عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-08-2022, 08:06 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

"ردود فعل الوالدين على الإعاقة العقلية:
إن كثيرا من الآباء يتوقعون طفلا سليما معافى ويخططون على هذا الأساس، وقبل الولادة لا يفكر الأهل عادة تفكيرا جديا في خطر ألا يكون مولودهم طبيعيا. .. حيث يشعر بعض الأهل عند إبلاغهم بأن طفلهم معاق عقليا بأنهم لن يستطيعوا أن يحبوه ويرعوه، ولكن هذا الشعور الذي هو رد فعل طبيعي للصدمة، يزول عادة بعد بضعة أيام أو أسابيع، وقد تقرر الأسرة ألا تصدق الإنسان الذي شخص الإعاقة العقلية. وتنتقل الأسرة من طبيب إلى آخر على أمل العثور على واحد يمكنه أن ((يعالج)) الطفل وكثيرا ما يفشل الأطباء والأخصائيون الآخرون في أن يفسروا بوضوح، وبطريقة يتقبلها الأهل ما هي الإعاقة العقلية، وكيفية مساعدة الطفل ... ؟ وعندما يتأكد الأهل أن طفلهم متخلف حقا فإنهم قد يشعرون بالأسى والضياع كما لو أن الطفل قد مات، فالطفل الذي خططوا له وحلموا بمستقبله لم يولد، بل إنهم حصلوا على طفل معلق عقليا لم يكونوا يتوقعونه ولا هم يفهمونه ...
ولكن بعض الأهل يستمرون في رفض تصديق أن الطفل معوق عقليا بالفعل، وقد يرجعون هذه الإعاقة إلى أن طفلهم يواجه مشكلات وصعوبات ولكنه سيشفى منها. وكثيرا ما يرفض أمثال هؤلاء الأهل إرسال ابنهم إلى مدرسة للمعاقين عقليا."
وكما سبق القول فإن المجتمع المسلم يعلم من فيه احتمال كل المصائب أيا كان نوعها ومن ثم فالمجتمع المسلم يسلم بما كتبه الله ويتعامل معه على أساس ما قرره الله فى أحكامه
وحدثنا عن عقدة الذنب التى يشعر بها الأبوين أحدهما أو كلاهما بأنه السبب فى وجود الجنون فى طفله أو طفلته فقال :
"الشعور بالذنب:
يشعر كثير من الأهل أحيانا بالذنب اتجاه ابنهم وقد يخالجهم الشك بأن الطفل معوق لأنهم ارتكبوا خطيئة ما وأن ما حصل إنما كان نتيجة مباشرة لما فعلوا أو عقاب سماوي لارتكابهم الخطيئة، ويزيد هذا الموقف من صعوبة تقبلهم الطفل ومساعدته على تحقيق التقدم، وقد تعتقد الأم أن عجز ابنها عن المشي أو استعمال المرحاض أو الأكل بمفرده ليس إلا عقابا لها على خطيئتها. ولكي لا ترفض العقاب فإن الأم تقرر عدم تعليم ابنها المهارات، أما الأب الذي يظن أن خطاياه قد فعلت ما فعلت من أذى فقد لا يسمح لابنه بالخروج من البيت تجنبا لأي أذى آخر أ, حادث يحصل للطفل.
وقد يلوم الوالدان أحدهما الآخر أحيانا، وقد يلوم الأجداد الصهر أو الكنة على ما حدث وتكون نتيجة ذلك شجارات عائلية لا فائدة منها وإذا لم يكن بين الوالدين قرابة دم فقد يلومهما الأجداد على أن في عروق أحدهما دم فاسد ويحاول بعض الأهل إبقاء الطفل بعيدا عن اللقاءات عائلية وعند زيارة الأقارب لكي لا يكتشف الأقارب إعاقة الطفل.
وقد يشعر الأهل بفقدان كبير في الثقة بأنفسهم نتيجة إنجاب طفل معاق وبالتالي فإنهم يشكون بقدرتهم على فعل أشياء أخرى بشكل جيد، وقد يصاب الأهل وخصوصا الأمهات بالاكتئاب نتيجة لهذه المواقف والمشاكل (د. كرستين مايلز 1994م)"
وكل هذا ناتج من التعليم الخاطىء فالمسلم يعرف أن الحسن والسوء أى الشر والخير كلاهما ابتلاء من الله كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
فالعملية لا تزيد عن كونها ابتلاء من الله
وحدثنا عن الرعاية الزائدة من قبل البعض للطفل المؤلف قلبه فقال :
"الحماية الزائدة:
يتجه بعض الآباء إلى الزيادة في حماية ابنهم المعاق عقليا حيث إنهم يعتقدون أنه من القسوة أن تدفع الطفل المعاق إلى أن يحقق إنجازات يتصورون أنها أكبر من قدراته وإمكانياته، ولذا فقد يستقر في أذهان الآباء حدودا غير واقعية عن إمكانيات الطفل وقدراته على أداء الوظائف والتي قد تكون أقل من قدراته الفعلية ويعمل الآباء على أن يحتفظوا بالطفل في مدى هذه الحدود.
ويعتقد بعض الآباء أن طفلهم قد يكون موضع سخرية أو استغلال من المجتمع إذا لم يكونوا هناك لحمايته، وإذا ما خاف الوالد على ابنه من المجتمع وعمد إلى حمايته حماية زائدة فإن الطفل لن يكون عاجزا من الناحية الذهنية فقط بل ومن الناحية الاجتماعية أيضا (د. روز ماري لامبي، د. ديفي دانيلز- مورنج 2001م)
ويتبين لنا أن الأسرة يمرون منذ معرفتهم بأن طفلهم يختلف عن بقية الأطفال ببعض المشاعر التالية أو بها مجتمعة كالشعور بالصدمة، الحزن، الغضب، الإحباط، الخوف، العزلة، القلق، فقدان الثقة بالنفس، مشاعر رفض الطفل، الخوف الشديد من المستقبل، التعب والتوتر."
وهذا الكلام لا يوجد فى المجتمع المسلم الذى يعاقب على أى لفظ مسيىء كألفاظ الاستهزاء والسب كما يعاقب الضاحكين على المبتلين عقابا جسديا بالجلد وأنا هنا أتكلم عن المجتمع المسلم الحقيقى وليس عن مجتمعاتنا الحالية
وتحدث الباحث عما سماه الإرشاد الوراثى فقال :
"الإرشاد الوراثي:
الإرشاد الجيني:
هو النقاش بين المرشد الطبي للتدريب الخاص والآباء المتوقعين لاحتمالات إنجاب طفل معاق. وإن الإرشاد الجيني يمكن أن يوفر للآباء معلومات قيمة وصحيحة وبإمكانه تقرير ما إذا كان الطفل سيخلق بشذوذ صبغي من عدمه كما هو الحال في مرض داون سندروم والهدف من الإرشاد الجيني هو توفير معلومات دقيقة للمسترشدين حتى يتسنى لهم اتخاذ قرار مفيد فيما يتعلق بإنجاب أطفال. فالإجراءات طبية تسمى أمينوسنتيسس وهي تستخدم لتشخيصات ما قبل الولادة بصورة متكررة. وتعتبر مفيدة للآباء الذين سبق لهم إنجاب طفل ذي شذوذ صبغي أو عندما تقع الأم ضمن جماعة معرضة للخطر الكبير.
وقد أشار كل من بيسون ودوجلاس إلى أن الإجراء الطبي يعتبر ملائما للحمل في الأسر ذات الماضي الطبي بتشخيص المرض الوراثي، مثل مرض تايساتش وهي مادة دهنية في المخ تؤدي زيادة المخزون منها إلى تدهور في الأداء الوظيفي للمخ ووفاة الطفل في العام الأول أو الثاني. وفقر الدم البحري وأنيميا الخلية المجلية وكثير من الأخطاء الوراثية الخاصة بالأيض. يتم إجراء أمينو سنتيسس، أي الاختبار الطبي خلال الثلاثة أشهر الثانية من الحمل (16 إلى 18 أسبوعا من اليوم الأول لآخر دورة شهرية).
ويستغرق إجراء هذا الاختبار حوالي 10 إلى 15 دقيقة بالنسبة لمريض العيادة الخارجية، وهذا الإجراء يتضمن استخراج عينة من سائل كيس النخط المحيط بالجنين.
فالسائل الذي يحتوي على خلايا جينية يتم تحليله لغرض الشذوذ الصبغي ويحتاج إجراء لاختبارات أيضا أسبوعين أو 3 أسابيع، وهذا يعطي الأم وقتا قليلا للتفكير في الإجهاض في الثلاثة أشهر الثانية إذا كان الجنين غير طبيعي. وهذا الإجراء الذي يطبق في الأسبوع العاشر من الحمل يستخدم نسيجا إضافيا مطابقا تماما لخلايا الجنين الجينية، فالنسيج فيما بعد يحلل للكشف عن الكروموسوم الصبغي الإضافي كالموجود في زملة داونسندروم ويختبر مع العنصر الأساسي في الجينة الموروثة لتحديد أنيميا لخلية المنجلية، أو لإجراء فحص لمرض تايساتش (أستيورت، 1993)
ويتضح لنا أن الإرشاد الوراثي يقوم بمرشد متخصص في الجوانب الوراثية مناقشة زوجين أو شخصين ينويان الزواج حول احتمال أن يكون لديهما نسل يعاني من عيوب ترجع لعوامل وراثية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب حول إنجاب أطفال من زواجهما"
كل هذا الكلام عن الأثر الوراثى ليس علميا ولا قيمة له فلكى يكون الكلام صحيحا يجب إجراء الاختبارات على كل البشرية وليس على مجموعات نادرة منها لأن الكلام عن ذلك الأثر يحرم ما أحل الله من زواج مثلا أولاد العمومة أو الخئولة أو غيرهم من الأقارب
الجنون أى تأليف القلب لا علاقة له بخلايا الجسد بدليل مسماه الاعاقة العقلية فالعقل هو المنوط به الجنون عند القوم ومن ثم فالقوم عندهم خبل فكيف يكون للجسد علاقة إذا المرض مرضا عقليا والعقل هو شىء نفسى وليس جسدى إلا عند من يعتقدون أن المخ هو العقل وهو كلام لا أساس له من الصحة
إن عملية توقع مرض عقلى إذا تزوج فلان أو فلانة هو ضرب من علم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله
وكل ما دار ويدور فى كواليس الغرب هو عمليات نصب وتجارة وبيع للوهم وهو لا يعتمد العلم كمقياس فحتى لو اتخذنا المقياس الاخصائى عن المجانين فى عالمنا فسنجد النسبة الكبرى هى لغير الأقارب وحوالى خمسة فى المئة أو أقل للأقارب والمفترض طبقا للأثر الوراثى أن تكون النسبة الكبرى من المجانين نتيجة زواج الأقارب
وتحدث عن المصيبة الكبرى فى التعامل مع المؤلفة قلوبهم وهو عزلهم فى معاهد أو مشافى خاصة فقال :
"الإرشاد حول الإلحاق بالمعاهد الداخلية:
يجب على المرشد أن يهيئ نفسه لمناقشة مسألة إيداع الطفل في معهد مع الوالدين وهذا الإيداع يترتب عليه فصل الطفل عن أسرته وهناك أربعة جوانب تؤثر على التوجه نحو إيداع الطفل أحد المعاهد وهذه العوامل هي:
1 - مستوى الإعاقة العقلية لدى الطفل:
إنه لمن المعتاد أن يبدأ التفكير في إيداع الطفل إذا كانت أعاقته من النوع الشديد أو العميق حيث تكون حاجات الطفل بعيدة عن أن يمكن تدريبه على الوفاء بها.
2 - الحالة الاقتصادية:
و لأن الطفل الذي لديه إعاقة عقلية شديدة أو عميقة يحتاج إلى رعاية خاصة ومراقبة فإن الأسرة قد تحتاج إلى إنفاق أكبر لمواجهة هذه الحاجات وحين تعجز مورد الأسرة عن ذلك فإن التفكير يتجه إلى الإيداع في معهد للإقامة والرعاية.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس