عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 31-03-2008, 05:14 PM   #2
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

العرب أمّة تقرأ بالأذنين
ا. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي


لفت انتباهي ما قرأته مؤخرا في صحيفة عربية تصدر في بلاد الاغتراب، بيروت تايمز في أمريكا، ع. 971, 7-14 أبريل 2005 ص. 20، حول نصيب القراءة لدى الإنسان العربي. الحق يُقال إنني أُصبت بصدمة شديدة رغم علمي المسبق بالصلة غير الحميمة القائمة ما بين الطرفين المذكورين. يقول الخبر ”إن معدل ما يخصّصه المواطن العربي للقراءة سنويا هو عشر دقائق وأن مجمل الكتب التي تصدر في مختلف أرجاء الوطن العربي لا تبلغ الخمسة آلاف كتاب في السنة الواحدة”. ويضيف الخبر ذاته أن عدد الكتب الصادرة في أورويا يصل إلى خمسين ألفا وفي أمريكا وكندا العدد هو مائة وخمسون ألفا. وتهبط مدّة القراءة السنوية إلى سبع دقائق وفق ما ورد في جريدة لبنانية وأن 14% من اللبنانيين يطالعون الكتب وكل 300 ألف عربي يقرأون كتابا واحدا. كما وتثير التقارير السنوية عن التنمية البشرية الصادرة عن الأمم المتحدة الرعب والهمّ والإحباط في مجال القراءة وحركة النشر في العالم العربي. يوازي عدد الكتب المطبوعة في إسبانيا سنويا ما طبعه العربُ منذ عهد الخليفة المأمون الذي قتل عام 813م وحتى يوم الناس هذا، قرابة مائة ألف كتاب. أضف إلى ذلك أن ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة من الورق هي باليمار يفوق ما تستهلكه مطابع العرب مجتمعة. كما أن مجمل الدخل القومي للعالم العربي برمته لا يزيد عن دخل إسبانيا وحدها وهي من أفقر دول أوروبا. وثمة مقارنة أخرى محبطة تبيّن أن عدد الاختراعات الإسرائيلية سنويا يصل إلى حوالي 500 في حين أن عدد الاختراعات في كافة الدول العربية الاثنتين والعشرين لا يتعدّى الخمسة وعشرين اختراعا! وهناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمي السنوي للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفي أمريكا إلى أحد عشر كتابا وفي انجلترا سبعة كتب أما في العالم العربي فربع صفحة للفرد. وهناك أربعون بالمائة من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة غير منخرطين في سلك التعليم. وهناك كتاب واحد لكل ثلاثمائة وخمسين ألف عربي في حين أن النسبة في أوروبا هي كتاب واحد لكل خمسة عشر ألفا. أضف إلى ذلك أن الثقافة المعلوماتية لدى الأغلبية الساحقة لدى الطلبة العرب غيزر بعيدة عن الصفر!
ويشار إلى أن اللغة العربية تأتي في المرتبة السادسة من حيث عددُ الناطقين بها وذلك بعد الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية. ومن اللافت للانتباه أن عدد الكتب التي تُرجمت إلى العربية خلال ثلاثة عقود، 1970-2000، وصل إلى 6881 كتابا وهذا ما يعادل ما نُقل إلى اللغة الليتوانية التي يبلغ عدد الناطقين بها قرابة أربعة ملايين فقط! وكان تقرير الأمم المتحدة قد كشف عن وضع مزر للترجمة إلى العربية، إذ لوحظ أن العرب لا يترجمون خُمس ما يترجمه اليونانيون. زد إلى ذلك أن الترجمة في كثير من الأحيان سيئة مبنى ومعنى لتجاريتها، ولا وجود مثلا لترجمات علمية وفلسفية لجاليلو وديكارت.
هناك قرار حكومي أمريكي يقضي بتدريس العربية منذ المرحلة الابتدائية وكل ذلك على نفقة الحكومة لاعتبار هذه اللغة استراتيجية، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول العام 2001
والديدن في هذا القرار الجديد هو معرفة لغة العدو وثقافته ودينه. ونفس الموقف ينسحب بالنسبة لتدريس العربية في إسرائيل منذ قيامها وحتى الآن، قلة من النخبة تدرسها وتتقنها لأهداف أمنية وسياسية في حين أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين لا يتعلمون العربية بل ولا يكنّون لها أي احترام. وفي المقابل نرى أن عرب البلاد قد غالوا في تعلم العبرية والسيطرة عليها وفي حالات كثيرة على حساب لغتهم ومع هذا فهم ما زالوا مهمّشين.
يصل معدل ما يقرأه اليهودي الإسرائيلي سنويا مثلا إلى سبعة كتب في حين أن العربي غالبا لا يعرف الكتاب إلا عند ”كتب الكتاب” كما أن جلّ المتعلمين العرب خريجي الجامعات والمعاهد العليا يُطلّقون الكتب إثر تخرجهم وولوجهم الحياة الزوجية. في أواخر الستينيات من القرن العشرين، قال زعيم إسرائيلي عند اجتماعه مع أعوانه: ما دام العرب لا يقرأون فما من خطر حقيقي يهدد دولة إسرائيل. أضاف آخر وإذا قرأ العرب لا يفهمون وإذا فهموا فلا يفعلون وعليه فسنبقى نحن المسيطرين
في أكتوبر 2004 عُقد معرض فرانكفورت وهو أكبر سوق للنشر ويضم 6638 من الناشرين، 180 ألف زائرمن مائة دولة، 12 ألف صحفي من ثمانين دولة، ثلاثمائة فعالية ثقافية، عُرض ثمانون ألف عنوان جديد. كل هذا في خمسة أيام. في الماضي كان الحضور العربي رمزيا، أما الآن فعرضوا اثني عشر ألف عنوان وكانوا ضيوف الشرف. طباعة رديئة، نسبة قليلة بالإنجليزية، الكتاب الوحيد باللغة الإنجليزية كان في بعض الحالات عن رئيس تلك الدولة العربية. ينفق الألمان قرابة 16 مليار يورو على شراء الكتب سنويا إلا أن الأمة الجائعة لا يُطربها صوت العنادل. لا بد من علم وحرية يتمتع بهما أغلبية المواطنين الساحقة للوصول إلى الديمقراطية.
هناك شريحة إنسانية عالمية تقدر بما يتراوح بين 4-10% تعاني من عجز في القراءة dyslexia
أي قراءة سيئة حرفيا، والقراءة عملية بصرية يجب أن يصحبها تأمل وخيال. ويشبّه هذا العجز بانتعال حذاء ضيق جدا والسير به دون انقطاع لساعات والألم شديد جدا. هناك عوامل وظروف عديدة جعلت من عرب اليوم أمة لا تقرأ، منها على سبيل المثال لا الحصر: الأمية متفشية في أكثرَ من نصف العرب؛ الأوضاع الاقتصادية لا تشجع بل وفي الغالب الأعمّ لا تسمح باقتناء الكتب؛ قلة المكتبات العامة لا سيما في القرى؛ الثقافة العربية في معظمها صوتية سماعية أكثر منها بصرية؛ المستوى الثقافي العامّ لا سيما لدى الأمهات لا يشجع القراءة والمطالعة، منذ الصغريتحول الكتاب إلى نوع من العقاب، ضعف الطلاب في العربية؛ وجود الراديو والتلفزيون والفيديو والإنترنت والهواتف الخليوية حلّت محل ”خير جليس في الزمان”. زد إلى ذلك أن العربي عادة إذا قرأ فإنه يقرأ الكتب الدينية فكتب الجنس مثل ”رجوع الشيخ إلى صباه، ثلاث خطوات وتفوزين بقلبه، فكتب الطبيخ. لا بدّ من التنويه بأن الدخل السنوي الفردي عام 2003 كان في اليمن حوالي 490 دولارا وفي الجزائر1720 وفي سوريا 1330 وفي لبنان 3990 وفي الأردن 7720 وفي الإمارات 20217
أما في اليابان فكان 33550 وفي أمريكا 35060
maher غير متصل   الرد مع إقتباس