عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-12-2018, 10:12 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي

"سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا "المعنى سيقول القاعدون:إذا ذهبتم إلى أموال لتقبضوها اتركونا نذهب معكم ،يحبون أن يغيروا أحكام الرب قل لن تذهبوا معنا هكذا قال الرب من قبل فسيقولون إنما تحقدون علينا بل كانوا لا يفهمون إلا قليلا ،يبين الله لنبيه (ص)والمؤمنين أن المخلفين وهم القاعدين عن الجهاد سيقولون لهم :إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها والمراد إذا سافرتم أى خرجتم إلى أموال لتملكوها ذرونا نتبعكم والمراد دعونا نذهب معكم لنملك بعضا منها وهذا يعنى أنهم يريدون جمع المال من الخروج مع المؤمنين وليس نصر دين الله ،وهم بقولهم هذا يريدون أن يبدلوا كلام الله والمراد يحبون أن يغيروا أى يظهروا كذب حكم الله بعدم خروجهم مع المؤمنين ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم لن تتبعونا أى لن تخرجوا معنا أبدا كذلكم قال الله من قبل والمراد هكذا حكم الله فى الوحى من قبل،وعند هذا سيقولون لكم :بل تحسدوننا والمراد إنما تحقدون علينا أى إنما تكرهوننا،والمخلفون كانوا لا يفقهون إلا قليلا والمراد كانوا لا يؤمنون أى لا يطيعون حكم الله إلا وقتا قصيرا مصداق لقوله بسورة النساء"فلا يؤمنون إلا قليلا" والخطاب للنبى(ص) ومنه للمخلفين وما بعده .
"قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما "المعنى قل للقاعدين من البدو ستطلبون للسفر إلى ناس أصحاب قوة كبرى تحاربونهم أو يطيعون فإن تتبعوا يعطكم الرب ثوابا كريما،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للمخلفين من الأعراب وهم القاعدين من البدو عن القتال ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد والمراد ستنادون للخروج إلى ناس أصحاب قوة عظمى تقاتلونهم أو يسلمون والمراد تحاربونهم أو يطيعون حكم الله فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا والمراد فإن تطيعوا حكم الله يعطكم الرب ثوابا كريما مصداق لقوله بسورة الأحزاب"أجرا كريما "وإن تتولوا أى تخالفوا حكم الله كما توليتم من قبل والمراد كما خالفتم حكمه من قبل بعدم القتال يعذبكم عذابا أليما أى عقابا مهينا مصداق لقوله بسورة النساء"عذابا مهينا ".
"ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما "المعنى ليس على الكفيف عقاب ولا على الأعرج عقاب ولا على العليل عقاب ومن يتبع الرب ونبيه (ص)يسكنه حدائق تسير من أسفلها العيون ومن يعصى يعاقبه عقابا مهينا ،يبين الله لنبيه (ص)أن ليس على الأعمى وهى الضرير أى فاقد البصر والأعرج وهو صاحب العاهة فى رجله والمريض وهو العليل بأى داء مقعد وهم أولى الضرر حرج أى عقاب إذا لم يخرجوا للجهاد مصداق لقوله بسورة النساء"لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله "ومن يطع أى يتبع حكم الله المنزل على رسوله (ص)أى "ومن يتق الله "كما قال بسورة الطلاق يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد يسكنه حدائق تسير من أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة ومن يتول يعذبه عذابا أليما والمراد ومن يعصى حكم الله يعاقبه عقابا مهينا هو دخول النار والخطاب للمؤمنين.
"لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما فى قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما "المعنى لقد قبل الرب من المصدقين حين يعاهدونك أسفل الشجرة فعرف الذى فى نفوسهم فوضع الأمن فيهم وأعطاهم نصرا واقعا وأملاك عديدة يملكونها وكان الرب ناصرا قاضيا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه رضى عن المؤمنين إذ يبايعونه تحت الشجرة والمراد أنه قبل من المصدقين بحكمه عهدهم إذا يعاهدونه على القتال أسفل الشجرة التى كان موجودا تحتها وقد علم ما فى قلوبهم والمراد وقد عرف الله الذى فى نفوسهم مصداق لقوله بسورة البقرة "ويعلم ما فى أنفسكم"ولذا أنزل السكينة عليهم والمراد وضع الطمأنينة فى قلوبهم بذكرهم لله مصداق لقوله بسورة الرعد "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"وأثابهم فتحا قريبا والمراد وأعطاهم نصرا واقعا هو فتح مكة ومغانم كثيرة أى وأموال عديدة يأخذونها أى يملكونها وكان الله عزيزا حكيما والمراد وكان الرب ناصرا للمؤمنين قاضيا بالحق والخطاب للنبى(ص).
"وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدى الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما "المعنى أخبركم الرب أموال عديدة تملكونها فأعطى لكم هذه ومنع أذى الخلق عنكم ولتصبح عبرة للمصدقين ويدخلكم مسكنا سليما،يبين الله للمؤمنين أن الله وعدهم مغانم كثيرة والمراد أن الرب أخبرهم أملاك كثيرة يأخذونها أى يملكونها فعجل لكم هذه أى فأعطى لكم هذه وهى أموال مكة وكف أيدى الناس عنكم والمراد ومنع أذى الكفار عنكم فلم يحاربوكم ولتكون آية للمؤمنين والمراد وليصبح فتح مكة عظة للمصدقين بحكم الله ويهديكم صراطا مستقيما والمراد ويدخلكم بعد الموت مسكنا حسنا هو الجنة والخطاب للمؤمنين وما بعده .
"وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شىء قديرا "المعنى وبلدة أخرى لم تنتصروا عليها قد علم الرب بها وكان الرب لكل أمرا فاعلا،يبين الله للمؤمنين أن هناك أخرى أى أهل بلدة لم يقدروا عليها أى لم ينتصروا عليها وهم الروم الذين غلبوهم مصداق لقوله بسورة الروم "غلبت الروم "وقد أحاط الله بها والمراد وقد علم الله بأهلها وكان الله على كل شىء قديرا والمراد وكان الرب لكل أمر فاعلا مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد" وهذا يعنى أنهم سيجعلهم يقدرون على الروم فى المستقبل .
"ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا"المعنى ولو حاربكم الذين كذبوا حكم الله لأعطوا الظهور ثم لا يلقون ناصرا أى منجيا حكم الرب الذى قد مضى من قبل ولن تلق لحكم الرب تغييرا ،يبين الله للمؤمنين أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله لو قاتلوهم أى لو حاربوهم لولوا الأدبار أى لأعطوهم الظهور وهذا معناه أن ينهزموا وهم لا يجدون وليا ولا نصير والمراد لا يلقون ناصرا أى منقذا من الهزيمة وهذه هى سنة الله التى قد خلت من قبل والمراد وهذا حكم الرب الذى قد مضى أى تحقق من قبل فى الكفار السابقين ويبين لنبيه (ص)أنه لن يجد لسنة الله تبديلا والمراد لن يلق لحكم الله تغييرا أى تحويلا مصداق لقوله بسورة فاطر"ولن تجد لسنة الله تحويلا "وهذا يعنى هزيمة الكفار فى أى وقت إذا حاربهم المسلمون بإخلاص والخطاب للمؤمنين.
"وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا "المعنى وهو الذى منع أذاهم عنكم وأذاكم عنهم بأرض مكة من بعد أن نصركم عليهم وكان الرب بما تفعلون خبيرا ،يبين الله للمؤمنين أن الذى كف أيديهم عنهم والمراد الذى منع أذى الكفار عن المؤمنين وأيديكم عنهم أى وأذى المؤمنين عن الكافرين ببطن وهى أرض مكة من بعد أن أظفركم عليهم والمراد من بعد أن نصركم على الكافرين وهذا يعنى عدم وقوع قتال فى أرض مكة أثناء الفتح فكل ما حدث من قتال كان خارجها وكان الله بما تعملون بصيرا والمراد وكان الرب بالذى تفعلون خبيرا مصداق لقوله بسورة البقرة "والله بما تعملون خبيرا".
"هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله فى رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما "المعنى هم الذين كذبوا وردوكم عن البيت العتيق والأنعام مقيمة لا تصل مكانها ولولا ذكور مصدقون وإناث مصدقات لم تعرفوهم أن تؤذوهم فيمسكم منهم ذنب بغير معرفة ليسكن الرب فى جنته من يريد لو تباعدوا لعاقبنا الذين كذبوا منهم عقابا مهينا ،يبين الله للمؤمنين أن كفار مكة هم الذين كفروا أى كذبوا حكم الله وصدوكم عن المسجد الحرام والمراد وردوكم عن حج البيت الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله والمراد والأنعام مقيمة فى مكانها خارج مكة لا تصل مكان الذبح بسبب منعكم من الحج ،ويبين الله للمؤمنين أن لولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات والمراد وبسبب ذكور مصدقون وإناث مصدقات بحكم الله يخفون تصديقهم لم تعلموهم أى لم تعرفوا شخصياتهم أن تطؤهم والمراد كى لا تقتلوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم والمراد فيكتب عليكم بسببهم ذنب بغير معرفة وهو القتل الخطأ وهذا يعنى أنهم سيرتكبون خطأ غير متعمد منهم وبهذا الكف يدخل الله فى رحمته من يشاء والمراد يسكن الرب فى جناته من يريد مصداق لقوله بسورة محمد"ويدخلهم الجنة "ويبين لهم أنهم لو تزيلوا أى تباعدوا والمراد لو خرج المؤمنون والمؤمنات من وسط الكفار لعذبنا الذين كفروا من أهل مكة عذابا أليما والمراد لعاقبنا الذين كذبوا حكم الله من أهل مكة عقابا مهينا عن طريق حربهم من المؤمنين والخطاب وما قبله للمؤمنين فى المدينة عند الفتح .
"إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شىء عليما "المعنى حين وضع الذين كذبوا فى نفوسهم الغضب غضب الكفر فوضع الرب طمأنينة فى نبيه (ص)وفى المصدقين أى فرض عليهم حكم الطاعة وكانوا أولى بها وأصحابها وكان الرب بكل أمر محيطا،يبين الله لنا أن الذين كفروا جعلوا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية والمراد أن الذين كذبوا حكم الله أشعلوا فى أنفسهم الثورة ثورة الكفر أى جعلوا أنفسهم تغضب لدين الكفر فأرادوا الحرب فى مكة فأنزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين والمراد وضع طمأنينة وهى طاعة حكم الله فى قلب النبى (ص)والمصدقين بحكمه وفسر هذا بقوله ألزمهم كلمة التقوى أى أوجب عليهم حكم الطاعة والمراد فرض عليهم اتباع حكم عدم القتال فى مكة وكانوا أحق بها والمراد وكانوا أولى بطاعة حكم الله وفسر هذا بأنهم أهلها أى المؤمنون أصحاب طاعة حكم الله ويبين لهم أنه بكل شىء عليما والمراد أنه لكل أمر خبيرا وسيحاسبهم عليه والقول لنا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس