عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2019, 11:18 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي

"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "المعنى وما يتساوى الماءان هذا مقبول عظيم مقبول طعمه وهذا ملح مر ومن كل تطعمون لحما لينا وتطلعون زينة ترتدونها وتشهد السفن فيه متحركات ولتطلبوا من رزقه ولعلكم تطيعون ،يبين الله للناس أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع ومن الماءين تأكلون لحما طريا والمراد وتطعمون من صيد الماءين لحما لينا وتستخرجون حلية تلبسونها والمراد وتستطلعون من الماءين معدن تتخذونه حلية أى زينة ترتدونها رجالا ونساء ويبين الله للنبى (ص)أنه يرى الفلك فيه مواخر والمراد يشاهد السفن فى البحر جاريات والسبب أن يبتغوا من فضله أى أن يطلبوا من رزق الله وقد أعطاهم كل هذا لعلهم يشكرون أى يطيعون حكمه والخطاب للناس عدا وترى الفلك فيه مواخر فهى للنبى(ص)ويبدو أنها منتزعة من آية أخرى وحشرت وسط الكلام بدلا من عبارة أخرى
"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير "المعنى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وخلق الشمس والقمر كل يسير لموعد محدد ذلكم الرب خالقكم له الحكم والذين تعبدون من سواه ما يحكمون من شىء ،يبين الله للناس أنه يولج الليل فى النهار أى يدخل أى يكور الليل على النهار ويولج أى يدخل أى يكور النهار على الليل مصداق لقوله بسورة الزمر"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"وهو الذى سخر أى خلق الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى والمراد كلاهما يسير فى مداره حتى موعد محدد من قبل الله وذلكم وهو فاعل كل ما سبق هو ربكم أى خالقكم له الملك أى الأمر فى الكون مصداق لقوله بسورة الرعد"لله الأمر جميعا"والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير والمراد والذين تطيعون من سواه لا يأمرون من مخلوق والمراد لا يتحكمون فى أى مخلوق فى الكون والخطاب وما بعده للناس.
"إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير "المعنى إن تنادوهم لا يعلموا بنداءكم ولو علموا ما ردوا عليكم ويوم البعث يكذبون بعبادتكم ولا يخبرك مثل محيط ،يبين الله للناس أنهم إن يدعو أى إن ينادوا أى إن يطلبوا من آلهتهم المزعومة شىء فهم لا يسمعوا دعاءهم أى لا يعرفوا أنهم قد طلبوا منهم شىء ولو سمعوا أى ولو عرفوا الطلب ما استجابوا والمراد ما حققوا الطلب لأنهم لا يملكون القدرة على تحقيقه ويوم القيامة يكفرون بشرككم والمراد ويوم البعث يكذبون بعبادتكم والمراد ينفون أن الناس كانوا يعبدونهم ويبين الله لنبيه (ص)وللإنسان أن لا ينبئه مثل خبير أى لا يخبره قدر الله عليم وهذا يعنى أنه لا يجد شبيه لله عليم يعلمه الحقيقة .
"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد"المعنى يا أيها الخلق أنتم المحتاجون إلى الرب والرب هو الرزاق الشاكر،يخاطب الله الناس وهم الإنس والجن فيقول :أنتم الفقراء إلى الله والمراد أنتم المحتاجون إلى رزق الله والله هو الغنى الحميد والمراد والرب هو الرازق المثيب لمطيعى حكمه والخطاب وما بعده للناس.
"إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز"المعنى إن يرد يهلككم ويخلق ناس أخرين وما ذلك على الرب بمحال ،يبين الله للناس أنه إن يشأ يذهبهم والمراد إن يرد يميتهم ويأت بخلق جديد والمراد ويخلق أى ويستخلف ناس أخرين مصداق لقوله بسورة الأنعام"إن يشأ يذهبكم ويستخلف من يشاء"وقوله بسورة النساء"ويأت بأخرين" وما ذلك وهو الإذهاب والإتيان بالخلق على الله بعزيز أى بصعب أى بمحال وإنما أمر يسير مصداق لقوله بسورة الحج"إن ذلك على الله يسير".
"ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير"المعنى ولا تحمل نفس عقاب نفس أخرى وإن تنادى نفس إلى عقابها لا ترفع منه بعضا ولو كان صاحب قرابة إنما تبلغ الذين يخافون عذاب إلههم بالخفاء وأطاعوا الدين ومن أطاع فإنما يقدم لمنفعته وإلى جزاء الرب العودة ،يبين الله للنبى (ص)أن لا وازرة تزر وزر أخرى والمراد لا إنسان يتحمل عقاب إنسان أخر فله جزاء ما سعى فقط مصداق لقوله بسورة النجم"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شىء والمراد وإن تنادى نفس من قبل نفس أخرى إلى تحمل عقاب النفس الأخرى لا تتحمل من العقاب بعضا مهما حدث حتى ولو كان ذا قربى والمراد حتى لو كانت النفس الأخرى وهى الإنسان الأخر صاحب قرابة لمن ناداه ،ويبين الله له أنه ينذر الذين يخشون ربهم بالغيب والمراد أنه يبلغ الوحى الذين يخافون عذاب خالقهم بالخفاء مصداق لقوله بسورة الإسراء"ويخافون عذابه"وهم يخافون العذاب رغم أنهم لا يشاهدونه لكونه خفى عنهم ،وفسرهم الله بأنهم أقاموا الصلاة أى أطاعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه والمراد ومن أطاع حكم الله فإنما يعمل لمصلحته أى"ومن شكر فإنما يشكر لنفسه"كما قال بسورة النمل وإلى الله المصير والمراد إلى جزاء الرب المرجع مصداق لقوله بسورة المائدة"إلى الله مرجعكم "والخطاب وما بعده وما بعده للنبى (ص).
"وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من فى القبور إن أنت إلا نذير "المعنى وما يتماثل الضرير والرائى ولا الحالكات ولا الضياء ولا الخيال ولا القيظ وما يتماثل العائشون والهلكى وما أنت بمعرف من فى المدافن إن أنت إلا مبلغ ،يبين الله لنبيه (ص)أن ما يستوى أى ما يتماثل أى ما يتطابق كل من الأعمى وهو الضرير الذى لا يرى والبصير وهو الرائى للأشياء ،الظلمات وهى السوادات والنور وهو الضياء،والظل وهو المكان غير المشمس أى الذى له خيال والحرور وهو المكان القائظ المشمس،ومن ثم فلا يستوى الأحياء ولا الأموات والمراد وما يتماثل فى الجزاء العائشون وهم المسلمون والهلكى وهم الكفار ويبين له أنه يسمع من يشاء أى أنه يبلغ من يريد وهو من يؤمن بآياته مصداق لقوله بسورة النمل"إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا"ويبين له أنه ليس بمسمع من فى القبور والمراد أنه ليس بمبلغ الوحى لمن فى المدافن وهم الكفار أى الموتى مصداق لقوله بسورة الروم"فإنك لا تسمع الموتى"ويبين له أنه ليس إلا نذير أى مبلغ للوحى أى مذكر به مصداق لقوله بسورة الغاشية"إنما أنت مذكر ".
"إنما أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير "المعنى إنما بعثناك بالعدل مبلغا أى مخبرا وإن من قوم إلا كان فيهم مبلغ وإن يكفروا بك فقد كفر الذين من قبلهم أتتهم أنبياءهم بالآيات أى الحكم أى الوحى الهادى ثم أهلكت الذين كذبوا فكيف كان عقاب ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أرسله بالحق بشيرا أى نذيرا والمراد أنه بعثه بالوحى وهو العدل مخبرا أى مبلغا له،ويبين له أن من أمة إلا خلا فيها نذير والمراد أن من جماعة إلا بعث لها رسول مبلغ مصداق لقوله بسورة النحل "ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا"ويبين له أن الناس إن كذبوه أى كفروا برسالته فقد كذب الذين من قبلهم والمراد فقد كفر الذين سبقوهم لما جاءتهم رسلهم والمراد لما أتتهم أنبيائهم (ص)بالبينات أى الآيات مصداق لقوله بسورة التوبة"أتتهم رسلهم بالبينات"وفسرها بأنها الزبر أى الوحى وفسرها بأنها الكتاب المنير وهو الوحى الهادى ويبين له أنه أخذ الذين كفروا أى دمر أى أهلك الذين ظلموا مصداق لقوله بسورة هود"وأخذت الذين ظلموا "ويسأل فكيف كان نكير أى "فكيف كان عقاب"كما قال بسورة الرعد والغرض من السؤال هو تخويف الناس من عذاب الله لأنه سيهلكهم كما أهلك السابقين إن ظلوا فى كفرهم .
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور"المعنى ألم تعرف أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأنبتنا به منافع متعدد ألوانها،ومن الرواسى قطع بيضاء وحمراء متعدد درجاتها وقطع سوداء ومن الخلق والمتحركات والأنعام متعدد ألوانه إنما يخاف الرب من خلقه العارفين إن الرب ناصر رحيم،يسأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها والمراد فأنبتنا بماء المطر منافع متعدد طلاء جلودها ومن الجبال وهى الرواسى جدد أى قطع بيضاء وحمراء مختلف ألوانها أى متعددة درجات طلاء جلودها وغرابيب سود والمراد وقطع سمراء والقطع هى النباتات الخضراء وخلق من الماء الناس وهم البشر والجن والدواب وهى الحيوانات والأنعام مختلف ألوانه أى متعدد طلاؤها وهو دهان جلودها ،والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الماء هو مصدر حياة كل شىء ،ويبين له أنه يخشى الله من عباده العلماء والمراد أنه يخاف عذاب الله من خلقه العارفين أى المطيعين لحكمه والله هو العزيز الغفور والمراد الناصر للعلماء النافع لهم والخطاب للنبى(ص).
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس