عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-05-2021, 08:08 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,001
إفتراضي

فقلت له : لو أنك عطست الآن ماذا تقول ؟ قال : أقول : الحمد لله أو الحمد لله على كل حال فقلت له : هل يجوز أن تقول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؟ قال : لا قلت : لماذا هل الصلاة على الرسول حرام ، هل تحرم الصلاة على الرسول ؟ فقال : كيف هذا الله سبحانه وتعالى يقول"يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" فقلت له : إذن ما خلاصة الأمر؟ أقول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال : لا وهذا يا اخوان من فضل الله عز وجل أن هذا الرجل اختصر المسافة لأنه لو كان كابر وقال نعم أصلى كان سيجعلنى أبحث عن دليل آخر لكن من فضل الله عز وجل أنه اختصر المسافة ، فقلت له لماذا لم نصلى على الرسول فى العطاس قال : لأن الرسول لم يقل هذا ، قلت له : نفس جوابى هو جوابك لأن الرسول (ص) لما كان يصلى صلاة التراويح هل كان يقرأ (قل هو الله أحد) ؟ فسكت قليلا وقال : هذا يعنى أنا منذ ستين سنه مخطىء ، وما المانع ، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقولون كنا ضلالا حتى جانا رسول الله (ص) ، فما المشكلة أن أكون مخطىء فأعود للحق فأحمد الله أنك رجعت للحق ، غيرك مات وهو مخطىء فأحمد الله أن مد فى عمرك وأن سخر لك من يخبرك الحق وجعلك تقبل الحق ، فمضى الرجل لا يستطيع أن يرد ولم يقتنع ، وهذه المشكلة البدعة يظن صاحبها المبتدع أنه دين لذلك كانت المعصية أفضل من البدعة ، الزانى أفضل من المبتدع ، شارب الخمر أفضل من المبتدع ، قاتل النفس أفضل من المبتدع وليس معنى أفضل بالطبع أن القتل حلال لا طبعا إنما تفاضل بالشر ككفر دون كفر وظلم دون ظلم لماذا ؟ لأن أى عاصى يعلم أن المعصية حرام وأن كابر فيها فأن علم أنها حرام يمكن أن يخرج منها يوما بالتوبة "
الحوينى رد الخطأ بخطأ فلا يوجد فى الإسلام صلاة تراويح فكل الروايات ليس فيها هذا الاسم وحتى الروايات المروية تقول أن النبى توقف عن صلاة الليل تلك حتى لا تفرض على المسلمين فى رمضان وهذا هو نص الرواية:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيْتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ}. رواه البخاري ومسلم وأبو داود"
ثم حدثنا الحوينى عن حكاية حدثت معه عن رجم الزانى المتزوج فقال:
"كنت فى سنة من السنوات أخطب الجمعة بالقاهرة هنا وأتكلم عن الرجم الزانى المحصن أنه يحفر له حفره أذا زنى وحده أن يرجم بالحجارة حتى يموت ومضيت بالكلام وكان جزء من الخطبة وبعد ما أنهيت الخطبة والدرس وجدت رجل عمره فى نحو السبعين أو الثمانين وكان يقف أمامى وهو يرتعد فقلت هذا رجل أعصابه متعبه وأطرافه تهتز وكان كذلك ولكن لم يكن المرض العصبى الذى عنده هو السبب المباشر فقط وهذا الرجل يسكن بعيدا عن المسجد رجع لبيته ثم صار مره أخرى إلى المسجد فقابلنى وقال لى أريدك على انفراد وقال لى أنا رجل عشت طيلة حياتى زانى وأول مرة أسمع مثل هذا الكلام الذى تقوله وقال كنت أود الخروج أثناء الخطبة من المسجد كنت أحس أنك ترجمنى بالحجارة ولكن استحييت أن أقوم من المسجد وكنت أحس أنى أرجم بالحجارة أثناء الكلام انتهت الصلاة ما استطعت الجلوس بالمسجد ذهبت للبيت ما استطعت المكوث به ولم أستطع القيام ولا الأكل ولا الشرب بيتى بعيد وليس عندى سيارة والمشوار مكلف بالنسبة لى رجعت لسؤال سؤال واحد هل من الممكن أن تقبل توبتى ؟ هذا الرجل الذى يقترف جريمة الزنى من ثلاثون أو عشرون سنة هل كثرة الزنى جعلته يعتقد أن الزنا حلال ؟ لا - يعرف أن الزنى حرام نعم يعرف أن الزنى حرام ولا يمكن لإنسان أن يعتقد فى شىء حرام أنه حلال إلا إذا كان جاهل بالمرة بهذا الشىء ، الرسول (ص) لما قسم الأشياء جعلها ثلاثة الحلال بين والحرام بين ، فالحلال المحض بين لا يحتاج إلى برهان ، والحرام المحض بين وقد قال بعض العلماء كيف لا يفطر الإنسان على معرفة الحلال المحض من الحرام المحض وقد فطر الله الحيوانات على معرفة ذلك ، وضرب المثل الذى نعرفه جميعا أنك إذا أعطيت القط قطعة لحم أكلها جنبك أما إذا خطفها يولى مسرعا ، فلماذا يولى إذا خطفها ؟ لأنه سارق أما إذا أعطيتها له يأكلها بجوارك لأنك أعطيتها له من الحلال فالإنسان الذى أعطاه الله زينة العقل لا يعرف الحلال المحض لا يعرفه ولكن يكابر "
قطعا الحوينى لكونه قضى حياته يدرس الروايات لم يدرس تناقض روايات رجم الزناة مع آيات القرىن التى تقضى بجلد الزناة فآية الزنى لم تحد محصنا أى متزوجا أو غير متزوج وكذلك آية زنى الأمة المحصنة التى تقضى بنصف العقاب كما قال تعالى"فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" ولا آية زوجات النبى(ص) التى تقضى بمضاعفة العقاب على الزانية منهن وهما شيئان لا يمكن تطبيقهم فى الرجم فلا يمكن أن يكون هناك نصف موت أو موتتين فالإنسان يموت مرة واحد فى دنياه
والخطأ الأخر تصديق رواية الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات"
رواية متناقضة فكيف يكون الحلال بين والحرام بين ويكون بينهما مشتبهات فالبين والبين لا يمكن أن يوجد بينهما شىء لأنهما كلاهما بين أى واضح معروف للكل
ونجد الحوينى يفرق بين البدعة والمعصية ولا أدرى كيف تكون البدعة ضلالة وفى النار ولا تكون معصية كما استشهد بهذا القول
البدعة هى معصية لا يمكن أن تكون غير هذا وفى هذا قال:
"والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية قال بذلك علمائنا قال بها سفيان الثورى وغيره من العلماء البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها أما المعصية يتاب منها ، ومن أظهر الدلائل على أن إبليس لا يقترف بالمعصية حديث جابر الذى رواه الأمام مسلم فى صحيحه قال قال رسول الله (ص) : " أن إبليس يضع عرشه على الماء . . " ومعنى يضع عرشه على الماء هو الكرسى ويجلس عليه ويرسل سراياه تترا إلى بنى آدم وتترا أى بعضها خلف بعض ولو أننا نعمل كالأبالسة لكنا من المصطفين الأخيار ، فهم لا يكلون لا ينامون لا يهدئون وإبليس لا يحاسب كل شهر أو كل أسبوع إنما يحاسب كل يوم فيرسل سراياه تترا ويقفوا بعد ذلك طابور وهو جالس على الكرسى وكل واحد يعطيه التقرير فيقول الأول : ما تركته حتى فعل كذا وكذا ونحن من الممكن نستنبط من عندنا كذا وكذا . . فمثلا يقول ما تركته حتى زنا ، فيقول إبليس لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى قتل أخاه ، فيقول : لم تصنع شيئا ثم يسأل وأنت ماذا فعلت فيقول لم أتركه حتى شرب الخمر فيقول لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى سرق فيقول لم تصنع شيئا ثم يسأل الأخر وأنت فيقول لم أتركه حتى فرقت بينه وبين أهله حين إذن يقوم من على الكرسى ويعتنقه ويلتزمه ويقول له : نعم أنت أنت أنت ، الطلاق حلال أم حرام ؟ طبعا حلال ، حتى الطلاق بدون سبب مباح والذى يجعل للطلاق علة مخطىء فالرسول عندما طلق جاءه جبريل قال له أن الله يأمرك أن ترد حفصة فأنها صوامة قوامة ، أيوجد أكثر من ذلك ؟ الطلاق مباح ولكن هل الزنا حلال الخمر حلال السرقى حلال ؟ أبدا وكان من المفروض أن إبليس لما يقول له لم أتركه حتى زنى أن يعانقه ، فكيف يعظم إبليس شىء من المباحات ولا يقترف بالكبائر، لأن العبد أن ملىء الأرض خطايا وقلت يا رب تبت قال : غفرت ، فيذهب كل جهد إبليس هدر، لذا إبليس لا يهتم بالمعصية لأن العبد أن تاب تاب الله عليه ، لأن العبد أن ظل مائة عام يعصى الله فوفقه الله للتوبة وعمل الصالحات غفر الله له وذهب كل جهد إبليس سدى ولا أدل على هذا إلا قصة الرجل الذى قتل تسعة وتسعون نفسا وعندما سأل العابد وقال له هل لى توبة فأكمل به المئة فرجل قتل مئة نفس غفر الله له إذن المعصية لا قيمة لها عند إبليس إذ يتاب منها "

فى كلام الحوينى أخطاء عدة لأنه درس الحديث كأسانيد ولم ينظر فى المتون هل توافق كتاب الله أو هل توافق نفسها أو توافق الروايات غيرها
الخطأ ألأول وجود عرش إبليس على الماء ألم يقرأ الرجل يوما قوله تعالى " وكان عرشه على الماء"
فجأة أصبح إبليس مماثل لله وهو امر غير ممكن فإبليس ليس له عرش وهو فى النار منذ طرد فى الجنة كما قال تعالى "فاخرج منها فإنك رجيم"وقال " وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين"
فاللعنة هى العذاب وهو مسلط عليه فى النار حتى القيامة
الخطأ الثانى أن إبليس اعتبر أعظم فرح له هو طلاق الزوجين وهو حكم أباحه الله والكافر أيا كان يفرح بالمعصية وليس بطاعة الله فأى هبل فى الرواية تجعل هناك من يصدقها
الخطأ الثالث وهو مشترك مع الفقرة القادمة وهو أن لا توبة من البدعة وفيه قال الحوينى:
"أما البدعة فلا يتاب منها لأن العبد يعتقدها دينا ومن الأدلة الواضحة التى ذكرت بكتب التاريخ قصة الجعد بن درهم وهو رأس الجهمية القدرية رأس المعطلة أخذ البدعة عن ابن سمعان ، وابن سمعان أخذها عن طالوت ، وطالوت أخذها عن لبيب بن الأعقم اليهودى الذى سحر للرسول (ص) فأنظر إلى الإسناد لهذا المذهب الردىء ،

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس