عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-12-2023, 07:49 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,996
إفتراضي نظرات فى مقال مفهوم الأسطورة

نظرات فى مقال مفهوم الأسطورة
صاحب المقال عطية أبو خاطر وهو يدور حول تعريف الأسطورة فى الثقافات العالمية وقد استهل المقال بعنوان يبين تعريفه للأسطورة بكونها تبرير لعجز الإنسان عن معرفة الحقيقة فقال :
"الأساطير هي من صنع الانسان ليبرر بها عجزه عن كشف الحقيقة:
إذا رجعنا بمخيلتنا إلى بدايات الزمن الغامض , لوجدنا أنه إذا لم تنير الديانة الحقيقية ذهن الإنسان البدائي ولم تفسر العلوم والأشياء ونشأتها , فإننا قد نلاحظ مولد ما نسميه (الأساطير) التي لجأ إليها الإنسان لتفسير تلك الأشياء , حسب بيئته التى ولد فيها
فعلى سبيل المثال: صور الإنسان الأول أن سبب هطول الأمطار يرجع إلى إله يصب الماء من إناء بالسماء، أما الرياح فلها إله ينفخها بمراوح، بينما الشمس عبارة عن عربة يقودها (ابوللو) في رحلة سرمدية أو هى شعلة فى يده، كما اعتقد الإغريق أن البرق هو سهام فى جعبة (زيوس) الذي يعتبر كمحاولة لتفسير أسرار الكون، و معلوم أنه لا وجود لهذا الإله لكن أسرار الكون باقية كما هي .. لقد كفّ البشر عن الاعتقاد بزيوس و أبولو لكن الشمس والبرق مازالا موجودين ..
أما اليوم فالعلم بيّن لنا أن البرق ضوء ناتج عن تصادم سحابتين أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى موجبة،والشمس نجم مضئ تدور الأرض والكواكب حوله"
وما قاله فيه خطأين :
الأول كون الأسطورة تبرير من الإنسان لعجزه عن معرفة الحقيقة وهو ما كرره فى الفقرات القادمة
كلمة الأسطورة تكرر جمعها الأساطير على لسان الكفار عند اتهامهم الرسل(ص) بالكذب وكونهم ينقلون عن السابقين وهم الأولين والكفار يعرفون جيدا أن الرسل (ص) لا يكذبون عليهم ومن أقوالهم التى قصها الله علينا :
"حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين"
وقال على لسانهم مفسرا الأساطين بأنها خلق أى دين السابقين :
"إن هذا إلا خلق الأولين"
وقال ذاكرا ترديدهم نفس القول :
"وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين"
وقال :
"بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين"
وقال :
" وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا"
قطعا لم يقولوا هذا لعجزهم وإنما قالوه مع معرفتهم بالوحة والرسول كما قال تعالى :
"يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها"
وقال :
" فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به"
وقال :
"الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"
وقال :
"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم "
إذا الأساطير عند الكفار لا تقال عن جهل وإنما معرفة والسبب كما قال الله فى الآية الأخير :
البغى فهم يهدفون منها إلى تشريع الظلم الذى يريدونه فيجللون الحرام ويحرمون الحلال
الخطأ الثانى فى مقدمة المقال دوران الأرض هى والكواكب حول الشمس وهو أمر يتناقض مع بناء السماء التى فيها الشمس والكواكب فوق الأرض كما قال تعالى :
" وبنينا فوقكم سبعا شدادا"

وكرر خطأ التعريف فقال :
"- تعريف الأسطورة
الأساطير: هي قصص خيالية و حكايات لا منطقية تتوارثها الأجيال، استخدمها الإنسان القديم لتفسير الظواهر الكونية
والكوارث الطبيعية، و هي نتاج التفسير الساذج للشعوب البدائية لظواهر المختلفة التى كانت تصادفهم فى حياتهم اليومية، بحيث كانوا يضعون لكل ظاهرة , بل لكل نشاط يقومون به إلهاً خاصاً ينسجون حوله قصصاً خيالية خارقة، قد تكون الأسطورة في هيئة حكاية خرافية للعِظة"
وناقض أبو خاطر نفسه فبعد أن قصر تعريفه على كونها تفسير الظواهر الكونية عاد وجعلها تفسير لمعتقدات الشعوب فى أمور كثير كالموت والحياة فقال :
"كما أن للأساطير ارتباطاً وثيقاً بالإيمان والعقائد الدينية لدى الشعوب البدائية، كما أنها تعبّر عن واقع ثقافي لمعتقداتهم عن الموت والحياة، لهذا صارت الأساطير حكايات مقدّسة لهاته الشعوب وتراثاً متوارثاً لها
فى كل الأحوال تظل الأسطورة مجهولة المؤلف، فهي حكاية اتفقت الشعوب على كذب وجودها والإيمان بحقيقتها، و تظل الأجيال تتناقلها لما فيها من معاني فلسفية و سيرة لفكر إحدى الشعوب و إيمانه و ثقافته
و ظلّت الأساطير طوال العصور المديدة غير مكتوبة يتلقّاها الإبن من أبيه بطريقة شفوية، وتتناقلها الأجيال بالكلمة المنطوقة بالفم، في معظم الأحوال كانت تتخلّلها الكثير من الزيادات والتغييرات على يد من تسلّموها، كان القصّاص الماهر أو الشاعر ذو الخيال الخصب يضع لها بعض اللمسات التي تجعل الناس يتقبّلونها بصدرٍ رحب , مثل هوميروس الذي كان يروي الأساطير بطريقة خاصة تجعلها ممتعة لكل من يسمعها، الفضل ينسب إليه في بداية تدوينها و كتابتها .. ثم إن القصص في حد ذاتها مسلية و ممتعة جداً، هناك قصصاً أسطورية عن الأبطال الإغريق ما زالت تستهوينا حتى اليوم"
قطعا الأساطير وهى الخرافات فى الأديان كلها لها هدف واحد ممن صنعوها وألفوها وهى :
تضليل الناس عن الحق وهو دين الله والهدف هو :
خدمة المضلين للناس لكى يظل ظلمهم قائم حيث أن كل الأديان ومن ضمنها دساتير وقوانين الدول تكرس الظلم المضاد للدين فمثلا هناك تعبير :
الأفراد متساوون فى الحقوق والواجبات

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس