الموضوع: ما هو الحب؟
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-04-2008, 10:44 AM   #9
ذوالفغار
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 318
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب هو الطمأ نينة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيأت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله.

(يأيها الذي ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) آل عمران:102

أن الناظر إلى سير علمائنا المتقدمين فضلاً عن القرون المنفصلة من الصحابة والتابعين يجد أن لأقوالهم وأفعالهم تأثيراً في النفوس وإنها تعمل عملها في القلوب إنهم بشر ممن خلق ولكنها العلاقة مع الله والأنس بجواره وكثرة دعائهم وصلاتهم وطرقهم لبابه ولكنها أرواح تعلقت بخالقها وعرفت حق بارئها جل وعلا تمكنت حلاوة الإيمان إلى قلوبهم وتجلل مهجهم برد اليقين فنجد أن سيرهم بيضاء مشرقة جهاد ودعوة وبطولات ومواقف مشرفة في سبيل نصرة هذا الدين حباً في الله ..

محبة الله تعالى والإنس بذكره وحمده وشكره على النعم الظاهرة والباطن والله تعالى له الثناء والحمد الإتمام الأكمل وقد يعترف المرء بالعجز عن الشكر وكما قيل العجز عن الشكر شكر
وهذا في غاية العبادة والذل مع المنعم سبحانه وإذا تعلق العبد بالله أحب كل ما يقرب إلى الله ويزيده ويبقى انه اشد حباً لله فلا حب يوازي ذلك الحب ونما يحب الله وله
قال ابن تيمية (فإنك اذا احببت الشخص لله هو المحبوب لذاته فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته فازداد حبك لله كما اذا ذكرت النبي (صلى الله عليه وسلم) ..

والأنبياء قبله والمرسلين وأصحابهم الصالحين وتصورتهم في قلبك فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم وبهم إذا كنت تحبهم لله فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله والمحب لله إذا أحب شخصاً لله فإن الله هو محبوبة فهو يحب ان يجذبه إلى الله تعالى وكل من المحب لله والمحبوب لله يجذب إلى الله ..

ويؤ صر أحدهم بالأغلال ويكبل بالحديد ويثق بالقيود ويودع في الظلمات في غياهب السجون يستبدل أحدهم بظهر الأرض بطناً ويستبدل الغنى وزهرة الحياة الدنيا بالبساطة والكفاف زهداً منه وورعاً يجلد أحدهم كما يجلد البعير ويعذب عذاباً لا تتحمله عشرات الرجال فيعفو ويصفح ويكظم الغيظ ويكبح جامح النفس يتأسى بأفضل الخليقة وإمام هذه ألأمه صلوات الله وسلامه عليه كل ذلك حباً وتقرباً لله وذلك بسبب الطمأنينة والوقار اللذين حلا في قلوبهم حب الله والاطمئنان بذكر الله في قلوب المؤمنين حقيقة عملية يعرفها الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم فاتصلت بالله تسي في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها ويستريح لها يحس انه في هذا الوجود ليس منفرداً وحيداً بلا أنيس فكل ما حوله صديق النور والظلمة الأرض والجبال السماء التي تظل والأرض لأن كل ما حوله من صنع الله الذي هو في حماه .
وسبب زيادة الإيمان حباً في الله معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيماناً بلا شك ولهذا تجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته مالا يعلمه غيرهم تجدهم اقوي إيماناً من الآخرين من هذا الوجه ..
والنظر في آيات الله الكونية والشرعية فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ازداد إيماناً قال تعالى (وفي الأرض ايت للموقنين 20 وفي أنفسكم أفلا تبصرون) سورة الذاريات الآيتان 20ـ 21 والآيات ألداله على ان الإنسان بتدبره وتأمله في هذا الكون يزداد إيمانه وحباً في الله.
المطمئنون بحب الله: هم الذين أوتروا قبل نومهم وأقاموا من ليلتهم مشاء الله واستغفروا بالأسحار .

المطمئنون بحب الله: هم الذين ارضوا خالقهم بتقواه وعباده بحسن الأخلاق وكريم الخصال وجميل الفعال.

المطمئنون بحب الله: هم الذين تواضعوا لله فرفعهم وأطعموا الطعام وافشوا السلام وطابوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام.

وفي الآخرة وجدوا ما وعدهم الله ورسوله حقاً ان دخلوا الجنة بسلام .
( ادخلوها بسلم ذلك يوم الخلود 34 لهم مايشاءون فيها ولدينا مزيد)
__________________

أشواقنا نحو الحجاز تطلعت ـ كحنين مغترب إلى الأوطان
إن الطيور وإن قصصت جناحها ـ تسمو بهمتها إلى الطيوان
ذوالفغار غير متصل   الرد مع إقتباس