عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2021, 08:40 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,960
إفتراضي نقد كتاب الإصابة بالعين

نقد كتاب الإصابة بالعين (أسبابها - مظاهرها - الوقاية - العلاج)
المؤلف خالد بن عبد الرحمن الشايع وهو يدور حول خرافة العين التى تضر من تنظر له والمؤلف مؤمن بهذه الخرافة وهو يثبتها ويحاول علاجها كأنها شىء موجود بالفعل وفى هذا قال فى مقدمته :
"أما بعد:
فإن النفوس إذا عظم شحها وقلت قناعتها وضعف إيمانها واستولى عليها الحسد تطلعت إلى ما في أيدي الناس، واستكثرت خير الله ونعمه على غيرها، وهذا قد تظهر بعض آثاره بما يصيب به الناس بعضهم بعضا بالعين وفي ضوء ذلك كان من المناسب أن نلقي الضوء على هذه القضية (الإصابة بالعين) خاصة أن عددا من الناس فيها على طرفي نقيض، فمنهم من ينكرها بالمرة، ومنهم من يبالغ فيها حتى يظن أن عطاسه بسبب العين! فدونك هذه الرسالة المختصرة التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع."
وقد استهل الشايع كتابه بما ظن أنه أدلة لإثبات الخرافة فقال:
"الإصابة بالعين في ضوء نصوص الوحيين:
لقد جاء في سياق قصة يوسف - عليه السلام - أن يعقوب - عليه السلام - قال لبنيه لما أرادوا دخول مصر في عودتهم إليها: {يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون}
نقل الحافظ ابن كثير عند تفسير هذه الآية عن غير واحد من أئمة السلف، أن يعقوب - عليه السلام - لما جهز بنيه مع أخيهم بنيامين، أوصاهم ألا يدخلوا كلهم من باب واحد، وأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة، وإنما أراد يعقوب - عليه السلام - من بنيه ذلك؛ لأنه خشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء.
وقال الله جل شأنه في سورة القلم مخاطبا عبده ورسوله محمدا (ص){وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين}
ومعنى هذه الآية - كما ذكر بعض المفسرين - أن المشركين لشدة بغضهم وحسدهم لنبينا محمد (ص) كادوا أن ينفذوه بأبصارهم، أي: يحسدونه ويصيبونه بالعين لما عزموا على ذلك، لولا أن الله حماه ووقاه منهم.
ويقول الله سبحانه: {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد} فالآية الأخيرة فيها الأمر بالاستعاذة من الحاسد، وهو الذي يبغض نعمة الله على المحسود، ويتمنى زوالها، وهذا عام يشمل إصابة المحسود بالعين، أو بأي بلية أخرى.
فدلت هذه الآيات على أن العين حق، وهكذا دلت السنة على ذلك أيضا.
وقد شاهد الناس - ولا زالوا يشاهدون - كثيرا من آثار الإصابة بالعين، وقد يعرفون ذلك وقد لا يعرفونه، والتجارب عند الخاصة والعامة أكثر من أن تذكر، فلله كم من قتيل بسببها، وكم من معافي عاد مريضا على فراشه لا يعلم لمرضه سبب، وكم من نعمة تحولت وتبدلت بسبب العين"
والآية التى استدل بها ليس فيها أى شىء عن العين فالرجل خاف على أولاده سواء كان من الحسد أو خاف عليهم من أذى العدو فلا يوجد ذكر للعين أو حتى للحسد الذى العين تقوم بعمله
ثم ذكر الشايع الروايات التى تثبت وجود العين فقال :
ومما ورد عن النبي (ص) في هذا الباب ما رواه البخاري ومسلم، عن أبي هريرة قال: «العين حق».
قال الحافظ ابن حجر: "أي الإصابة بها شيء ثابت موجود".
وقال الحافظ القرطبي عن ثبوت أثر العين: "هذا قول علماء الأمة، وقد أنكرته طوائف من المبتدعة، وهم محجوجون بالأحاديث النصوص الصريحة، الكثيرة الصحيحة، وبما يشاهد من ذلك في الوجود، فكم من رجل أدخلته العين القبر، وكم من جمل ظهير أحلته القدر، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى، كما قال: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} ولا يلتفت إلى معرض عن الشرع والعقل، يتمسك في إنكار ذلك باستبعاد ليس له أصل". اهـ.
وقال الإمام العلامة ابن القيم : "إن طائفة ممن قل نصيبهم من السمع - أي الوحي - والعقل، أبطلت أمر العين - يريد بذلك بعض المتطببين والطبائعيين - حيث قالوا: إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها، وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل، ومن أغلظهم حجابا، وأكثفهم طباعا، وأبعدهم معرفة عن الأرواح والنفوس وصفاتها وأفعالها وتأثيراتها، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا تنكره، وإن اختلفوا في سببه وجهة تأثير العين». اهـ.
وقال الحافز الخطابي موجها حقيقة الإصابة بالعين: "إنها تضر عندما ينظر العائن لدى مقابلته شخصا آخر، ويكون ذلك بعادة أجراها الله تعالى". وعقب الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله: "إنه كلام سديد""
والخطأ فى الأحاديث أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله "حسدا من عند أنفسهم ".
ثم حدثنا عن أسباب الإصابة بالعين فقال:
"أسباب الإصابة بالعين:
اعلم - وقاك الله - أن الإصابة بالعين تنشأ عن أحد سببين:
* الأول: شدة العداوة.
* الثاني: الإعجاب بالشيء واستحسانه.
ومن أدلة صحة أمر العين وشدة ضررها:
ما رواه مسلم في «صحيحه» عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)«العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» وفي هذا تنبيه وتأكيد على سرعة نفوذ العين، وتأثيرها في إصابة الذوات.
وروى البزار وغيره عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص)«أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين» [حسنه الحافظ ابن حجر وصححه الألباني]."
والأحاديث لا تصح فكل شىء بقدر فكيف لا تكون العين من قضاء الله هذا من ضمن الخبل الذى يناقض قوله تعالى :
"وكل شىء عنده بقدر"؟
ثم حدثنا عن خبل أن الواقع يصدق الروايات وهو كلام لا يمت لكلام الله بصلة وللواقع بصلة فقال :
"وقد يستغرب أو يندهش بعض الناس من ذلك، مع أن الواقع يصدقه، فكم من إنسان بسط الله عليه نعمة المال، فتعلقت نفس أحد من الناس به، فأصابت ماله آفة أو خسارة، أذهبت جميعه، ومن الناس - وخاصة النساء - من كانت على جانب من الحسن والجمال، فتعلقت بها نفس أصابتها بعاهة أو مرض أو نحو ذلك، ولذا كثيرا ما يسمع أن هؤلاء المرضى طرحوا، ولا يعرف الأطباء لهم داء ولا دواء، وتحاليلهم الطبية تفيد سلامتهم، وقل مثل ذلك عن المراكب من سيارات وغيرها."
ثم حكى لنا حكاية من كتب التراث فقال :
* لطيفة: قصة شريح مع رجل عيون:
قال الحافظ ابن حجر : أخرج الطبري من طريق محمد بن سيرين قال: "كان رجل من باهلة عيونا - أي كثير الإصابة بالعين - فرأي بغلة لشريح فأعجب بها، فخشي شريح عليها فقال: إنها إذا ربضت لا تقوم حتى تقام، فقال الرجل: أف ... أف! فسلمت منه! .. وإنما أراد شريح بقوله: «حتى تقام» أي حتى يقيمها الله تعالى"
ثم حدثنا عن علاج العين المزعومة فقال :
"هدي النبي (ص) في اتقاء العين وعلاجها:
* من ذلك: ردها قبل وقوعها:
ويكون ذلك بأمور منها:
* المحافظة على الأدعية، والأوراد والأذكار الموظفة في الصباح والمساء، فقد جاء النص فيها على أن من قالها يحفظه الله ويقيه، وهي كثيرة، ومن أمثلتها: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والمعوذتان، ومثل قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ونحو ذلك.
والناظر في أحوال الناس يجد الإخلال الكبير بذلك، وعدم الالتفات إليه، حتى مع الصبيان والأطفال الصغار يشرع أن يعوذوا ويحرزوا بالأحراز والأدعية الشرعية، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أن النبي (ص) كان يعوذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة»، ويقول: «إن أباكما - إبراهيم - كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق».
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس