عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-06-2009, 10:34 PM   #1
سيد يوسف
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 163
إفتراضي حين تحاصرنا الأصفار والفشل

حين تحاصرنا الأصفار والفشل
سيد يوسف

حين أخذت أتتبع ترتيب الجامعات المصرية بين جامعات العالم وجدت البون واسعا بين جامعات ترحب بالبحث العلمى وأخرى أقصى ما يطمح إليه أساتذتها زيادة الرواتب لتكفل لهم حياة شبه كريمة ولا تلقى بعدد لا بأس به إلى التسول، فبدلا من أن يسعى أساتذتنا للنهوض العلمى تراهم – مرغمين- يبحثون عما يكفل لهم حياة كريمة، هذى واحدة، والأخرى أن البهاليل عندنا أخذوا يدقون الطبول ويقيمون الحفلات بدعوى دخول بعض جامعاتنا قائمة أفضل 500 جامعة ويتحججون بأن ذلك راجع إلى النظام وجودة التعليم وعلى الرغم من أن ترتيبنا كان 403 وهو ترتيب يبعث على الخجل إذا قورن بترتيب بعض الجامعات العبرية إلا أن هؤلاء البهاليل لم نسمع لهم صوتا حين جاء ترتيب جامعاتنا فى العام الذى يليه فى مرتبة متدنية للغاية فقد جاء ترتيب جامعة القاهرة 1627، وكان ترتيب جامعة عين شمس 3603 ومعروف أن تلك الجامعتين هما من أفضل جامعات مصر فما تقول فى بقية الجامعات الأخرى؟!

إن جامعة طنطا – على سبيل المثال- قد جاء ترتيبها 7604 والحق أن حال طنطا أفضل كثيرا من حال جامعات مصرية أخرى لا يصفها الناس فى بلادى إلا بأنها جامعات الأقاليم.

بالطبع لا يريد أى امرئ عاقل لبلاده مثل هذا التأخر، وما نقدنا لهذه الأوضاع المتأخرة إلا لندق ناقوس الخطر عسى أن يسترعى ذلك انتباه الرعاة، أما وقد غفل الرعاة بله نام الرعاة إن لم يكونوا سلموا الرعية لخصومهم بغية التوريث فلا مناص من توعية العامة بتلك الأخطار التى تحيط بنا وببلادنا وبجامعاتنا فأى عقل- أو ضمير - يرضى لجامعات بلاده مثل هذا التأخر، ما يزال الأمن هو الذى يتحكم فى تعيين المعيدين وأساتذة الأقسام وعمداء الجامعات ورؤسائها، وما يزال الأمن عندنا داخل أسوار الجامعات يرهب الطلاب ويعتقل من يشاء ويزور الانتخابات ويشطب من يريد ويعين من يريد والحق أن النتيجة الطبيعية لهذا التسلط أن تتأخر الجامعات وإذا تأخرت الجامعات تأخرت البلاد واعتاد شعبها على الحصول على أصفار متعددة كصفر الجامعات وكصفر المونديال والحق أن أكبر الأصفار هو صفر الحريات.

الصفر هو الترتيب الطبيعى لحياتنا المعاصرة حتى بتنا لا نعجب حين تسبقنا بلاد صغيرة وتمارس أدوارا كانت من صميم الأدوار المصرية، والصفر هو الترتيب الطبيعى لدولة بحجم مصر حين تخاصم قناة كالجزيرة، والصفر هو الترتيب الطبيعى حين يتصدر صحفنا المسماة بالقومية رؤساء تحرير عالة على المهنة بل عالة على الإنسانية بنفاقها القميء ( أحدهم يكتب عن طشة الملوخية والآخر يتناول حياة زوج أحد الزعماء بأسلوب رخيص يندى له الجبين...) والصفر هو الترتيب الطبيعى لمناخ القهر والتزوير والشيخوخة والتوريث السخيف.

ألا إنه لا نهضة لأمة إذا خاصمت العلم واعتقلت العلماء، ولا نهضة لأمة تتغنى بأن إحدى جامعاتها قد تصدرت قائمة أفضل 500 جامعة برقم 403 ثم تدهورت لتصل بعض جامعاتها إلى الرقم 7604، بل صارت الدولة رقم 43 فى عداد الدول الفاشلة وفقا لما نشره التقرير السنوي الخامس حول مؤشر الدول الفاشلة، الذى تعده مجلة «فورين بوليسى» بالتعاون مع صندوق السلام...ألا إنه لا نهضة لأمة يتغنى منافقوها بإنجازات مكذوبة لحاكم ظالم ثم يصمت القادرون.

سيد يوسف
سيد يوسف غير متصل   الرد مع إقتباس