عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-05-2021, 08:08 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,000
إفتراضي

والجعد بن درهم قال أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا وهذا مضاد لما جاء بالقرآن (وكلم الله موسى تكليما) (وأتخذ الله إبراهيم خليلا) فلماذا أنكر هذا الرجل ؟ قال لأن الكلام يحتاج للسان وشفتين وسقف حنك وحنجرة وهواء والله منزه عن ذلك إذن الله لم يتكلم لأن أثبات الكلام يعنى أثبات الجارحة والله ليس كمثله شىء إذن الله غير متكلم وهكذا . . . حتى نفى كل صفات الله ، فصار يعبد عدما لأنه إله لا سميع ولا بصير ولا عليم ولا متكلم ما هذا أخلقه أحسن منه ؟! فالإنسان بصير سميع متكلم إذن هذا المعطل لصفات الله يعبد عدما ، فلما أظهر هذه المقالة الشنيعة طالبه الحاكم آن ذاك وكان خالد بن عبد الله القسرى وأرسل الشرطة فقبضوا عليه ، فتم تقييده وحبسه وكان من الممكن أن يتوب ولكن أبدا لم يتب ولم ينزع وظل محبوس لعيد الأضحى وجاءوا به مقيد ووضع تحت المنبر وخطب خالد بن محمد القسرى خطبة العيد فختم خطبته بقوله : " يأيها الناس ضحوا فأنى مضحى بالجعد بن درهم " فأنه يزعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا فنزل فذبحه فى أصل المنبر فشكر له علماء المسلمين ذلك "
لا يوجد ذنب لا يتاب منه كما قال تعالى :
"قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
وكلام الحوينى عن التسبيح لو اعتبرناه صحيح فابن شيخ الطريقة تاب وسمع كلام الحوينى وأنكر على والده ومن ثم يكون كلامه عن تلك التوبة مناقض لما يقوله من عدم التوبة من البدع

فأنظر لخطورة البدعة فالله رخص للمسلم أن يتكلم بكلمة الكفر لينجو قال سبحانه وتعالى (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالأيمان) ونزلت هذه الآيات فى عمار بن ياسر وكان ضعيفا نحيلا أمسك به الكفار وعذبوه العذاب الأليم واشترطوا عليه أن يسب الرسول (ص) حتى يتركوه فلم يتحمل العذاب فقال لهم ماذا أقول قالوا قل هو ساحر هو كاهن هو مجنون فقال ساحر كاهن مجنون فلما تركوه وبرد جلده لام نفسه وقال أقول هذا على من أخرجنى من الظلمات إلى النور كاهن ساحر كاذب ، فذهب للنبى (ص) وقال له : ما تحملت قالوا لى قل كذا وكذا ، فقلت فقال له النبى (ص) : يا عمار ماذا تجد قلبك قال أجده مطمئن بالأيمان ، قال يا عمار أن عادوا فعد ، مع أن سب الرسول (ص) كفر وأتفق العلماء على أن من يسب الرسول يقتل وأن تاب لجناب الرسول (ص)وهذا حقه ، حتى يكون معظما بين الناس لأن من الممكن أن يكون هذا الراجع كاذب فى رجوعه فلا ينبغى أن نترك العنان إلى كل من يسب الرسول ويقول بعدها أنا تبت فيسبه آخر ويقول تبت ، لا - حرمة الرسول (ص) ليست كذلك ، أن الذى يسب الرسول يقتل فإن كان تاب حقا فحسابه بينه وبين الله وأن لم يكن فمات وهذا باتفاق العلماء ، فسب الرسول من أكبر الأشياء وبالرغم من هذا يقول له النبى إن عادوا فعد إذن يرخص للمسلم إذا وقع بمثل هذه المواقف أن يصرح بكلمة الكفر ، فكان من الممكن أن يقول الجعد بن درهم : كنت مخطىء كان فهمى خاطىء ويقول بعدما أفهمتونى وعرفتمونى الحق وينقذ نفسه ولو كان كاذبا ، إلا أنه فضل أن يقتل ولا يرجع عن هذه البدعة ، لما ؟ لأنه يعتقدها دينا لو أنك ذهبت لعالم من علماء المسلمين الأفذاذ وقلت له أرجع عن دينك يرجع ؟ لا يرجع أبدا كذلك المبتدع لا يرجع أبدا ، لذلك البدع خطيرة جدا جدا .

كل الذى بيناه الآن من الخبث أصله البدع ، لو أننا هجرنا المبتدعة فى الله مع مراعاة الأحكام الشرعية الخمسة و مع مراعاة ضبط المصالح والمفاسد ، لو هجرنا المبتدعة فى الله لزلوا .
هم الآن أطول الناس أعناقا ، الذين يدعون الآن لاجتماع شمل المسلمين واهمون كيف تجمع ما بين رجل يقول: الله موجود فى كل مكان وما بين رجل يقول الله فى السماء وهو القول الحق .
الذى يقول أن الله موجود فى كل مكان يتهم الذى يقول أن الله فى السماء أنه مجسم فهناك اتهامات متبادلة تجمع بينهم كيف يا رجل ؟ كيف تجمع فى رجال اختلفوا فى ربهم ؟ وهناك من يقول الله لا فوق ولا تحت ولا وراء ولا أمام ولا خارج العالم ولا داخله . لما سمع العلماء هذا القول فاجتمعوا فقال قائل منهم هذا القول فقال العلماء هؤلاء قوم ضيعوا ربهم ، إذن أين هو لا تحت ولا وراء ولا خارج العالم ولا داخله إذن ذهب إلى أين ضيعوا ربهم "

