عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-03-2023, 07:36 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,001
إفتراضي

"لا يرون فيها شمسا" أي لا يرون في الجنة شدة حر كحر الشمس "ولا زمهريرا" أي ولا بردا مفرطا؛ وقد قال الأعشى في ذلك:
منعمة طفلة كالمهاة ... لم تر شمسا ولا زمهريرا"
بالقطع هناك فهم خاطىء للأمر فلا علاقة للبرودة أو الحرارة بشرب الزنجبيل فى الجنة لأن الله نفى وجود الشمس والزمهرير فى الجنة ومن ثم لا حرارة ولا برودة حتى يعالجها الزنجبيل كما قال تعالى:
"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكوابا كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا"
كما أن تفسير الزنجبيل بأنه النبات الذى يغلى ويكون حارقا عند شربه يتعارض مع أن مشروبات الجنة هى الماء والعسل واللبن والخمر كما قال تعالى :
"مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير أسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى"
ومن ثم لا وجود للنبات الذى نسميه الزنجبيل فى الدنيا بالزنجبيل فى الجنة فالله ذكره كمشروب وليس كنبات ومن ثم لا يمكن أن يفسر إلا بواحد من المشروبات الأربع
وحاول الرجل أن يثبت نظريته الفاشلة بربط الطب بالروايات والوحى فقال :
"وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اشتكت النار إلى ربها عز وجل قالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فجعل لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر في الصيف من سمومها)"
والحديث باطل والخطأ شكوى النار لله وهو يخالف أن المخلوق غير المخير لا يشتكى لأن الله أجبره أو هو من نفسه أطاع الله مصداق لقوله تعالى "وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها "والخطأ الأخر هو وجود زمهرير فى النار فالله لم يذكر وجود برد وصقيع فى النار والنار من اسمها تعنى الحر كما أن الله قال "قل نار جهنم أشد حرا "فجهنم هى حر فى حر تصديقا لذلك .
ثم قال :
"وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
(إن هواء الجنة سجسج: لا حر ولا برد)
والسجسج: الظل الممتد كما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس. وقال مرة الهمداني: الزمهرير البرد القاطع. وقال مقاتل بن حيان: هو شيء مثل رؤوس الإبر ينزل من السماء في غاية البرد. وقال ابن مسعود: هو لون من العذاب، وهو البرد الشديد، حتى إن أهل النار إذا ألقوا فيه سألوا الله أن يعذبهم بالنار ألف سنة أهون عليهم من عذاب الزمهرير يوما واحدا."
والعلاقة بين الهواء والمشروب وهذا الكلام لا رابط بينها
واستمر الرجل زاعما أن الزنجبيل هو من أجل ألا يصاب أهل الجنة ببرودة الأطراف المؤلمة فقال :
"أما الصورة الثانية التي منع الله سبحانه وتعالى أهل الجنة من عذاب برودة الأطراف المؤلم , واصفرارها وازرقاقها أو حتى اسودادها , أو ألمها المبرح , ما جعل لهم من شراب الزنجبيل ذي الخصائص العظيمة المانعة لذلك , والجدير بالذكر أن الآية الوحيدة في القرآن التي تتحدث عن عذاب البرد في جهنم , الزمهرير , المؤلم , شديد الألم , مذكورة مع نفس الآيات التي تتحدث عن الزنجبيل , والذي ذكر مرة وحيدة في القرآن أيضا فتأملوا مع ذلك " متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كاسا كان مزاجها زنجبيلا "
وكل ما ذكره الرجل هو من ضمن الافتراء على الله فالجنة ليس فيها مرض حتى يقدم الله علاجات لها
وعادة مرة أخرى لفوائد مبات الزنجبيل فقال :
"والجدير بالذكر أيضا أنه كون الزنجبيل يوسع الشريانات قبل الشعيرات الدموية ويوسع الشعيرات الدموية نفسها , فإنه يزيد من تدفق الدم الغني بالهيموغلوبين ذي الصبغة الحمراء , ومما يفسر لماذا تصبح المنطقة التي يطبق عليها الزنجبيل موضعيا حمراء رائعة الجمال غزيرة التروية , توحي بالصحة والحيوية والجمال , سواء أكان ذلك عند تطبيقه على الصدر في هجمات الربو , أو عند تطبيقه على المفاصل في آلام المفاصل , أو عند تطبيقه على الظهر في آلام الظهر أو عند تطبيقه على الجبهة في التهاب الجيوب , وليس تأثير الزنجبيل موضعيا على الجسم من الخارج فقط , إنما تناوله بشكل جهازي وعن طريق شربه يؤدي إلى توسع محيطي في الأوعية الدموية في الأطراف وفي الوجه أيضا وحتى في الأعضاء التناسلية , مما يؤدي إلى قوة جنسية عندما يتدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية , وقوة في الانتعاظ عند الذكر , وقوة في الرغبة الجنسية عند الأنثى , مما يفسر حقيقة لماذا يستخدم الزنجبيل كمقو جنسي , وإني في الحقيقة أستخدمه بنجاح فائق مع كثير من المواد الأخرى القرآنية ومنها العسل وغذاء ملكات النحل وبذور العنب وغيرها في برنامج رائع يعالج من أنهك الزمان قوته الجنسية , كما أن توسع الأوعية الدموية في الأطراف يؤدي إلى احمرارها ودفئها ونعومتها حيث يغذي الدم الطبقات الجلدية ويجددها بانتظام مما يضفي عليها جمالا ونضارة وتجددا فائقا."
كما أن تدفق الدم عند توسع الشريانات والأوعية الدموية والشعيرات الدموية في الوجه , يؤدي إلى خدود حمراء جميلة مثل التفاح الأحمر ,ولعل هذا من الجمال الذي يضفيه الله سبحانه وتعالى على أهل الجنة بأن تكون خدودهم وردية جميلة بخلق الله لهم سبحانه وتعالى على هذه الصورة الجميلة , وبما جعل لهم من أشربة عظيمة في الجنة مثل الزنجبيل وقد قال سبحانه وتعالى في ذلك الجمال والنعومة :
" وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
وقال أيضا سبحانه :
" تعرف في وجوههم نضرة النعيم "
وقوله تعالى أيضا في ذلك " وجوه يومئذ ناعمة ""
بالطبع لا علاقة لكلمة الوجوه هنا بالوجوه الجسدية وإنما هى النفوس السعيدة كما قال تعالى :
" وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة "
فابيضاض الوجوه واسودادها يتعارض مع وجود وجوه حمراء وبيضاء وصفراء وسوداء ورمادية وغيرها ومن ثم لا معنى للبياض سوى السعادة النفسية ولا معنى للسواد سوى التعب والذل النفسى
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس