عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2008, 09:53 PM   #13
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الشاعر هشام مصطفى


مصر

أحبُّكِ لسْتُ أنْكِرُهُ




أحبُّك ِ لسْتُ أُنْكِرُه
أناديْكِ
بحرف ٍ يرفضُ الصمْتَ
بشوق ٍ مزّق الصوتَ
بقلبِ غريبِ مازالتْ
يداه تداعب القمرَ
يداري وجهَهََ خَجِلاً
وعنْكِ
يُسائلُ الحجرَ
يشدُّ زمامَ أحْرفهِ
لينسجَ شعرَهُ صِوَراً
تنامُ على شِفا سطري
لتسْقينا المُنى قُبُلاً
أغانٍ
تُشْبهُ السِحْرَ
فتشجينا
وتُنْسينا
هموما
أشْقتِ الفِكَرَ
ونحلمُ بالغدِ الآتي
على سُحُبٍ
يصاحبُها
غِنا مطرٍ
ليروي في صحارينا
شُجيْراتٍ
علا أغْصانَها ليلٌ
وجدْبٌ غلّف العُمُرَ
ففي صمتي
وفي همسي
وفي دقّاتِ أنفاسي
هواكِ أعيشه أبدا
فلا أنْتِ التي تُنْسى
ولسْتُ أنا الذي يَنْسى
وكيف نتيه عنْ حبٍّ
غدا المشوار و القدرَ
وبعْدَ غيابِ أعْوامٍ
أعود لحجْرتي وحدي
أفتْشُ في زواياها
أقلّبُ دفتري بحثاً
عنِ الأيامِ
عنْ طفلٍ
تبعْثر في ثناياها
أخرْبشُ في صدى ذكرى
لعلّ تعودُ دنياها
لعلّ سماءها تأتي
تظلّلنا
وتمْطرُنا
حناناً منْ بقاياها
وتمْسحُ عنْ فتى يأساً
غزا أحلام لُقْياها
أعود لأمْسكَ الماضي
وما بيدي
سوى أشعارِ صُغناها
وسطْرٍ
أحْدبِ الكلماتِ
مضطربٍ
يهابُ مِدادَهُ خوفاً
إذا ما الشوقُ ناداها
أعودُ
وفوقَ أكتافي
جراحٌ لمْ تزلْ حُبْلى
تنوء بحمْلها ذاتي
تسوقُ الخطْوَ في وَجَلٍ
وتسْرقُ منْهُ أحلاها
وتعْبثُ في المُنى الثَكْلى
وتكْسرُ كلَّ أشياها
فما عرف الربيع لها
ثماراً
منْ حناياها
فكلُّ غصونِها شوكٌ
نما بأنين ِ محْياها
فأسْكنها ضمائرنا
وأطْعمنا خَطاياها
وعدْنا ....
غيرُ أنّ خُطاي لم تعلمْ
بأيّ خُطىً
مَشيْناها
ولكنّا
برغْم الجرحِ ما زلنا
يلوّن حبُّها يدَنا
بمزْج المسْكِ والحنّا
أحبُّكِ ؟!
آه منْ حبٍّ
سرى في الروح والشّريانْ
جرى كالنيلِ في الفيضانْ
سما بالأرض والإنْسانْ
كعرس الشمسِ في الوادي
إذا غمر الصباحُ
رُباه والغيطانْ
كنخلٍ
بالضفافِ حنى
على نَهَرٍ
بشوق ِ العاشقِ الولْهانْ
كموجٍ يحْضنُ الشطآنْ
يفارقُ صخْرها أسَفاً
ويرجعُ للحصى شوقاً
يقبّلُهُ
ولا يرضى
بغير رمالها عُنْوانْ
أحبّ ؟!
نعمْ
ولكنْ لسْتُ أنْطِقُهُ
فلا لغة الحروف تفي !
ولا ملكَ الشعورُ بيانَ
كالقرآنْ
أحبُّكِ ؟!
لسْتُ أنْكِرُهُ
فكلُّ الحبِّ أنْتِ
وبعضه صنوانْ
شعر/هشام مصطفى






هشام مصطفى
عمان / الوافي والكامل
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس