سيدتي الكريمة ، لا يزال العالم يتذكر وأنتي تصدعين جنبات القاعة ألكبري في العاصمة بكين بحديثك الموثر والعميق عن حقوق المرأة في العالم ، واسمحي لي ان أسجل إعجابي بك أيتها السيدة الرائعة ، فتاريخك المهني مشرف ، ومنهجك دقيق وعلمي ، منذ ان كنتي طالبة بكلية ييل لدراسة القانون ، وعملك لحمايةحقوق الأطفال والعائلات والدفاع عن حقوق المرأة ، وخدمتك في مجلس مراجعة القانون الاجتماعي بالكلية .
كما أشيد بالبيان الصادر منكم في بتاريخ 23 نوفمبر 2007 في صحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية ، حول قضية فتاة القطيف ، والتي اردفتي دليلاً علي تخلف العالم الثالث في حقوق المرأة ، واستشهدتي بدليل من السعودية منددتاً بالحكم القضائي علي فتاة القطيف لتعرضها لاغتصاب جماعي ، واستهجنني الحكم عليها بمأتي جلدة ، واستطعتي إشغال الرأي العالمي في كل مناظرة إعلامية بصوتك ألشموخي ، وأعجبني كلمة (عار) التي اطلقتيها علي المجتمع المدني العالمي لقبول ذلك .
سيدتي الكريمة ، لا أخفيك القول إننا تابعنا بعد ذلك بإعجاب عن مدي إصراركم الشجاع في الدفاع عن ابنتنا ، ومطالبكم بتدخل الرئيس الأميركي جورج بوش شخصياً لدي خادم الحرمين الشرفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، للغاء كافة العقوبات بحق الشابة السعودية ، وانأ معك امتعضت تقديراً لإنسانيتكم وليس ضد إدارة الرئيس بوش التي رفضت إدانة الحكم القضائي، لأنة قرار سعودي داخلي .
سيدتي الكريمة ، لأنني مثلك محامي وقريب من الحدث ، اوكد لك ان الإعلام المحلي والدولي تجاهل حقيقة ألحكم الصادر علي فتاة القطيف ، واستبعد من الإحداث الجارية سبب الحكم المذيل بالقرار ، وهو (الانفراد) بنية الخيانة أو بنية عتق نفسها من اثأر الصديق السابق ، وهذا الفعل يعاقب عليها كل الأديان أو القوانين الوضعية في جميع الدول التي تؤمن بالقيم والأخلاق وتقدس الحياة الزوجية، ونحن معك ومع العالم اجمع نقف ضد الجزء الثاني من الحكم وهو الخلاف الحقيقي مع القاضي بسبب الإحكام المخففة الصادرة ضد الوحوش السبعة الآخرين ، وأبشرك بصدور عفو ملكي علي ابنتنا فتاة القطيف وفق صلاحيات ولي الأمر وطبقاً لمصلحة المجتمع الداخلي وليس الخارجي ، وانأ كمواطن من إفراد المجتمع الدولي ، اثمن لك هذا الموقف الشجاع ، وأطالب بان تستمرين في الدفاع عن حقوق المرأة في العالم .
سيدتي الكريمة ، لديكم قضية مشابهة اصبحت تورق المجتمع السعودي ، ولا نريد ان يعاني المجتمع الأمريكي الصديق بنفس المعاناة التي وضعنا فيها ، وان تضيع حقوق (جيميجونز) في خضم الانتخابات الرئاسة المقبلة ، خاصة وان نسائنا اصبحت (تعيرنا) بموقفك الإنساني والنبيل وتطالبنا بموقف ممثل ، وأصبحنا في موقف لا نحسد علية ، فزوجتي تطالب بان استخدم علاقاتي المهنية كمحامي واطلب من الاتحاد العربي للمحامين العرب التدخل والدفاع عن (فتاة تكساس) اللقب التي أطلقنا عليها في السعودية ، وأصبحت الضغوط اليومية تزداد علينا في الغرف التجارية السعودية لقطع استثماراتنا عن ولاية تكساس ، ونقلها إلي ولاية يوتا حيث يقطن إخواننا المسحيين المتعصبين، بل المطالب وصلت للإقامة مظاهرات إمام بوابة ارامكو لوقف المشاريع البترولية مع هذا الولاية .
سيدتي الكريمة ، أرجو ان نحل هذا الموضوع سويا دون ان تتأثر علاقات البلدين الاقتصادية والاجتماعية ، خاصة وان موضوع جيمي جونز ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً فيها من العدالة ما يستوجب ان نقف جميعاً معها ، وقضيتها ليست معقدة ، وأستطيع ان أوجزها لكي في رسالتي المقتضبة ، فجيمي كانت تعمل في احد الشركات التابعة لـ ) هالبيورتون) وتعرضت للاغتصاب في عام 2005م بوسطمدينة ببغداد، والحمد لله لم يغتصبها أبنائنا المغتصبون في أرضهم ، بل فعلها زملائها الأمريكيين عدة مرات، حتى مزقوا أعضاءها، وسجنت بعد ذلك في قفص الشاحنة ! أتصديق فعل هولاء الوحوش ؟ ومنذ ذلك الوقت لم يتشفع لها احد سوي عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السيد (تيد بو) والذي توسط فقط في عتاقها وإعادتها إلى تكساس .
سيدتي الكريمة ، لقد تخلت عنها وزارة العدل الأمريكية ، ولم تنتدب محامياً لمساعدتها، وعجزت جيمي في الحصول على العدالة من المحكمة أو مساعدة من الزملاء المحامين الشرفاء من أمثالكم للدفاع عنها ، وعندما ضاق بها الحال لجأت إلي إعلامنا الحر النزيه وخاطبت قناة l.b.c) ) اللبنانية وقناة الجزيرة القطرية بعد ان تنكر لها الإعلام الأمريكي ، أتصدقين ذلك ؟
سيدتي الكريمة ، أرجو تدخلكم الشخصي والإنساني في حل هذا القضية ، حتى لا نُجبر بتقديم طلب للحكومة السعودية وطلب تدخلها لدي إدارة الرئيس الأمريكي ، لتمكينها بمحاكاة عادلة ، خاصة وان هناك أكثر من إحدى عشرة فتاة من العاملات في الجيش الأمريكي في العراق تعرضن للاغتصاب ولم ينصفن ؟ حتى عضو مجلس شيوخ الديمقراطي (روبرت سكوت) اصبح مستاء جداً من وزارة العدل الأمريكية ، ومن عقود العمل التي تم فرضها على المتعاقدين في الجيش الأمريكي، وقال لي مازحاً كأنها عقود مستجلبة من الخليج علي نظام ( الكفيل ) .
ختاماً أرجو ان لا تاخذي من رسالتي موقفاً شخصياً ، ولا داعي بان يذكرني الإعلام الأمريكي بمواقف الحكومة الأمريكية الكريمة مع عائلتي ، فقد أفصح جنبات الانترنت بكل الوثائق المخفية ، وبين مساعدتكم الكريمة في إنهاء قضية بنك الاعتماد والتجارة الدولي ، وبدعم احد إفراد العائلة بمحاكمة عادلة من تهم الإرهاب والتطرف بعد إحداث الحادي عشر من سبتمبر ، وسعدنا حين حكمت المحاكم الاروبية والأمريكية ببراءتهم من التهم المنسوبة أليهم ، والاعتذار علنا في جميع الصحف العالمية والعربية ، ولكن فرحتنا سوف تكتمل حين تنعم ابنتا ( فتاة تكساس) ، بنفس العدالة والاهتمام .
صحيفة الاقتصادية الالكترونية
الأربعاء, 24 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 02/01/2008 م -
د. عبد الله مرعي بن محفوظ