أضحكنى الحوينى هنا ما بين عقيدتين الله فى كل مكان والله فى السماء وكلاهما كالأخرى تناقض كتاب الله بل إن هناك روايات تناقض الاثنين وتقول أنه خارج السموات فوق العرش
الله لا يحل فى الأماكن فوق أو تحت لأنه خارج الكون وهو المكان فإذا كان الخلق فى المكان فلابد أن يكون الله خارج المكان كما قال تعالى " ليس كمثله شىء"فالخالق لا يشبه المخلوقات
إن أى قول يقول الله فى مكان محدود أو غير محدود لا يمكن أن يكون سوى مخالفة صريحة لدين الله
ويكمل الحوينى كلامه الناتج من اعتماد الروايات وأخذ بعض كلام القرآن على ظاهر مع وجود آية مقيدة للكل وهى " ليس كمثله شىء" فيقول:
"كذلك الصحابة كانوا يقولون كما كان يقول القرآن والسنى ولذلك نحن نقول كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة ماذا تريد أن تجمع أجساد متراصه؟ أنا أرى الى جانبى مبتدع ضال مضل وأنا أرى كذلك فما هو النفع أن تجمعنى به ؟ ياجماعة فلنكن صرحاء الذى حدث بأفغانستان واضح جدا للعيان هم عبارة عن رايات متفرقة كل شخص له عقيدة ثانية أشعرى وجهمى وقدرى وسنى وشيعى فلما جاء الروس قالوا نجتمع كلنا مع بعض ولما خرج الروس انخرطوا فى قتال بعضهم البعض ، وهذا شىء طبيعى جدا لأن كل إنسان يقول أنا أريد أن أمكن لدينى وعقيدتى بالأرض ، فيقول أنت تقول أن الله على العرش استوى بمعنى جالس على العرش يعنى جسم فأنت تجسم ربك ، فيقول لا يمكن أن أمكن لك لكى تنشر هذا المذهب الردىء ومن هنا جاء تطاحنهم مع بعضهم البعض ، لو كانوا قبل أن يجتمعوا موحدين حقا لكانوا لم يطهروا أفغانستان من الروس فحسب و لكن لكانوا التهموهم والصحابة كانوا قله ونأخذ العبرة بيوم بدر ثلاثمائة وأربعة عشر رجل لم يخرجوا لقتال لم يتأهبوا ليس معهم غير فرسين أثنين تشبه الآن الطائرات القاذفة المقاتلة اثنين فقط والرسول (ص) لم يخرج لكى يقاتل فخرج لهم ألف رجل لقتالهم فماذا فعلوا فيهم قتلوا صناديدهم ، سبعون صنديد جاسر عنيد قتلوهم ثلاثمائه وأربعة عشر وكان أبو جهل ومن معه يذبحون باليوم عشر جمال ويأكلوا والصحابة الفقراء كانوا يقتسموا التمرات ، يقسم التمرة شطرين ويعطى أخيه واحده ، فى غزوة سيف البحر جابر بن عبد الله الآن صارى كان يقول كنا نضع التمرة تحت لساننا نمصها كما يمص الصبى ونشرب عليها الماء ، سعد بن أبى وقاص كان يقول كنا نأكل ورق الشجر ، وهؤلاء من أعز الله بهم الإسلام لأنهم كانوا على قلب رجل واحد ، قصة الرجل الذى طلب الماء وهو بالرمق الأخير وعندما جاء يشرب وجد أخوانه يقولون الماء ، قال أعطى أخى وهو بالرمق الأخير يموت فسمع رجل يطلب الماء فقال أعطى يا أخى كل منهم يقول أعطى يا أخى فالأخير قال أعطى أخى فلما جاءه وجده مات فمر عليهم جميعا فوجد العشرة ماتوا ولم يشربوا الماء فقبل ان ندعو المسلمين جميعا إلى توحيد الصفوف قل وحدوا الله أولا ، كلمة التوحيد أولا إذا اجتمعنا عليها هان كل شىء أما الآن العقيدة الرسمية التى تدرس هى عقيدة الأشاعرة ، أين الله يقولون فى مكان ، ما هو الحلول إلا كذلك وأنه قول أقبح من قول النصارى لأن النصارى اقتصروا الحلول بالمسيح وأمه أما هؤلاء يجعلون الله يحل بكل مكان وهذا من قولهم وهو كما قلنا أقبح من كلام النصارى أنفسهم ."
الحوينى هنا كما يقول المثل جاء يكحلها عماها فما هو الفارق بين من يقول الله فى السموات والأرض وهو معنى وجوده تعالى عن ذلك فى كل مكان وبين من يقول بوجوده فى واحد من الاثنين وهو السماء؟
لا يوجد فارق فكلاهما يجسمانه ويحلانه فى المكان والأشعرية لهما دليل من القرآن وهو قوله " وهو فى السماء إله وفى الأرض إله "والسنية لهم دليل أيضا وهو قوله " أامنتم فى السماء"
وهذه الأدلة ناتجة من الفهم الخاطىء فمعنى قوله تعالى وهو فى السماء إله وفى الأرض إله هو وهو لإله فى السماء وإله فى الأرض ومعنى قوله أامنتم من فى السماء أمنتم إله فى السماء
فالله هو إله الجميع ومن ثم لا يمكن أن يكون لا فى السموات ولا فى الأرض لأن معناه هو أن بعض المخلوقات فى حالة السموات جزء من الله وفى القول الثانى المخلوقات ككل هى الله وهى أقوال لا يمكن أن يتصورها مسلم لأن الله كان قبل الخلق
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس