عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-03-2010, 12:14 PM   #25
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

القصيدة الأخيرة كانت ختامًا جيدًا لما كتبت شاعرنا العزيز الذي نرجو تواصل كتاباته الإبداعية والذي بلا مجاملة يضفي لمسة إنسانية تعجب فيها من هذه الروح الساخرة والإنسانية المتقدة في نفس واحدة .
القصيدة التحام كانت قصيدة متسمة بالتركيز ، وتتخذ القصيدة شكل الإسقاط والرمز ليكون الإنسان هو ذلك الكائن الحي الذي لا يريد الشاعر عبر القصائد كلها -عدا قصيدة المصيدة-ذكره صراحة رحمة به من ذكر مواجعه وكفى بذكره ألمًا .
القصيدة تتخذ جانبًا رمزيًا غير مغرَق وفي نفس الوقت ليس مستهلكًا .جاء الرمز واضحًا لكنه متناوَلٌ بشكل أدق وأجدّ أي فيه جِدّة أي أسلوب جديد.
كان التعبير رومانسيًا وهو نجمتان لكن التعبيرات ذات دلالة حركية تختلف عنها في الحالا التقليدية ليكون الالتحام تعبيرًا عن عملية هي من أرق وأشكال التواصل الجسدي الإنساني في حميمية ورحمة يؤكدها ما بعدها وهو هذا الوجود للكائن الإنساني وكلمة انسكبا كانت تتسم بعمق شديد يعبر عن معانٍ متعددة منها التمازج الجسدي. منها التمازج الإنساني والوجداني ومنها رقة الانسياب مما يدل على شاعرية الحالة التي تحلق بالمتلقي في آفاق أكثر رحابة من الدلالة التقليدية والنجمان هما -كما نعرف-اثنان ذكر وأنثى
وفي هذه الحالة الإنسانية المتقدة تكون النجمتان -والأصح لغويًا نجمان- في حالة تمايد واستمتاع بهذا الأفق الذي يعيشان فيه والكواكب المحيطة بهما ولتكون أهازيج الضوء وشاحًا على صدورهما ،لكن تأتي الصدمة من هذه النجوم التي تعبر عن إنكار وكانت كلمة إنكار قوية في مكانها الذي يعبر عن اضطرار الشاعر تحت تأثير دراماتيكية الحالة إلى استخدام هذه الكلمة التقريرية الصادمة لتعبر عن الإنكار وما يليه من أثر سيء على هذه الحالة .
إن الإنكار حينما يأتي من نفس المجتمع الذي خرج منه الإنسان يكون صادمًا مما يجعل الشاعر محوّلا منحى القصيدة لتتخذ هذا المنحى التراجيدي .
تلك النجوم هي القبيلة الأهل الأصدقاء تعبير عن هذا الإنكار والذي قد نجد سببه في الارتعاد والذي يأتي تعبيرًا عن فعل محظور وبسببه يكون الخوف غير أن هذه الرعدة ليست -بالضرورة- مرتبطة بالمحظور .
لكن الصدمة الأقوى هي تلك النجوم التي سربت يومًا ما بنية وولدا ، إذ تكون هذه النجوم تعبيرًا عن الأنانية ،فبالشكل الذي أتى به الولد والبنية من بين هذه النجوم ، يتواصل النجمان لكن تظل النجوم تنكر ذلك ليكون النص موجهًا نحو أناننة اجتماعية تمارسها الجماعة باسم الأعراف وغيرها من المسميات ، وهذا ما يستدعي الفعل هل ندما ؟ ندما على الخطأ أم ندِما على مخالفة أعراف المجتمع ؟ غير أن النص يذكر أن هذا المجتمع هو الذي ربما اضطرهما بتسريبه إياهما لأن يكونا في هذه الحالة من الالتحام .
وكان التعبير عن الاستغراق في هذا الالتحام بالفناء معبرًا عن هذه اللذائذ التي تفنى ليكون الندم أو التلاشي والإهمال من الآخر هو نهاية هذين النجمين البريئين وقد أنكرهمامجتمع لا يُتصور أن يكون حاله أفضل من حالهما .وإلا لما سرّبهما
النص من أجمل ما قرأت وأرجو أن نقرأ لك المزيد والمزيد بإذن الله ، تقبل خالص وأصدق تحياتي ودمت مبدعًا أستاذنا الفاضل
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس