عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-12-2006, 01:14 AM   #36
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الردود: 1,967 نبذة عن حياة الامام البوصيري

--------------------------------------------------------------------------------

هو : ( محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري ) شرف الدين

أبو عبد الله .

يقول في ( الأعلام ) : شاعرٌ ، حسن الديباجة ، مليح المعاني ، نسبته

إلى ( بوصير ) بمصر ، وأصله من المغرب ، من قلعة حمّاد ، له ديوان

شعر مطبوع ، وأشهر شعره البردة . انتهى

للبوصيري قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن

أشهرها – كما ذكرنا – هي البردة ، فبالإضافة إلى جمال معانيها ،

وصدق عباراتها ، فإنها ارتبطت بقصةٍ مع ناظمها – البوصيري –

رحمه الله تعالى .

أما القصة فقد ذكرها الذين ترجموا للناظم ، كما ذكرها شُرّاح البردة

وهم كُثر ، أذكر منهم : الشيخ ( عمر بن أحمد الخريوتي ) حيث شرح

البردة في كتاب أسماه ( شرح الخريوتي على البردة ) وهو مطبوع

وقد وضع في نهايته تقريظاً لعالِمَين جليلين هما :

( الشيخ إبراهيم الباجوري – والشيخ إبراهيم السقا )

كما أن الطبعة ذاتها قد وُضع على هامشها شرح آخر للبردة ، وهو

للشيخ : ( محيي الدين محمد بن مصطفى المعروف بشيخ زادة )

وكلا الشارحين روى القصة التالية ، نرويها ببعض التصرف :

أصيب الناظم – رحمه الله – بمرض الفالج ، أو ما يُسمى الآن

بالشلل النصفي ، وأُقعد ، فنظم هذه القصيدة ناوياً بها الإستشفاء

وبعد نظمه لها ، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ

عليه قصيدته تلك ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة

على جسمه ، فقام من نومه معافىً بإذن الله تعالى .

فلاعجب إذاً أن يكون لهذه القصيدة العصماء هذا الإنتشار وهذا

القبول عند العامة والخاصة .
وله – رحمه الله – قصائد أخرى في المديح :

أولاً : المطولات :

1 – الهمزية : وهي أطول قصائده في المديح النبوي ، وعدد

أبياتها : خمسمائة وسبعة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ كيف ترقى رقيّك الأنبياء*****يا سماءً ما طاولتها سماءُ }

2 –البائية الأولى : وعدد أبياتها سبعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ أزمعوا البين وشدّوا الرّكابا***فاطلبِ الصبر وخلّ العِتابا }

3 – البائية الثانية : وعدد أبياتها : مائة وثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ بمدح المصطفى تحيا القلوب**وتُغتفر الخطايا والذنوبُ }

4 – البائية الثالثة : وعدد أبياتها : مائة وستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ وافاك بالذنب العظيم المذنبُ**خجلاً يُعنّفُ نفسهُ ويؤنبُ }

5 – الحائية : وعدد أبياتها : تسعة وخمسون بيتاً ، ومطلعها :

{ أمدائحُ لي فيكَ أم تسبيحُ***لولاك ما غفر الذنوب مديحُ }

6 – الدالية : وعدد أبياتها : تسعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها :

{ إلهي على كل الأمور لك الحمد**فليس لِما أوليت من نعمةٍ حدّ }

7 –الرائية : وعدد أبياتها : أربعون بيتاً ، ومطلعها :

{ يا ربّ صل على المختار من مضر*والأنبيا وجميع الرسل ما ذُكروا}

8 – اللامية الأولى : وعدد أبياتها : مائتان وسبعة وثمانون بيتاً

ومطلعها :

{ جاء المسيح من الإله رسولا**فأبى أقلّ العالمين عقولا }

9 – اللامية الثانية : وعدد أبياتها : مائتان وأربعة أبيات ، ومطلعها :

{ إلى متى أنت باللذات مشغولُ**وأنت عن كل ما قدّمت مسؤولُ }

10 – الميمية المشهورة : وعدد أبياتها : مائة وأربعة وسبعون

بيتاً ، ومطلعها :

{ أمن تذكّرِ جيرانٍ بذي سلمِ**مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم }

11 – النونية : وعدد أبياتها : واحد وستون بيتاً ، ومطلعها :

{ سارت العيس يردّدْن الحنينا*ويُجاذِبْن من الشوق البُرينا }

ثانياً : المقطوعات :

1 – اللامية : وعدد أبياتها : عشرة أبيات ، ومطلعها :

{ مدح النبي أمان الخائف الوجل*فامدحه مرتجلاً أوغيرَ مرتجل }

2 – الميمية : وعدد أبياتها : ستة عشر بيتاً ، ومطلعها :

{ محمد أشرف الأعراب والعجم*محمدٌ خيرُ من يمشي على قدم }

3 – التائية : وعدد أبياتها : ثمانية أبيات ، ومطلعها :

{ الصبح بدا من طلعته ***** والليل دجا من وفرته }

وسنقتطف من بستان البوصيري بعض الزهور الفوّاحة ، والتي

زرعها في بردته ، وسقاها من معين حبه للمصطفى عليه الصلاة

والسلام :

يقول عندما يشكو الغرام :

أيحسب الصبّ أنّ الحبّ منكتم** ما بين منسجمٍ منه ومضطرم

لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طللٍ*ولا أرِقتَ لذكر البان والعلم

فكيف تنكر حباً بعدما شهدت***به عليك عدول الدمع والسقم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقني*والحب يعترض اللذات بالألم

يا لائمي في الهوى العذري معذرةً*مني إليك ولو أنصفت لم تلُم

محّضتني النصحِ لكن لست أسمعه*إن المحب عن العذال في صمم

ويقول عند مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم :

محمدٌ سيد الكونين والثقليـــــن والفريقين من عُربٍ ومن عجم

نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ***أبرّ في قول لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته*لكل هول من الأهوال مقتحَم

فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ**ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس**غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

فهو الذي تمّ معناهُ وصورتُه**ثم اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النسم

منزّهٌ عن شريك في محاسنه**فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسم

وانسُبْ إلى ذاته ما شئت مِنْ شرف*وانسُبْ إلى قدره ما شئت من عِظَم

فإنّ فضل رسولِ الله ليس له**حدّ فيُعرِبَ عنه ناطق بفم

فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ*****وأنه خير خلق الله كلهم

لاطيبَ يَعْدِلُ ترباً ضمّ أعظمَه*طوبى لمنتشقٍ منه وملتثم
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس