عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-05-2009, 11:09 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ثانيا: نقض المواثيق والمعاهدات الدولية:

اعتاد الفرس، ولأجل تحقيق أطماعهم، على نقض المواثيق والمعاهدات الدولية التي عقدوها مع العراق والعرب ولم يبرهنوا طوال تاريخهم على احترامهم لتلك المواثيق والمعاهدات إذ كانت تعقب كل غزوة أو حملة فارسية على العراق أو الخليج العربي حالة (سلام) تقرها معاهدة تحقق في الغالب جزءاً من أهداف الفرس التوسعية. لكن هذه المعاهدة ما تلبث أن تلغى من قبل الفرس الذين كانوا يعمدون الى خلق توتر يستخدمونه لزيادة تدخلهم في الشؤون الداخلية للعراق أو لمنطقة الخليج العربي والدخول في حروب فعلية تعقبها الصيغة نفسها.

وبهذه الطريقة حصل الفرس على مكاسب إقليمية واسعة قديما وحديثا، إذ تعتبر إيران أكثر دولة من دول العالم عقدت معاهدات ثم نقضتها.

ومن الأمثلة على هذا السلوك المخادع:
1ـ نقضهم تحالفهم مع الكلدانيين لكي يندفعوا نحو بلاد ما بين النهرين وسورية، فكانت حملتهم المعروفة على بابل سنة 539 ق م.

2ـ خيانتهم العهد مع ملك الحيرة النعمان ابن المنذر واغتياله.

3ـ خيانتهم للخلفاء العباسيين واستغلال ثقتهم بهم، لنخر الدولة العباسية (أبو مسلم الخراساني، البرامكة، البويهيون).

4ـ خيانتهم للدولة العثمانية واستغلالهم لحرب (سليمان القانوني) وهو يحاصر (فيينا) واندفاعهم لاحتلال العراق، ليجبروا الجيش العثماني على التراجع.

5ـ في عام 1639، نجح الفرس في سلخ القسم الشرقي من ولاية السليمانية وتم ابتلاع ذلك الجزء بمعاهدة (زهاب).

6ـ في سنة 1820 تعرضت منطقة (حلوان) الى هجوم فارسي انتزع الفرس فيه الأراضي الواقعة الى جنوب المنطقة. وأقر انتزاعها في معاهدة (أرضروم) سنة 1847، وضمت الأراضي الممتدة من (نوسود) شمالا الى شرق (مندلي) وتشمل: (سربيل زهاب) و (كيلان غرب) و (قصر شيرين) و (نفط شاه) وثبتت في معاهدة 1913.

7ـ في عام 1913، استولى الفرس على أراضي جديدة ضمن منطقة (دزفول ـ الشوش) بالإضافة للمحمرة، ثم أكملوا احتلالهم لكل (الأحواز).

8ـ في عام 1971، وبعد نيل الإمارات العربية المتحدة لاستقلالها، اندفعت القوات الفارسية لاحتلال جزر (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).

9ـ في عام 1975، وبعد أن أمد نظام الشاه مع الكيان الصهيوني المتمردين في شمال العراق، استغل الفرس ذلك الوضع لانتزاع السماح لهم في استغلال نصف مياه (شط العرب) باتفاقية (الجزائر)، والتي كان من بنودها أن تعاد منطقة (النفط خانة) و (زين القوس) للعراق، ولكن تلكؤ حكومة الشاه ومن بعدها حكومة (خميني) في تنفيذ ما يتعلق بهم وإلغاء اتفاقية الجزائر من قبل (خميني) وادعاءه بأن البصرة والبحرين وبغداد هي أراض فارسية، مما وتر الأوضاع ومهد لاعتداءات إيرانية على العراق بلغت (224) اعتداء، ساقت الى حرب الثمان سنوات.

10ـ رغم أن من بدأ الحرب العراقية ـ الإيرانية هم الفرس، فقد وافق العراق على وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات الصلح بعد أسبوع من بداية الحرب، إلا أن الإيرانيين رفضوا إنهاء الحرب، إلا بعد يأسهم من تحقيق انتصار، وقد قبل الإيرانيون إنهاء الحرب على أساس (حفار ودفان)، أي لا مطالبات بتعويضات من الطرفين.

11ـ على أساس النقطة السابقة، تعامل العراق مع إيران على أنها دولة جارة ولا عداوة بينهما، فأودع طائراته عام 1990، في إيران والتي رفضت تسليمها له بعد انتهاء حرب 1991، واعتبروها جزءا من تعويضات الحرب.

12ـ في نهاية شباط/ فبراير 1991، تجمع زهاء نصف مليون من الحرس الثوري الإيراني، والمجلس الأعلى (عبد العزيز الحكيم وآله) وحزب الدعوة، في الجانب الإيراني من منطقة (التنومة ـ البصرة) ورفعوا (يافطات) تقول: (نحن والأخوة العراقيون صفا واحدا ضد الشيطان الأكبر!)، وما أن تهيأت لهم الفرصة حتى دخلوا العراق وعاثوا في الأرض فسادا، يحرقون ويقتلون، حيث لبسوا في العراق ملابس الجيش العراقي التي أعدوها سلفا، وهذه ما أسموها (الانتفاضة الشعبانية)!

13ـ رغم ذلك، اضطر العراق الى التعامل مع الإيرانيين، وكان الإيرانيون يظهرون تعاطفهم (الكاذب) مع العراقيين في مرحلة (الحصار)، فكان المسئولون العراقيون ينتقلوا الى العالم عبر الأراضي الإيرانية، وكأن الوضع طبيعي.

يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس