عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2021, 08:33 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

وقال رسول الله (ص): «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» رواه أحمد والكاشح: هو المنازع المخاصم الكاره.
فأحسن إلى أهلك وأقربائك بالصلة وحسن الخلق؛ يحسن الله إليك بسعة الرزق العاجل، ونعيم الجنة الآجل، ويعمر دارك بالخير، ويزد في عمرك.
قال (ص): «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزدن في الأعمار» رواه أحمد
وتحدثت اللجنة عن الإحسان للضعفاء وهو كلام ليس فى كتاب الله فالضعفاء فى كلام قد يكونون مجاهدون فى سبيل الله قد يكونون أطفالا يتامى أو غير يتامى وهو قولها:
"أحسن إلى الضعفاء
قال رسول الله (ص): «قال الله تعالى: ابغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» رواه أبو داود.
فمن أحسن الله إليه بمال ونحوه، وأحب أن يزيده الله إحسانا فليكن رحيما بالضعفاء، وليبتغ نصر الله وفتحه في رعايتهم وقضاء حاجاتهم وإغاثة لهفاتهم، وتطييب نفوسهم."
والرواية المذكورة تناقض كتاب الله فى كون المسلمين سبب انتصارهم هو نصرهم لله كما قال تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم"
ثم قالت:"أخي ..
وإذا رأيت في الناس من هم أضعف منك، فتذكر أن ضعفك قائم لولا ستر الله عليك ولطفه ورحمته، {وخلق الإنسان ضعيفا}، فأنت فقير، {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز}، ولولا أن الله يسد فقرك لظهر ضعفك للعيان.
وتذكر أنك هالك مغلوب لولا أن الله يحفظك بحفظه، وقد وكل بك ملائكة تحرسك بالليل والنهار، {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}.
أي: يحفظون الإنسان من الشرور بأمر الله لهم وتوكيله إياهم ذلك.
وتذكر أن رميك لا يصيب إلا بإذن الله وأمره، {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} ..
وأن حرثك لا ينبت إلا بإذن الله، {أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}.
فإذا تأملت ذلك ونظائره وجدت نفسك ضعيفا مغمورا بستر الله وإحسانه عليك، وأنه لا حول ولا قوة لك إلا بالله العلي العظيم!
فأحسن إذن إلى الضعفاء كما أحسن الله إليك وأنت ضعيف، واجبر كسرهم كما جبر الله كسرك، وأشبع جوعتهم كما أشبع الله جوعتك، واقض حوائجهم كما قضى الله حوائجك.
واحذر أخي أن تستكبر على الضعيف، أو تنهر السائل، فلربما أوجبت لك نهرة استكبار أو صولة على ضعيف أو سخرية بمسكين أو استهزاء بفقير تحويل النعمة وزوالها .. قال رسول الله (ص): «إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بلفظ نحوه وحسنه الألباني."
وتحدثت اللجنة عن الإحسان لبقية الناس فقالت:
"أحسن إلى عموم الناس
وصور الإحسان إلى عموم الناس تجمعها خصلة واحدة هي: «الخلق الحسن»، ولذلك قال رسول الله (ص) في وصيته الجامعة لمعاذ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».
ومخالقة الناس بالخلق الحسن يطول فيها الكلام، ولكن أسسها تنحصر في الآتي:
1 - الرحمة بالناس: فإن المسلم الرحيم قلبه لا تجده إلا محسنا في خلقه، حنونا على إخوانه، يرحم الضعيف، ويوثر الكبير، ويغيث الملهوف وذا الحاجة،ويعين على نوائب الدهر، ويرفق بالمخالف، ويحرص على دعوته ورده إلى الله بالحكمة والحسنى خوفا من أن ينفض ولا يستجيب، وحتى إذا لم يجد كيف يعين المحتاج، ولا كيف يرد الضال إلى الحق تجده يتحسر ويتألم ويضرع إلى الله بالدعاء يسأله سؤال المضطر الفزع القلق، وكأنما المصيبة مصيبته، والفاجعة فاجعته، والحاجة حاجته، وما ذاك إلا فيض رحمة من الله في قلبه تجعله يحسن إلى الناس ويتفانى في رحمتهم،وذاك، ذاك هو أهل رحمة الله، وأهل إحسانه وعونه وكفايته، وهذا رسول الله (ص) يقرر ذلك ويقول: «والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم» قالوا: كلنا يرحم، قال: «ليس برحمة أحدكم صاحبه، يرحم الناس كافة» السلسلة الصحيحة: 167.
فأحسن إلى الناس يحسن الله إليك، «ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» رواه مسلم مرفوعا.
2 - مقابلة الإساءة بالإحسان: وفي ذلك قال الله جل وعلا: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
قال عبد الله بن الزبير في هذه الآية: «أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس».
وقال مجاهد: «يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس مثل قبول الأعذار، والعفو، والمساهلة وترك الاستقصاء من البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم».
وقد قال (ص): «من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتب لا يتب عليه» السلسلة الصحيحة: 483.
بذل المعروف:
ومن صور الإحسان إلى الخلق بذل المعروف وصناعته، كالإنفاق والصدقة، والسعي على الأرملة والمسكين، وإغاثة الملهوف، وكفالة اليتيم، وقضاء الحوائج، وإقالة المعسر، ونحو ذلك من صور البر والخير. قال تعالى: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم}
فالمال مال الله، وهو سبحانه من أنفق عليك، ورزقك إياه، وجعلك مستخلفا فيه، ويسر لك أسبابه، وفتح لك أبوابه، ليبلوك هل ستشكر أم تكفر؟! فاحذر أن يراك ممتنعا عن الإحسان بما أحسن إليك!
قال رسول الله (ص):
«ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول ألآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا» رواه البخاري ومسلم."
والرواية هنا لا تصح فلا نجد ملائكة ينزلون الأرض لكونهم فى السماء كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما لم يسمع أحد هذا النداء وقالت:
وقال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم} فأحسن يحسن الله إليك؛ فإن الصدقة وقاية من غضب الله وعقابه، تدفع ميتة السوء وتوجب انشراح الصدر وطمأنينة النفس، وتستر العيب، وتحط الخطيئة والذنب، قال رسول الله (ص):
«صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» رواه الحاكم وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1908."
والرواية لا تصح فلا يوجد شىء اسمع مصارع السوء وإلا كان الشهداء المجاهدون هو أسوأ الناس لنهم يموتون ميتات شنيعة فى الحروب ولكنهم أفضل الناس عند الله ثوابا
ثم قالت:
"وتذكر أن إحسانك إلى الناس بمالك هو مفتاح رزق تنزل به البركة من السماء؛ فقد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «أنفق يا ابن آدم أنفق عليك».
فسبحان من أحسن وأغنى، وجعل جزاء الإحسان زيادة الإحسان والغنى!
يقول ابن القيم:
«والله سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء، وإنما يرحم من عباده الرحماء، وهو ستير يحب من يستر على عباده، فمن غفر غفر له، ومن سامح سامحه، ومن حاقق حاققه، ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، فأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تخش من ذي العرش إقلالا»."
وفى نهاية الكتاب لخصت اللجنة فكرة الكتاب وهى الإحسان للآخرين كى يحين الله غلينا وهى :
"خاتمة
أخي، عملك مردود عليك، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد علمت أن الله جل وعلا قد وعد المحسنين بالإحسان فقال: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، وقد علمت أيضا أنه سبحانه لا يخلف الميعاد، {ومن أوفى بعهده من الله}.
فمهما يكن ما تبذله من إحسان فإنك مجزى بمثله، بل إن الله سبحانه وتعالى - وهو أكرم الأكرمين - يضاعفه لك ويجزيك بها مضاعفا في الدنيا والآخرة، ألست ترى أنه يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وأنه أجزى الصابرين بغير حساب، فأحسن كما أحسن الله إليك، فأنت أول من يجني ثمار الإحسان، وأول من ينعم بجزائه العاجل في الدنيا وثوابه العظيم في الآخرة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليؤت الناس مثل الذي يحب أن يؤتى إليه» رواه مسلم.
فإن كنت تحب النجاة من النار والفوز بالجنة فأحسن إلى الناس كما تحب أن يحسن إليك، وعاملهم كما تحب أن يعاملوك، فإن كنت تحب أن يبرك أبناؤك فبر والديك، وإن كنت تحب أن يوسع الله في رزقك فكن مفتاح رزق على أرحامك، وإن كنت تحب أن يرحم الله في الآخرة ضعفك فأحسن إلى الضعفاء، وإن كنت تحب أن يستر الله عورتك فاستر عورات المسلمين، وإن كنت تحب أن تنال الجنة ونعيمها فأحسن عملك وأصلح نيتك.
وتذكر أن ثمار الإحسان لا يعلم قدرها ووزنها إلا الله جل وعلا، فلو لم يكن من ثمارها إلا محبة الله جل وعلا لكان جديرا بكل مؤمن أن يوطن نفسه لاكتسابها؛ فمحبة الله سبحانه هي مفتاح الخير أجمع، من ظفر بها أشرقت في وجهه البركات، ونزلت عليه الرحمات، وكان الله له بكل خير أشرع، فأحسن {إن الله يحب المحسنين}."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس