عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-01-2019, 11:34 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي

"وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفى وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين فى عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل"المعنى وتشاهدهم يعذبون فيها أذلاء من الهوان يبصرون من عين باطنة وقال الذين صدقوا إن المعذبين الذين أهلكوا ذواتهم وأسرهم يوم البعث ألا إن الكافرين فى عقاب مستمر وما كان لهم من أنصار ينقذونهم من سوى الرب ومن يعاقب الرب فما له من منقذ ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل والمراد أنه يشهدهم يعاقبون فى النار مستسلمين بسبب الهوان وهم ينظرون من طرف خفى والمراد وهم يرون من جانب باطن وهذا يعنى أن رؤيتهم تكون دائما من أسفل ،وقال الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله ساعتها :إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة والمراد إن الهالكين الذين أهلكوا ذواتهم وعائلاتهم يوم البعث ،ألا إن الظالمين فى عذاب مقيم والمراد ألا إن الكافرين فى عقاب دائم ،ويبين لهم أن الكفار ما كان لهم من أولياء أى أنصار ينصرونهم أى ينقذونهم من عذاب الله مصداق لقوله بسورة المائدة"وما للظالمين من أنصار"ويبين له أن من يضلل الله ما له من سبيل والمراد أن من يعذب الرب فما له من منقذ أى هاد مصداق لقوله بسورة الكهف"ومن يضلل الله فما له من هاد".
"استجيبوا لربكم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير "المعنى اتبعوا إلهكم من قبل أن يقع يوم لا مانع لوقوعه من الرب و ما لكم من مسكن والذى لكم من عقاب،يطلب النبى(ص)من الناس أن يستجيبوا لربهم والمراد أن يطيعوا حكم خالقهم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله والمراد من قبل أن يحضر يوم لا مانع لحضوره من الله وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع القيامة من الوقوع وفى هذا اليوم لا يكون للناس ملجأ أى مسكن يحتمون فيه من العذاب والذى لهم هو النكير وهو العقاب أى العذاب من الله والخطاب للناس على لسان النبى(ص).
"فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان لكفور"المعنى فإن كفروا فما بعثناك لهم حاميا إن عليك إلا التوصيل وإنا إذا أعطينا الكافر منا نفع سر به وإن يمسهم أذى بما عملت أنفسهم فإن الفرد لمكذب ،يبين الله لنبيه (ص)إن أعرضوا أى تولوا أى كذبوا حكم الله فعليه أن يعلم أن الله ما أرسله عليهم حفيظا والمراد أن الله ما بعثه لهم وكيلا أى منقذا مصداق لقوله بسورة الإسراء"فما أرسلناك عليهم وكيلا"وأن يعلم أن الواجب عليه هو البلاغ أى توصيل الوحى كاملا للناس ،ويبين له أنه إذا أذاق الإنسان رحمة منه والمراد إذا أعطى الفرد نعمة من عنده فرح بها والمراد سر بها أى تمتع بها مصداق لقوله بسورة هود"ولئن أذقناه نعماء "وإن تصبهم سيئة والمراد وإن يمسهم شر وهو الضرر مصداق لقوله بسورة فصلت "وإن مسه الشر "بما قدمت أيديهم والمراد بسبب الذى عملت أنفسهم فإن الإنسان وهو الفرد كفور أى مكذب لحكم الله أى قنوط يئوس مصداق لقوله بسورة فصلت "وإن مسه الشر فيئوس قنوط"والخطاب للنبى(ص).
"لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما "المعنى لله ميراث السموات والأرض يبدع ما يريد يعطى لمن يريد بناتا ويعطى لمن يريد بنينا أو يعطيهم بناتا وبنينا ويخلق من يريد عاقرا ،يبين الله لنبيه (ص)أن لله ملك أى حكم أى "ميراث السموات والأرض "كما قال بسورة آل عمران وهو يخلق ما يشاء أى ينشىء ما يريد من المخلوقات وهو يهب لمن يشاء إناثا والمراد يعطى من يريد من الأزواج أطفالا بناتا ويهب لمن يشاء ذكورا والمراد ويعطى لمن يريد من الزواج بنينا أو يزوجهم ذكرانا وإناثا والمراد ويعطى لمن يريد من الأزواج بنينا وبناتا وهو يجعل من يشاء عقيما والمراد ويخلق من يريد من الخلق عاقرا لا ينجب بناتا أو بنينا أو هما معا والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم"المعنى وما كان لإنسان أن يحدثه الرب إلا إلقاء أى من خلف حاجز أو يبعث مبعوثا فينزل بأمره ما يريد إنه كبير قاض،يبين الله لنبيه (ص)أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه ،ويبين له أنه على أى عظيم أى صاحب الكبرياء وهو العلو وهو الحكيم أى القاضى بالحق .
"وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط الله الذى له ملك ما فى السموات وما فى الأرض ألا إلى الله تصير الأمور "المعنى وهكذا ألقينا لك كتابا من لدينا،ما كنت تعلم ما الحكم أى القرآن ولكن وضعناه هدى نرشد به من نريد من خلقنا وإنك لترشد إلى دين عادل دين الله الذى له ميراث الذى فى السموات والذى فى الأرض ألا إلى الله ترجع المخلوقات ،يبين الله لنبيه (ص)أن كذلك والمراد بتلك الطرق وهى طرق كلام الله للرسل (ص)أوحينا لك روحا من أمرنا والمراد أنزلنا لك كتابا أى حكما من لدينا مصداق لقوله بسورة العنكبوت"كذلك أنزلنا إليك الكتاب"،ويبين له أنه ما كان يدرى ما الكتاب الذى فسره بأنه الإيمان والمراد أنه ما كان يعلم ما القرآن وهو حكم الله لأنه كان ضالا كما قال بسورة الضحى "ووجدك ضالا فهدى "ويبين له أن الكتاب هو نور أى هدى يهدى به من يشاء من عباده والمراد نفع ينفع الله به من يريد من خلقه،ويبين له أنه يهدى إلى صراط مستقيم والمراد أنه يرشد إلى طريق عادل أى خلق عظيم أى دين عادل مصداق لقوله بسورة الأحقاف"يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم "وقوله بسورة القلم "وإنك على خلق عظيم "وهو صراط أى دين الله الذى له ملك أى حكم أى ميراث ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض ،ويبين له أن الأمور وهى المخلوقات تصير إلى الله والمراد ترجع إلى جزاء الله ثوابا أو عقابا مصداق لقوله بسورة الحج"وإلى الله تصير الأمور "والخطاب للنبى(ص)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس