يا عراقي
ضمّد جراحكَ لا جدوى من الأملِ
و فتّش اليومَ عن دربٍ إلى زُحلِ
فلا بلادَ سترضى بعدُ صُحبتنا
و لا أنيسَ سوى الدمعاتِ من مُقلي
أخوانك العُربُ باعونا بمحنتنا
و لم تُحرّكُهُم دمعاتُ مُرتحِلِ
تغلّقت كُل أبواب الدُنى و هوَتْ
أحلامُنا فوقَ صخرِ الواقعِ الضحِلِ
قد كُنتَ بالأمس محبوباً و مُحترماً
و اليومَ صرتَ وباءاً هائلَ الجَللِ
لو كُنتَ تملكُ أموالاً لما غُلقَتْ
عنكَ السفاراتُ أو رُحِّلتَ عن دوَلِ
لو كُنتَ تملكُ أموالاً ستشهدُهمْ
يستقبلونكَ بالأحضانِ و القُبَلِ
* * *
لا..لستُ أذكُرُ أنْ أبوابُنا غُلِقَتْ
بِوجهِ ضيفٍ ولا في وجهِ من يسَلِ
تبّاً لأخلاقِنا فالجود منبتُنا
إلى المهالِكِ أودانا و لَم يَزلِ
إترُكْ وعود الأخوةِ..يا سذاجتنا
نُصدّقُ الوعدَ لا يخلو من العَملِ
دماؤنا أنقذتْ من قبلُ إخوتنا
لكنها الآن بيعتْ –آهِ- للسَفَلِ
قدْ سلموني و أنتَ لكافرٍ قذرٍ
يسعى لتقسيمِ موطننا إلى مِلَلِ
يسعى لمصرعِ من قد قالَ مُعتقِداً
آمنتُ بالله و القرآنِ و الرُسلِ
* * *
ضمّدْ جراحكَ..فالدُنيا على عجلِ
و لا حياةَ لمن يهتمُّ بالمُثلِ
لا فرقَ إن نلتُ جُرحاً من أخي –ويحي-
"أنا الغريقُ..فهل أخشى من البَللِ"
إذا رمانيَ أخواني فلا عجبٌ
إذا رأيتَ عدوي قالعاً مُقلي
ضمّدْ جراحكَ واسكُتْ..لا تكُنْ بطلاً
فلستُ أعرفُ غيرَ الموتِ للبطلِ
* * *
هذا العراق..و هذي بعضُ محنتنا
لمَن سوى الله نشكو خيبة الأملِ؟؟
د. محمد العاني
4-10-2007
دمشق