومة المالكي فرضت على الشعب العراقي من طرف الاحتلال الأمريكي والنفوذ الايراني، لتنفيذ أجندة دولية واقليمية، وهي تقوم بأدوار دنيئة إزاء المقاومة والمعارضة عبر ممارسات لا إنسانية يعجز اللسان عن وصفها..

وكشف د. الضاري من جانب آخر أن السجناء والمعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال والحكومات المتعاقبة على العراق، وخاصة حكومة نوري المالكي، تجاوز عددهم المليون سجين ومعتقل، ومنهم الآن ما يزيد عن 300 ألف سجين موزعين على ما يزيد عن 200 سجن في العراق منها ما هو معروف ومنها ما هو غير معروف، وأغلب هؤلاء لا يعرف لهم أثر هل هم على قيد الحياة أم هم أموات؟..

وقال إن الوضع الأمني في العراق سيئ للغاية ولم يتحسن كما تدعي الحكومة، فالأعمال الإرهابية مستمرة وتحصد أرواح العراقيين يوميا، فكل طرف يحصد "نصيبه" من قوات الاحتلال الى المخابرات الايرانية، مرورا بإسرائيل والمليشيات الحكومية، وفي كل مرة يأخذ الإرهاب في العراق شكلا جديدا للتمويه على الرأي العام العالمي.

ونفى محاورنا أن تكون المقاومة العراقية قد تراجعت معتبرا أن ذلك من تصوير الاعلام الحكومي والأمريكي وأن المقاومة مازالت ناشطة وتتحرك وفق المعطيات الميدانية، وتوقع بالقوات الحكومة وجيش الاحتلال خسائر مؤلمة.

وبشأن وحدة العراق قال د. الضاري إن العمل على تقسيم العراق مستمر وتقف وراءه عدة اطراف، محذرا من أنه لو قسّم العراق فإن العدوى ستنتقل الى أقطار أخرى وبالتالي فتح الباب أمام فوضى لا أول لها ولا آخر..

.. تفاصيل أخرى في النص الكامل للحوار:

أخيرا تشكلت الحكومة العراقية الجديدة، فهل تنتظرون منها حلحلة للأزمة العراقية؟

الحكومة المشكلة حديثا في العراق هي طبعة مستنسخة من الحكومات السابقة، التي قادت البلاد طيلة الخمس سنوات الماضية، وهي التي تسببت في الكثير من المصائب والمآسي للشعب العراقي، ورئيس الحكومة نوري المالكي، رجل أثبت فشلة في ادارة شؤون البلاد، فهو متهم بالتسبب في مقتل مئات الآلاف من العراقييين، وسجن واعتقال مئات الآلاف أيضا، فهؤلاء اقتيدوا كيدا، ويقضون عقوبات من دون محاكمات.

هذا بالإضافة الى اتهامه بالفساد المالي، حيث أنفقت ملايير الدولارات من أموال العراقيين، من دون وجه حق، فلا حسيب ولا رقيب على الحكومة، والشعب العراقي يجهل وجهة تلك الأموال، كما تسبب المالكي في هجرة وتهجير الملايين، وبيع ممتلكات البلاد، فالنفط العراقي تستفيد منه أمريكا وحلفاؤها بأثمان بخسة، ان لم يكن مرهونا بموجب عقود طويلة الأمد.

الى جانب ذلك فإن المالكي غير حريص على وحدة العراق وشعبه، ولا نعتقد أن حكومة برئاسته ستصلح ما أفسدته طيلة السنوات الماضية، لأن الذي تغير هو الشكل وليس المضمون. وعليه فإن المتوقع في العراق هو تفاقم الأوضاع وازديادها سوءا أكثر من ذي قبل، لأن الحكومة الحالية فرضت على العراقيين من طرف الاحتلال الأمريكي ومن النفوذ الايراني، وعليه فهي لا تمثله بأي شكل من الأشكال، بل هو يمقتها وغير راض عنها.

شاركتم بملتقى الجزائر لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، فماذا تأملون مما أسفر عنه؟

ملتقى الجزائر حول نصرة الأسرى في سجون الاحتلال، هو بادرة طيبة من الحكومة الجزائرية ومن منظمي المؤتمر، وقد كرس لنصرة المعتقلين في السجون، خاصة الفلسطينيين منهم، ولذلك كان متوجها في أغلبه لسجناء الاحتلال الصهيوني وغيره من دول الغرب، وجاء حضورنا وقوفا الى جانب أشقائنا في فلسطين، وذلك تلبية لدعوة كريمة من الإخوة في حزب جبهة التحرير الجزائري، كما هي فرصة سانحة قدمنا خلالها الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي، وتدخلات القوى الاقليمية في الشأن العراقي، وفي مقدمتها العدو الصهيوني والجارة ايران مع كل أسف.

هل لك أن توصّف ولو بإيجاز الوضع السياسي والأمني في العراق؟

السجناء والمعتقلون العراقيون في سجون الاحتلال والحكومات المتعاقبة على العراق، وخاصة حكومة نوري المالكي، تجاوز عددهم المليون سجين ومعتقل، ومنهم الآن ما يزيد عن 300 ألف سجين موزعين على ما يزيد عن 200 سجن في العراق منها ما هو معروف ومنها ما هو غير معروف، وأغلب هؤلاء لا يعرف لهم أثر هل هم على قيد الحياة أم هم أموات؟ فوق الأرض أم تحتها؟، ولا يعلم مصيرهم الا الله عز وجل وحده، وهم يتعرضون لأبشع أصناف التعذيب والتنكيل من الكي بالكهرباء والتثقيب بآلات "الدريل"، الى التعليق في السقوف والتقييد من الأيدي والأرجل، وصب المياه الباردة شتاء والحارة صيفا، ومرورا بالصعق الكهربائي والاغتصاب والحرب النفسية كالاهانات وجلب الأمهات والأخوات للنيل منهن أمام أعين السجناء.

وعلى ذكر النساء فهناك حوالي 8000 امرأة في سجون الاحتلال وحتى الاطفال بين سن 11و15 عاما، تمارس عليهم أبشع صنوف التنكيل لانتزاع اعترافات منهم، وكل ذلك مدون وموثق في دفاتر هيئة علماء المسلمين في العراق، وهي تمثل جزءا يسيرا من الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال ومليشيات الحكومة.

الحكومة العراقية تتحدث عن تحسن أمني، فكيف تعلقون؟

الوضع الأمني في العراق سيئ للغاية ولم يتحسن كما تدعي الحكومة، فالأعمال الإرهابية مستمرة وتحصد أرواح العراقيين يوميا، فكل طرف يحصد "نصيبه" من قوات الاحتلال الى المخابرات الايرانية، مرورا بإسرائيل والمليشيات الحكومية، وفي كل مرة يأخذ الإرهاب في العراق شكلا جديدا للتمويه على الرأي العام العالمي، فمن التفجيرات والاغتيالات، الى الأسلحة الكاتمة والتصفيات الجسدية، وكل ذلك يتم من طرف الحكومة والمليشيات الموالية لرئيس الوزراء التي تعكف على تصفية المعارضة والمعارضين للاحتلال مهما كان توجههم أو مرجعيتهم الفكرية، وهناك أيضا المداهمات التي لم تتوقف في عهد نوري المالكي، حتى قبل أو بعد الانتخابات الأخيرة.

وجهتم نداء للحكومة الجزائرية بالوفاء بوعدها القاضي بمقاطعة قمة بغداد، فهل أنتم في حملة تعبئة للمقاطعة؟

نحن نناشد كل الدول العربية بأن تجهض القمة العربية المقبلة اذا عقدت في بغداد تحت الاحتلال، ونخص بالتحديد الحكومة الجزائرية أن تفي بوعدها بمقاطعة القمة المذكورة، لأننا نأمل في ثبات وصلابة المواقف الجزائرية وامكانية تأثيرها في الحكومات العربية، سيما وأن الشعب العراقي يحمل الجزائر في قلبه ومشاعره.
ونعتبر في هيئة علماء المسلمين في العراق ان الحضور للقمة المرتقبة في شهر مارس المقبل، هو اعتراف بحكومة نوري المالكي، المفروضة على الشعب العراقي من طرف الاحتلال الأمريكي والنفوذ الايراني، وعليه فهو تزكية سياسية لتنفيذ مشاريعها التخريبية والطائفية، وتقوية لشوكتها ضد العراقيين، واذا كنا نعتقد أن نداءنا لن يحظى باجماع الحكومات العربية، فان تجاوب البعض منهم معه ومقاطعتهم القمة سيهز شرعيتها، وبالتالي يحرم المالكي من نيل مكاسب سياسية وتزكية عربية.

هناك من يقول بأن دور المقاومة تراجع في العراق، فكيف تردون؟

هذا يعود لأسباب عديدة منها التعتيم الإعلامي الممارس من طرف قوات الاحتلال، فمنذ ثلاث سنوات اهتمت أمريكا كثيرا بالجانب الإعلامي، حيث حاصرته بشدة، وحرمت رجال الإعلام الشرفاء من التعاطي مع المقاومة، فحكومة المالكي تكمم الأفواه من جهة وتغري ذوي النفوس الضعيفة بالمال من جهة ثانية، كما لا ننسى دور بعض الأنظمة العربية التي ساهمت في ذات العملية، واذا كان انسحاب قوات الاحتلال قد أدى الى تراجع العمل الميداني للمقاومة، فإن الأخيرة لا زالت ناشطة وتتحرك وفق المعطيات الميدانية، وتوقع في القوات الحكومة وجيش الاحتلال خسائر مؤلمة.

تسريبات وكيليكس أشارت الى فضائح أمنية لحكومة المالكي، فهل فضحت كل شيء؟

رغم كبر حجمها وشساعة ميدانها، الا أنها أقل بكثير مما يفعله نوري المالكي ورجاله، ولا تمثل الا جزءا يسيرا ممارسات حكومته سياسيا وامنيا واجتماعيا، لذلك نقول ان أمريكا فضحت نفسها بالتسريبات اذا كانت على علم بها، أو فضحت اذا كانت عكس ذلك، فهي وحلفاؤها دمروا العراق وهجروا الملايين من شعبه ونهبوا ثرواته وأمواله، وذلك بتواطؤ الحكومة والجارة ايران.

فقادة واشنطن الذين حملوا لواء الديمقراطية لاحتلال العراق ظهروا على حقيقتهم، لأنهم هم من نصبوا المالكي رئيسا للوزراء وهم الذين يتحملون الممارسات الإجرامية لقواته وللمليشيات التابعة له، وهم الذين أبعدوا القائمة الأولى التي يفترض ديمقراطيا أن من حقها تشكيل الحكومة، الأمر الذي يبين للعالم وللعرب وللعراق ان مزاعم أمريكا حول دمقرطة العراق هي شعارات وهمية، فلما يتعلق الأمر بمصالحها ونفوذها تضرب عرض الحائط كل القيم التي تتبناها.

هل ترون أملا في بقاء العراق موحدا أمام أصوات الفيدرالية والتقسيم؟

العمل على تقسيم العراق مستمر وتقف وراءه عدة اطراف أولها أمريكا وثانيها اسرائيل وثالثها ايران، فالأكراد في الشمال وهم أكثر المتحمسين للتقسيم، والشيعة في الجنوب مرتبطون باملاءات طهران، وتحت عنوان الاقليمية والفديرالية والطائفية يجري تقزيم العراق، ولكن رغم ذلك فاننا نؤمن ايمانا راسخا بأن العراق لن يقسم كما يريد له الأعداء، لأن غالبية العراقيين من أكراد وعرب وشيعة وسنة متمسكون بوحدة البلاد، ونعتقد أن ذلك هو الضمان الوحيد والأكيد لبقاء البلاد موحدة وحرة وسيدة رغم كيد الأعداء والحاقدين.

لكن ذلك يبقى في حاجة ماسة الى مساعدة الأشقاء العرب بالوقوف الى جانبنا سياسيا وإعلاميا، خاصة في اطار الجامعة العربية التي تعارض بشدة محاولات التقسيم، وتعتبر ذلك خطا أحمر، فهي تدرك أنه لو تجزأ العراق لا سمح الله، فإن العدوى ستنتقل الى أقطار اخرى وبالتالي فتح الباب امام فوضى لا اول ولا آخر لها.
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس