عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-08-2009, 03:35 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي في رثاء شفيق الحوت رحمه الله- - معن بشور

كان شفيق ثالث ثلاثة من كبار مبدعي فلسطين، محمود درويش شاعرها وفيلسوفها، إدوارد سعيد مفكرها وشارح قضيتها للعالم، وشفيق الحوت ضميرها ولسانها، واذا كان سرطان الدم قد فتك بسعيد باكرا، وأطاح المرض بقلب درويش المثقل بحب فلسطين وآلامها، فان شفيق كان رهين المرضين معا، نوبة قلبية كادت أن تقضي عليه في الولايات المتحدة قبل سنوات، وداء سرطانيا حاصره في بيروت قبل شهرين.
وحين كان يجتمع الثلاثة في بيروت أو عمّان أو باريس أو واشنطن، كان المجتمعون بهم يأخذون فكرة، ولو سريعة، عن عظمة شعب فلسطين وعبقرية مبدعيه ومفكريه وأدبائه، وهي عظمة لم تنل منها كل محاولات الأعداء، ولا قسوة الأبناء، وكم كان لهذه القسوة من وقع مرير على شفيق الحوت الذي ما استساغ يوما هذه 'السطحية التبسيطية' أو 'العادية' في عقل قيادات فلسطينية وعربية، كما في أدائها، فيما هي تتحمل مسؤولية قضية من أكثر قضايا الإنسانية استثنائية وتعقيدا.
شفيق الحوت الذي يحيّر الناس بين عكاويته، حيث ولد وأقام حتى السادسة عشرة من عمره، وبين بيروت التي احتضنته بقية العمر مع عائلته لاجئا دون أن تتنكر لبيروتيته العريقة، كان يعتز بفلسطينيته ويصرّ عليها ويقول لو لم أكن فلسطيني المولد والانتماء لأصبحت بعد النكبة فلسطيني الهوى والهوية.
ففلسطين اليوم هي وطن كل العرب حتى تتحرر، والفلسطينية جنسيتهم حتى يعود أهلها اليها وتعود اليهم.
لم يكن شفيق يعتز بعلاقة أقامها مع قائد كما اعتز بعلاقته مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي أضفت تجربته على 'يسارية' شفيق الشاب الآتية من مرافئ الصيادين وتجمعات العمال في عكا بعدا قوميا واضحا.
لذلك بقي شفيق طيلة عمره قوميا ويساريا في آن معا، بل كان نهضويا عربيا ومقاوما صلبا منفتحا على كل تيارات الأمة التي تحمل مشروع المقاومة والنهوض
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس