[ابن حوران]

روسيا ــ بوتين (2)

الاقتصاد الروسي

رغم أن مساحة روسيا تشكل (ثُمن) مساحة العالم، إلا أن اقتصادها لا يشكل إلا 1.1% من الاقتصاد العالمي... ويعتمد 60% من اقتصادها على البترول والغاز. ورغم ذلك فإن روسيا تحتوي في بقاعها كميات هائلة من الماس والمعادن وغيرها من الثروات التي لم تُستغل...

كان الناتج المحلي الروسي قبل انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1990 ما يعادل (1.703 تريليون دولار)... وبعد سنوات الفساد التي كانت في ظل حكم (بوريس يلتسين) تراجع الناتج المحلي الى حوالي تريليون وربع في نهاية التسعينات...

استطاع الفريق المجتمع مع بوتين من رفع الناتج المحلي من عام 2000 (تريليون وربع) الى (أربع تريليونات و 154 مليار) عام 2019.

وقد يكون سر الارتفاع بهذه القفزات الواضحة، ارتفاع سعر النفط من 20 دولار الى أرقام وصلت الى 120 دولار عام 2014. كما أن انتعاش أسواق بيع السلاح التي ظهرت في العقد (2011ــ2020)، كان لروسيا نصيبٌ جيد منها.

ويتميز الاقتصاد الروسي بأنه يحتفظ باحتياطي يُقدر ب (500 مليار دولار)، يستطيع بها أن يمتص أثر الكوارث الاقتصادية العالمية، وهذا ما حدث بالفعل عامي 2015 و 2016، عندما تراجع سعر النفط بشكل ملحوظ... وقد تحتاجه روسيا في أزمة (كورونا الحالية) إذ قد يهبط سعر النفط دون العشرين دولار.

ولو قارنا الاقتصاد الروسي بالاقتصاد الأمريكي، لرأينا تفوق الاقتصاد الأمريكي، إذ يبلغ الناتج المحلي الأمريكي حوالي 18 تريليون دولار، أي ما يعادل ربع الناتج المحلي العالمي. كما يتنوع الناتج الأمريكي (السيارات 10%، الأعلاف 9%، الطائرات 6%، السلع الاستهلاكية 29%، الخ) أما النفط 8% !

أما إذا قارنا الاقتصاد الروسي بالاقتصاد الصيني، لرأينا أن الناتج المحلي الصيني يساوي ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الروسي حوالي (13 تريليون دولار) عام 2018. إضافة الى التنوع الهائل في الإنتاج الصيني (معادن، حبوب، أعلاف، مكائن المصانع، خبرات في مد الجسور والسكك وغيرها)...

وتتأثر روسيا كما هي الصين بسطوة نفوذ الدولار كعملة عالمية، فقد انخفضت قيمة العملة الروسية (الروبل) خلال خمس سنوات 50%.

وتتميز كل من الصين وروسيا عن الولايات المتحدة الأمريكية، بأن احتياطي روسيا حوالي نصف تريليون دولار، والصين ثلاث تريليونات دولار، في حين أن الولايات المتحدة مدينة بحوالي 20 تريليون دولار.

يتبع