عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-05-2011, 09:58 AM   #46
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(40)
فحين يقول شاعر كمحمد إبراهيم أبو سنة في قصيدته أغنية حب:


أفيقي ، فما زال يمكن ألا تكوني وسامًا وقبرًا


وما زال يمكن أن يتوقف هذا النزيف


ويبقى جمالك عصرًا ..وعصرًا


وما زال يمكن ..ما زال يمكن .. ما زال يمكن.. ما ..


أفيقي أحبك

التي يخاطب يها مصر التي أحبها وتغذى بحبها مع لبن أمه ، وورث هذا الحب عن أبيه وجده ، وظل يعشقها رغم استكانتها أمام استباحة الطغاة والطامعين ، ورغم سخريات الآخرين منه ومن حبه لها ، إنه ما زال يؤمن بأنها قادرة على استرداد كل ما فقدته من نصاعتها وجلالها وألقها ، وبأن أمامها إمكانات غير متناهية لوقف هذا النزيف الأليم ، وللاحتفاظ ببهائها إلى الأبد.
ويحس الشاعر بأن الألفاظ قاصرة عن الإحاطة بما يمكن لمصر أن تكونه ، فيلجأ إلى أسلوب الحذف والإضمار ،حيث يحذف فاعل الفعل "يمكن" بعد أن صرح به مرتين من قبل ، إيحاء بلا محدودية الإمكانات المتاحة أمام المحبوبة صر ، وأن ما يمكن أن تكونه لا يستطيع أن يحيط به تحديد. ولا يكتفي بالحذف في عبارة واحدة ، وإنما يكرر العبارة ،"وما زال يمكن.." أكثر من مرة ليضاعف من الإيحاء بكثرة الإمكانات وعدم تناهيها ، وفي المرة الأخيرة لا يبقي من العبارة إلا عىل كلمة "ما" ويحذف ما عداها ، وهنا تزداد القيمة الإيحائية للحذف ، فتتضاعف إيحاءاته ولا ندري إذا ما كان هذا الحذف استمرارًا لنفس الاتجاه في الإيحاء بعدم التناهي ما يمكن لمصر أن تكونه، أم هو تعبير عن يأس الشاعر من تحقيق هذه الإمكانات ، أم هو إحساس منه بأنه انساق وراء الأماني والأحلام أكثر مما ينبغي ، ومن ثم فإنه يبتر هذا الانسياق بهذا الأمر الصارم "أفيقي".. ليختم القصيدة عقب ذلك بهذا القرار الحاسم "أحبك".. فمهما أحاط الشك والغموض بأشياء كثيرة في رؤيا الشاعر فإن هناك يقينًا واحدًا واضحًا فوق أي شك وهو حبه لمصر ، ولذلك فإنه يعبر عن هذا الحب بهذه الصيغة التقريرية الحاسمة "أحبك".
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 27-05-2011 الساعة 10:11 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس