عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-06-2010, 02:57 PM   #7
أحمد مانع الركابي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 16
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
الفٌ من الاسمـاء يحمـلُ جسرهـا



ومسيرهـا عـامٌ بخمـس ٍ يجـمـعُ


من جمال القصيدة هذه ما نراه في جعل الأفكار هي تلك الملكة المدللة التي ترتفع على العرش وحولها من يقومون برفعها وإضافة كلمة جسرها جعل القصيدة معبرة عن هذا الامتداد الخاص بالحروف من خلال المدن –الجسور لتعبر عن التواصل بين الإنسان والكلمة والخمس في الشطر هذا هي أصابع اليد ومن الممكن أن يكون الوصف منصبًا على القلم نفسه .

يتفجرُ الاحسـاس خلـف مسيرهـا


فمـع المسافـة والزمـانِ يـوسّـعُ

وهذه الحالة من الامتداد في التداعي والتأليف هي جزء من حالات الانتقال التي يحرص الشاعر على رصدها ، كلما تتسع مسافة الفكرة كلما اصبحت الأحاسيس أكثر التهابًا ووهجًا.

الفـاً مـن الابـواب يفتـحُ بابُـهـا


ولـهُ صفـاءُ حكايـةٍ لـم تسـمـعُ

أرى في هذا البيت إعادة للبيتين السابقين ولكن بصياغة مختلفة

زرع الحقيقة في الدليل فمـا نمـى


شـكٌّ وسـار الـى اليقيـنِ يلعلـعُ

في النهاية تأتي القصيدة عدسة تدور حول (الأبطال) الذين أبدعوا هذه الملحمة ،وهنا يكون الانتقال إلى القلم ذلك الجندي الذي يتصدر قائمة أبطال الملحمة ، فالحقيقة هي ذلك الفكر المكتوب والمرئي والدليل هي هذه الصفحة التي ساقت هذا اليقين وانجلت الرؤية وانطلقت الاحتفالات داخل مملكة النفس بهذا المولود الجديد.

حرفـي زهـورٌ والربيـعُ روايتـي


فـي كـلّ بيـتٍ حكمـةٌ تتـفـرّعُ


وبعد هذا النجاح يتجه المبدع نحو القارئ وبرهنة أسباب هذه الفرحة ، وتتمثل في هذه الحالة البهيجة التي تسيطر عليه ، والشطر الثاني كان في غاية الروعة من حيث تركيبه وإدخال المحسوس على الملموس وتكون للبيت صورة تشكيلية جميلة اعتمادًا على أسلوب التصوير.


لبست قميص المـاء حيـن تقحّمـت


لهـب القصيـدِ فأثمـرت مـا ينفـعُ

الله! ما أجمل هذا التعبير! حين يكون الماء هو ذلك القميص في عملية إبدال الدلالة واتخاذها شكلاً عكسيًا وتكون الفكرة هي التي ارتوت هذا الريّ ،عندئذ يكون هذا اللهب المنطفئ هو الذي يخرج من بعده النافع من الثمار .

هـي نفثـةٌ هـي زورقٌ شطـآنـه


الافـق البعيـد وانجـمٌ تتشعـشـعُ


مرة أخرى يعود الشاعر إلى هذه الحالة من الوله وله كل الحق في ذلك طالما انتهى هذا المخاض العسير بهذه الولاة السعيدة ، لتغدو الحياة والخبرة والحكمة بوجه أعم أضواء لا تُحدّ ، ليسير الفكر ذلك الزورق الصغير في أفق بعيد من قلوب الناس وعقولهم ويفتح لهم أبواب الأمل والنور القادمة .


حرفي دليل الضوء بوصلـة النهـى


انـى ادور يـدور خلـفـي يتـبـعُ


وهذه العلاقة الوطيدة بين الشاعر وحرفه تأتي بسيطة وكأن شاعرنا العزيز يربت على كتف هذا الحرف رفيق الدرب والذي ترجم خبراته وأفكاره وأنار له دروب الظلمات المحيطة به



ذوبت عمري كـي اصـوغ بنـارهِ


ظـلاً يريـحُ مصافـحـا يتطـلّـعُ


نهاية رائعة اعتمادًا على عنصر المقابلة صياغة الظل بالنار ، إنه الجهد الذي يبذله الإنسان ليستريح من هذه الأفكار المتسربة بداخله وغير المشذبة ،ما أجمله من تعبير عن تعب الإنسان من أجل إسعاد الآخرين إذ يكتب بالنار ليهدي الظلال إلى غيره ، وهنا تكون لذة الألم حاضرة مرة أخرى بالشكل الذي يستدعي العنوان عكازها وجع المسافة يقطع .
قصيدة أقل ما يقال عنها هو أنها رائعة وكان لحضور بحر الكامل خاصة في البيت الذي ورد فيه هذا الشطر "عكازها وجع المسافة يقطع" تأثير إيجابي ومميز في إعطاء الإيقاع دلالة تتناغم مع حالة دلال الأفكار والأحرف في مملكة النفس ، وكان التناول للأحرف من ناحية والشاعر من ناحية أخرى ووصف عملية ولادة الأحرف (إخراجًا) جيدًا يسير بأسلوب يشبه ما يسمى المونتاج على التوالي وهو أن يتحدث عن كل جزئية وحدها وكأنها منفصلة عن الأخرى ثم يفاجئنا بالتقائها في نقطة معينة .

عمل رائع أهنئك عليه واعذرني لتأخري في الرد ولكن لم يكن ذلك إلا لأن القصيدة لا يمكن أن يُمر عليها مرور العابرين .وفقك الله ودمت مبدعًا .
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيه طيبه لك ايها المشرقي العملاق
صدقني انت فيلسوف ولم اعرف شخص يمتلك قدره تحليليه كاياك
انطقت كل بيت ورسمت بالوان الحرف لوحة براقه فلك مني الف شكر والف تقدير
وصدقني كنت انتظر تعليقك
واقول في نفسي اين صديقي المشرقي
وفي القصيده كسر وقع بسبب زيادة حرف في الطباعه
والصحيح ترك الجهات مقادةً لبزرقه بحذف النون
وساعتز بتعليقك واضعه وسام على صدر القصيده
تقبل فائق الاحترام والشكر والتقدير
أحمد مانع الركابي غير متصل   الرد مع إقتباس