عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-01-2019, 10:29 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي

"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "المعنى وقال النبى (ص)يا إلهى إن شعبى جعلوا هذا الوحى مخالفا ،يبين الله لنا أن النبى (ص)دعاه فقال يا رب أى يا إلهى إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا والمراد إن ناسى جعلوا هذا الكتاب متروك الطاعة وهذا يعنى مخالفتهم للقرآن مخالفة تامة والخطاب للمؤمنين.
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا "المعنى وهكذا خلقنا لكل رسول كارها من الكافرين وحسبك إلهك راحما أى وليا ،يبين الله لنبيه (ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى تكذيب وهى هجر القوم للوحى جعل لكل نبى عدوا من المجرمين والمراد خلق لكل رسول باغض من الكافرين وهم شياطين الإنس والجن مصداق لقوله بسورة الأنعام "كذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن "ويبين له أنه كفاه ربه هاديا أى نصيرا والمراد حسبه خالقه ناصرا أى وليا ينقذه من كل سوء والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا "المعنى وقال الذين كذبوا هلا أوحى له الكتاب مرة واحدة هكذا لنطمئن به قلبك ونزلناه تنزيلا،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين كفروا أى كذبوا القرآن قالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة والمراد هلا جاء له الكتاب مرة واحدة وهذا يعنى أنهم كانوا يريدون مجىء القرآن كله مرة واحدة ظانين أن نزوله جملة سيمكنهم من أن يسألوا النبى (ص)عما ليس موجودا فيه فيعجزوه عن الرد ويبين له أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى نزول القرآن مفرقا مصداق لقوله بسورة الإسراء "وقرآنا فرقناه "يثبت به فؤاده والمراد يطمئن أى يسكن به نفسه ويبين أنه رتله ترتيلا أى نزله ترتيلا مصداق لقوله بسورة الإسراء "ونزلناه تنزيلا "والمراد وأوحيناه مفرقا .
"ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا "المعنى ولا يجيئونك بشبه إلا أتيناك بالعدل أى أفضل حكما ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار لو أتوه بمثل أى لو جاءوه بشبه للقرآن وهو مستحيل لأن الله لن يعطيه لهم فإن الله يجيئه بالحق والمراد فإن الله يوحى له العدل وهو الصدق وفسره بأنه أحسن تفسيرا أى أفضل حكما أى "أحسن تأويلا "كما قال بسورة الإسراء والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا "المعنى الذين يبعثون على كفرهم إلى النار أولئك أسوأ مقاما أى أسوأ جزاء ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يحشرون على وجوههم إلى جهنم والمراد يبعثون بسبب أديانهم الضالة وهى كفرهم إلى النار هم شر مكانا أى أسوأ مآب مصداق لقوله بسورة ص"إن للطاغين شر مآب "وفسر هذا بأنهم أضل سبيلا أى أسوا مكانا .
"ولقد أتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا "المعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)التوراة وعينا معه أخاه هارون (ص) شريكا فقلنا ارحلا إلى الناس الذين كفروا بأحكامنا فأغرقناه إغراقا ،يبين الله أنه أتى موسى (ص)الكتاب والمراد أنه أعطى موسى (ص)الفرقان وهو التوراة مصداق لقوله بسورة الأنبياء "ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان "وجعل معه أخاه هارون وزيرا والمراد وأرسل له أخاه هارون (ص)شريكا فى الرسالة فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد ارحلا إلى الناس الذين كفروا بأحكامنا فرحلا ودعوهم فكفروا فكانت النتيجة أن دمرناهم تدميرا والمراد أن أهلكهم إهلاكا والمراد وأغرقهم إغراقا والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)ومنه للناس.
"وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما "المعنى وشعب نوح(ص)لما كفروا الأنبياء(ص)أهلكناهم وعيناهم للخلق عظة وجهزنا للكافرين عقابا مهينا ،يبين الله أن قوم أى شعب نوح(ص)لما كذبوا الرسل والمراد لما كفروا بالآيات التى مع النبى (ص)أغرقهم أى أهلكهم الله بالماء وجعلهم للناس آية والمراد وعينهم للخلق عظة وهذا يعنى أنهم أصبحوا عبرة لمن بعدهم ويبين لنا أنه أعتد للظالمين عذابا أليما والمراد جهز للكافرين عقابا مهينا مصداق لقوله بسورة النساء "وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ".
"وعادا وثمودا وأصحاب الرس وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا "المعنى وعادا وثمودا وأهل البئر وأقواما بين ذلك عديدين وكلا بينا له الأحكام وكلا دمرنا تدميرا ،يبين الله أن كل من عاد وهم قوم هود(ص)وثمود وهم قوم صالح(ص)وأصحاب الرس وهم أهل البئر وقرون بين ذلك كثيرا والمراد وأقوام بين ناس كثيرين وكلا ضربنا له الأمثال والمراد والحق بينا لهم الآيات مصداق لقوله بسورة آل عمران "قد بينا لكم الآيات "وكلا تبرنا تتبيرا أى "فدمرناهم تدميرا "كما قال بنفس السورة والمراد فأهلكناهم إهلاكا .
"ولقد أتوا على القرية التى أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا "المعنى ولقد مروا على البلدة التى أنزلت نزول الأذى أفلم يكونوا يعرفونها ؟بل كانوا لا يصدقون بعثا،يبين الله أن الكفار أتوا إلى البلدة التى أمطرت مطر السوء والمراد أن الكفار مروا فى رحلاتهم على البلدة التى أنزلت عليها حجارة الهلاك مصداق لقوله بسورة الحجر "وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل "وهم قوم لوط (ص)ويسأل الله أفلم يكونوا يرونها أى يعرفونها ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار كانوا يعلمون بأمر قرية لوط(ص)ولكنهم كانوا لا يرجون نشورا أى كانوا لا يريدون بعثا أى لقاء الله مصداق لقوله بسورة يونس "لا يرجون لقاءنا " .
"وإذا رأوك إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذى بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا "المعنى وإذا شهدوك إن يجعلوك إلا أضحوكة أهذا الذى أرسل الله نبيا إن كاد ليبعدنا عن أربابنا لولا أن تمسكنا بها وسوف يعرفون حين يدخلون العقاب من أسوأ مقاما ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا رأوه أى شاهدوه فى مكان اتخذوه هزوا أى جعلوه أضحوكة والمراد جعلوه مثار لسخريتهم فقالوا أهذا الذى بعث الله رسولا أى أهذا الذى أرسل الله مبعوثا ؟والغرض من القول هو تحقير الرسول (ص)والتصغير من شأنه وقالوا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها أى لقد أراد أن يتركنا أربابنا لولا أن تمسكنا بها وهذا يعنى أن هدف الرسول (ص)فى رأيهم هو إبعادهم عن عبادة أربابهم المزعومة وأنهم لم يبتعدوا عنها بسبب صبرهم أى اتباعهم لهم ويبين له أن الكفار سوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا والمراد وسوف يعرفون وقت يشاهدون العقاب من أسوأ مقاما والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا "المعنى هل علمت من جعل ربه شهوته أفأنت تكون عليه حفيظا ؟يسأل الله نبيه (ص)أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا والمراد هل عرفت من عبد ربه شهوته وهى نفسه هل أنت تصبح له حاميا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)أن كل كافر جعل إلهه هواه أى شهواته والمسلم لا يمكن أن يكون حافظا للكافر من عذاب الله على عبادته نفسه .
"أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا "المعنى هل تظن أن أغلبهم يفهمون أى يطيعون الحق؟إن هم إلا كالأنعام إنهم أسوا مقاما ،يسأل الله نبيه (ص)أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أى يعقلون والمراد هل تعتقد أن معظمهم يطيعون أى يتبعون حكم الله ؟والغرض من السؤال إخباره أن الكفار مجانين غير عاقلين لكفرهم بحكم الله وهم يشبهون الأنعام فى تمتعها وأكلها مصداق لقوله بسورة محمد "الذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام "ويبين له أنهم أضل سبيلا أى أسوأ مقاما فى الآخرة بسبب سوء دينهم والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه قبضا يسيرا "المعنى هل لم تعلم بإلهك كيف أطال الخيال ولو أراد لخلقه ثابتا ثم خلقنا الشمس عليه برهانا ثم قصرناه إلينا تقصيرا تدريجيا ،يسأل الله نبيه (ص)ألم تر إلى ربك والمراد ألم تعلم بخالقك كيف مد الظل أى كيف بسط خيال الشىء ولو شاء لجعله ساكنا والمراد ولو أراد لأبقاه ثابتا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا والمراد ثم خلقنا الشمس عليه برهانا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أى قصرناه لنا تقصيرا هينا ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله مد الظل أى بسط أى أطال خيال الشىء ثم جعل ضوء الشمس دليل أى برهان على وجود الخيال والسبب هو أن الضوء يظهره عندما يكون بجانبه وبعد أن يكون الظل ممدودا يقبضه الله قبضا يسيرا والمراد يقصره تقصيرا تدريجيا وعلى ذلك لو أحب الله لجعل الظل ساكنا أى ثابتا لا يتحرك ولكنه لم يرد الثبات وإنما أراد له الحركة .
"وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا "المعنى وهو الذى خلق لكم الليل ثوبا والنوم راحة وخلق النهار معاشا ،يبين الله للناس أنه هو الذى جعل لهم الليل لباسا والمراد الذى خلق لهم الليل سكنا مصداق لقوله بسورة النمل "انا جعلنا الليل ليسكنوا فيه "وخلق النوم وهو النعاس سبات أى راحة لأجسامهم وجعل النهار نشورا أى وخلق النهار معاشا أى وقتا للصحو مصداق لقوله بسورة النبأ"وجعلنا النهار معاشا "والخطاب وما بعده للناس.
"وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته وأنزل من السماء ماء طهورا لنحيى به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسى كثيرا "المعنى وهو الذى بعث الهواء المتحرك فرحا أمام نفعه وأسقط من السحاب ماء مباركا لنبعث به قرية مجدبة ونرويه مما أنشأنا أنعاما وخلقا عظيما ،يبين الله للناس أنه هو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته والمراد الذى بعث الهواء المتحرك ليخبرهم خبرا مفرحا قبل نزول مطر السحاب الذى هو نفع من الله لهم ،ويبين لهم أنه أنزل من السماء ماء طهورا والمراد أسقط من المعصرات وهى السحاب مطرا مباركا مصداق لقوله بسورة النبأ"وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا "والسبب ليحيى به بلدة ميتا والمراد لينشر به أرضا مجدبة مصداق لقوله بسورة الزخرف "فأنشرنا به بلدة ميتة "والمراد ليعيد الحياة للتربة الهالكة والسبب الثانى أن يسقيه مما خلق أنعاما وأناسى كثيرا والمراد أن يرويه من الذى أنشأ حيوانات الأنعام والناس العديدين .
"ولقد صرفنا بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا "المعنى ولقد بيناه لهم ليطيعوه فرفض معظم الخلق إلا تكذيبا ،يبين الله أنه صرف القرآن بينهم والمراد ضرب أى بين فى القرآن من كل حكم مصداق لقوله بسورة الروم "ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل"والسبب ليذكروا أى "ليدبروا آياته"كما قال بسورة ص والمراد ليطيعوا أحكامه فكانت النتيجة أن أبى أكثر الناس إلا كفورا والمراد فرفض أغلب الخلق إلا تكذيبا أى عصيانا له والخطاب وما بعده للنبى(ص).
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس