عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-01-2023, 08:27 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,014
إفتراضي قراءة فى كتاب الصلح مع اليهود استسلام لا سلام

قراءة فى كتاب الصلح مع اليهود استسلام لا سلام
المؤلف محمد حسين الشيرازى والكتاب قديم كتب فيما يبدو من حوالى أربعين سنة عندما كانت تعداد اليهود فى إسرائيل أقل من ثلاثة ملايين وقبل الدخول فى الكتاب ينبغى القول أن موضوع الصلح مع إسرائيل أو اليهود موضوع قديم فقد تفاوض اليهود والفلسطينيين قبل قيام إسرائيل العديد من المرات وبعد قيام إسرائيل تم التفاوض بين الدول العربية والفلسطينيين حتى أن هناك كتاب صدر عن مصر عبد الناصر سنة1954 م بعنوان الصلح مع إسرائيل بقلم عميد الإمام قرأته من ثلاثين سنة فى مكتبة المدرسة وهذه المفاوضات لا ينبغى النظر إليها من خلال مرحلة المدينة مرحلة الدولة المسلمة التى لم يكن لها وجود وقت قيام إسرائيل أو حركة التوطن ولا تزال غير موجودة وإنما نحن نتعامل حاليا من منظور المرحلة المكية فالحكام حكام بلادنا القدامى والحدثاء ليسوا مسلمين فعلا وإن كانت أسماءهم دالة على انهم مسلمين ومن ثم لا أمل طالما هم على كراسيهم هم ومن يحمونهم
الشيرازى كتب هذا الكتاب بعد ثورة الخومينى وهو يذكرنى بثورة عبد الناصر رغم اختلاف المنطلقات فكلاهما جعجاع كبير ولم يحارب أحد منهم إسرائيل حربا حقيقية رغم كل الكلام الكبير الذى صدعونا به وما زال خامئنى على العهد تقتل إسرائيل منهم ولا يقتلون أحد من اليهود
استهل الشيرازى الكتاب بأن يهود اليوم ليسوا قوم موسى(ص) فقال :
"من هم اليهود؟ ومن هي إسرائيل؟
قال الله تعالي: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
من الخطأ أن نتصور أن اليهود اليوم هم أنفسهم قوم موسي (ص)، ومن الخطأ أيضا أن نتصور أن بني إسرائيل اليوم هم الذين ذكرهم الله تعالي في كتابه العزيز وفضلهم علي العالمين أي عالمي زمانهم، في قوله تعالي: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم علي العالمين"
أو هم أولئك الذين اختار الله تعالي منهم كثيرا من الأنبياء (ص) أمثال موسي، وهارون، ويوسف، والياس، ويونس بن متي (ص)، والذين جعل منهم الملوك كما قال تعالي: "إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا"
أو أنهم المقصودين في الآية الكريمة حينما كانوا أبرارا وآتاهم الله ما لم يؤت أحدا في زمانهم، كما قال الله تعالي: "وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين" "
والخطأ أن الآية "وجعلكم ملوكا" لم تكن فى الرسل(ص) وإنما كانت فى موسى وقومه لأن من قالها موسى(ص)
ثم قال :
"ولكن يهود اليوم وإسرائيل اليوم هم من سلالة أولئك العصاة الذي تكبروا في الأرض فجعلهم الله عزوجل قردة وخنازير فقال سبحانه: "وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت"
إذن يهود اليوم يختلفون عن يهود الأمس الذين كانوا من أتباع موسي عليه السلام، وإسرائيل اليوم غير إسرائيل الأمس"
والخطأ أن يهود اليوم نسل العصاة وهو كلام يتعارض مع القرآن فهذا النسل هو نسل مسلمين وكفار لأن الذين آمنوا فى كل عصر قديم كانوا نسل كافرين وأما بعد هلاك الكفار فكانوا نسل مسلمين
وحدثنا عن النظريات التى تذكرها الكتب المحرفة والتاريخية المزورة فقال :
الأصل الجديد ليهود اليوم
"ويعرف ذلك من هذه القطعة التاريخية التي تقول: « ما بين القرنين السابع والعاشر الهجري، سيطر شعب مغولي هو شعب (الخزر) علي الطرف الشرقي من أوروبا ما بين (الفولغا والقفقاس) وكان يواجه الدولة الإسلامية في الشرق والجنوب الشرقي والدولة المسيحية المحيطة به، وهو اختيار يحير بعض المؤرخين، كما انه لم يكن صدفة: (كما ذكروا) ، ويفسره البعض بأنه حرص شعب (الخزر) علي الاحتفاظ بشخصيته الخاصة بين القوتين العالميتين حينذاك (أي القوة الإسلامية والقوة المسيحية)
وفي القرن (الثاني عشر الثالث عشر) انهارت دولة الخزر، وفروا في اتجاه الغرب إلي القرم وأوكرانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا، يحملون معهم ديانتهم اليهودية (التي عرفها العصر الحديث) وبذلك فان يهود العالم اليوم في غالبيتهم الساحقة ينحدرون من هذا الشعب المغولي خاصة، وان اليهود الأصليين الذين ينتمون إلي القبائل الإسرائيلية (الاثنتي عشرة) في التاريخ القديم قد ضاعت آثارهم »
هذه الحقيقة التاريخية تثبت أن اليهود اليوم لا علاقة لهم تاريخيا ولا غيرها من قريب أو بعيد بيهود الأمس، وإسرائيل اليوم لا علاقة لها ببني إسرائيل الأمس كما أنه لا علاقة لهم بفلسطين إطلاقا"
قطعا هذا كلام بلا دليل حقيقى فيهود اليوم ينتمون لكل السلالات تقريبا ففيهم الأبيض والأسود والعربى والروسى والمجرى
وتحدث عن مزاعم اليهود فقال :
"مزاعم اليهود
الحقيقة التاريخية السالفة الذكر أطلق اليهود عليها اسم (الشتات) وجعلوها عنوانا (لمظلوميتهم) كما يدعون، حيث تزعم (الصهيونية) الآن أن القوي الظالمة (أي الإسلامية والمسيحية) فرضت عليهم الشتات، وحالت عبر التاريخ بينهم وبين عودتهم إلي (ارض الميعاد) لكن التاريخ ينسف هذه المزاعم وهذه الأسطورة فالمعروف انهم رحلوا طلبا للعيش قبل أن يطاردهم أحد، بل هاجروا قبل السبي البابلي، وبعد قيام (مملكة إسرائيل) التي ظهرت علي أثر انقسام فلسطين إلي مملكتين (مملكة يهوذا في القدس) و (مملكة إسرائيل) في السامرة بعد وفاة نبي الله سليمان عام (935ق م) وفي القرن السادس قبل الميلاد زال كل أثر فعلي لليهود في فلسطين إلا من اندمج منهم بسكان البلاد الأصليين
ثم اتسع (تشتت) اليهود في مراكز الاقتصاد والتجارة مثل: (الإسكندرية وقرطاجة) قبل تدمير الهيكل سنة (70م) "
والشتات حقيقة وليست مزاعم حسب القرآن فى قوله:
" وضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا"

وتحدث عن الطبيعة التجارية لدين اليهود فقال :
"الطابع التجاري لديانة اليهود
اليهود أينما تجمعوا فذلك يعني انهم تجمعوا حول نواة تجارية مالية، ولا يهمهم شيء حول ما إذا كانت تجارتهم هذه دنيئة أم لا، المهم عندهم جمع المال من التجارة والتحكم بالعصب الاقتصادي والسياسي للمنطقة، فلو جاء عشرة رجال من اليهود الفقراء إلي منطقة، لوجدناهم يتحكمون بالسوق في بضع سنوات وذلك عبر خطة عالمية تدعمهم، بغض النظر عن الوسائل التي يتبعونها في ذلك
فمثلا في أوروبا كان الربا مقدما علي التجارة والأعمال لكسب الربح السريع وقد استغله اليهود وكذلك الدعارة ويعود عملهم بالربا إلي أن الكنيسة الكاثوليكية حرمت الربا علي النصاري فبقي فراغ شغله اليهود، فأخذوا يتعاملون به بجشع"
وبالقطع ليست هذه طبيعة الدين وإنما طبيعة اليهود وتحدث عن وجود اليهود فى بلاد العرب فقال :
"اليهود في البلاد العربية
بدأ بعض اليهود بالنزوح إلي البلاد العربية من القرن السادس قبل الميلاد (النفي البابلي)، ثم جاء بعضهم بعد سقوط القدس (القرن الأول الميلادي) فنزحوا شرقا نحو العراق وجنوبا نحو الجزيرة العربية وبالاتجاه الجنوبي الغربي نحو مصر، وتسربت أعداد منهم وامتزجت بأهل البلاد الأصليين واختلطت بهم اختلاطا مباشرا في جوانب حياتهم وظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما شاركوهم في اللغة والتقاليد وأسلوب التفكير وقد ضاعت وحدتهم العنصرية رغم تقوقعهم ورغم تعصبهم العنصري لديانتهم، كما فقدوا لغتهم المشتركة (العبرية) فتكلموا بلغات مختلفة حسب الموقع الذي يعيشون فيه،

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس