وتعاود الرموز حضورها لتعبر عن هذا الماضي الجميل من خلال أنسنة الكلمات ومزج صفاتها بحمرة الورود لتعطي دلالة على
الخصوصية الأنثوية في الحديث من خلال السطرين:
خجلت الكلمات مُرتبكة
..
تلوّن الصوت بحمرة الورد
وتمضي مبدعتنا العزيزة في سردها لهذا الموقف متخذة من حالة كالترنم ممثلة في تقفية أواخر الكلمات بحرفي النون والألف المددودة
أداة للتعبير عن توحد الطرفين في الحب وذلك في التعبيرات حبنا ،أشواقنا ،عشقنا غير أن كلمتي حب وعشق لم تأتيا بدلالتين مختلفتين
وكان مجيئهما بهذه الطريقة إسرافًا في استخدام الترادف دون مبرر واضح .
ولكن المفاجأة الأقوى تتحقق عندما تفاجئتنا مبدعتنا العزيزة بهذه التعبيرات المتوالية :
بعدها أيقنت أننا
هزمنا المسافة
وهزمنا الغياب
لنردد دائما..
(كم أحبك)
هذا الاستدراج العبقري الخادع للقارئ يأخذه إلى حيث لم يكن يتوقع ، ليصير الغياب مهزومًا والمسافة رديفة له ، ويأتي العنوان الغياب مبتدءًا بينما خبره محذوف تقديره مهزوم أو ما يناسب السياق . إن القدرة على إخفاء المراد الحقيقي من خلال العنوان ومن خلال التعبيرات التمهيدية جاء ليحدث مفارقة عبقرية تجعل النهاية هي ذلك الاجتماع واللقاء الذي يسخر بالغياب ذلك الذي يتخذ شكلاً جداريًا ذلك الذي هيّج أنات الحنين وأحدث الرهبة حينًا والصمت حينًا آخر
.
لقد استطاعت المبدعة العزيزة إحداث هذه المفاجأة من خلال التمويه ابتداء بالغياب ثم مرورًا بالرهبة والصمت وانتهاء بالفعل الناسخ كان والذي أعطى دلالة استطاعت المبدعة تحييدها ليصبح الغياب ذلك الذي وقع تحت سطوة الفعل الناسخ الناقص كان وتبقى كلمة كم أحبك وضمير المثنى في حبنا وشوقنا
ذات السيادة النهاية في النص .
عمل رائع أحييك عليه أختنا العزيزة وأرجو لك المزيد من الإبداع .دمت مبدعة وفقك الله .