عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2024, 07:14 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,003
إفتراضي

وقال :
"ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون"
وقال :
"أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون"
وقال :
"أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون"
ولا نجد آية واحد تصف المسلمين بعدم الشعور ومنه عدم الشعور بالزمان والمكان لأن تلك الصفة لو وجدت في المسلمين فهو هدف الكفار لأنهم ساعتها سيهاجمونهم ويقضون عليهم وهو ما تريده الحركة الصوفية من إبعادهم عن رصد تجركات الأعداء التى تتطلب شعورا مستديما بالمكان والزمان وما فيها كما قال تعالى :
" فاقعدوا لهم كل مرصد"

طاعة الله لا تقتصر على مجرد الصلاة والدعاء وليس فيها ترديد جمل عشرات ومئات المرات وإنما تشمل كل أحكام الله المطلوب تنفيذها وهو ما يتطلب نفسا متيقظة حتى لا تخطىء
وشعور الطيران أو شعور اللاشعور هو شعور يطلب الأعداء وضعه في المسلمين ولكن الرجل يجعله صفة للمسلمين فيقول :
"ويعتقد الباحثون أن التركيز العقلي والعاطفي أثناء العبادة سواء كانت صلاة او تسبيحا أو دعاء (انظر قصة في الأسفل) أو تأملا وتفكرا يقوم بدفع الدماغ إلى نشاط عصبي (كهربائي) متزايد تماما كما يفعل الخوف والكوارث وعندما يحدث ذلك يقوم جزء من الدماغ وهو المسؤول عن إعادة التوازن في الدماغ يسمى (هيبو كامبس) ( hippocampus) يكبح جماح النشاطات العصبية (تماما كما تفعل فرامل السياره) فالهيبوكامبس هو المسؤول عن حركة الأنشطة العصبية لأجزاء الدماغ المختلفة وقد اتضح أنه يقوم في هذه الحالات بمنع وصول الإشارات العصبية لمناطق في الدماغ مثل المنطقة المذكورة سابقا والمسؤولة عن القدرة على تحديد المكان والزمن ولذلك يشعر الإنسان في حالات الخشوع والسمو الروحي أن الحدود والحواجز المادية التي تحيط به قد سقطت وأصبحت روحه طليقة تجوب الفضاء الواسع بحرية وتستشعر عظمة خالقها وتذوب في وحدانية الكون بل وقد وجد الباحثون أن المنطقة المضاءة والمستثارة أثناء لحظات الخشوع (الفص الصدغي temporal lobe ) هي في المنطقة المسؤولة عن إدراك الكلام ( speech perception) وهذا يفسر دور قراءة أو سماع كلام الله أثناء الصلاة وتأثيره في إدراك السمو الروحي والخشوع بل إننا عندما نتأمل ما يحدث أثناء الصلاة التي كتبت علينا كمسلمين وللبشرية جمعاء وننظر إلى طريقة عمل الدماغ كما نعرفه اليوم بعلمنا المتواضع فإننا نجد توافقا لا نجده في غيرها من العبادات حيث تعمل قراءة أو سماع كلمات الله أثناء الصلاة على استثارة وتنشيط المنطقة المفترض فيها أن تكون نشطة لإحداث وإدراك الخشوع والسمو الروحي في حين تحرم مناطق أخرى في الدماغ من أي نشاط عصبي كما شرحنا سابقا مثل المنطقة المسؤولة عن تحديد المكان والزمان فتكسر الحواجز المادية ويتلاشي عامل الزمن وتلتقي النفس لخالقها وتسبح في ملكوته"
وأى حديث عن سمو روحى هو حديث باطل فالسمو هو في الطاعات كإطعام جائع أو مواساة إنسان أو مساعدته على الصبر على المصائب ... إلى أخر الصالحات والصالح ألول وهو الصلاة وهى ذكر الله أى تلاوى كلام الله الغرض منها هو أن يعمل المسلم بالأعمال فيها وهى الصالحات فهى التى تعطى الطمأنينة وليس وضع الطيران او فقدان الشعور كما قال تعالى :
" أفلا بذكر الله تطمئن القلوب "

ويحاول الرجل أن يشعرنا أن دراسات الكفار في الغرب تؤكد على ما قاله فقال :
"بل إن الدراسات الحديثة التي يقوم بها الغرب لتكشف لنا وجها آخر في حكمة اختيار الله للمعجزة الخالدة لتكون كلاما يسمع ويقرأ (القرآن الكريم) {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (العنكبوت:51)
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية23)
وقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقت نفسهم وكانوا يخرجون من هذه الدنيا فور دخولهم في الصلاة فلا يحدهم مكان أو زمان خمس مرات في اليوم
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يوما: لابن أبي مليكه صف لنا عبد الله بن الزبير فقال: (والله ما رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شئ إليها وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه أو سجوده إلا جدارا أو ثوبا مطروحا ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها ولا قطع من اجلها قراءته ولا تعجل ركوعه)
ونذكر هنا قصة الصحابي عروة بن الزبير الذي أصابت رجله الآكله فأمره الأطباء ببتر ساقه فلما اجتمعوا لفعل ذلك قالوا له نسقيك المخدر (أي الخمر) فأبى تناول الحرام وقال دعوني أصلي فإذا دخلت في صلاتي فابتروها فدخل في الصلاة فبتروها ونشروا العظم نشرا فما أحس بشئ ثم إنهم سخنوا زيتا فغمسوا رجله في ذلك الزيت حتى يلتئم اللحم فما شعر بشئ ثم لما انتهى قال مامشيت بها في حرام قط)
فماتقول في مثل هذا؟؟؟؟؟؟"
قطعا الغرض من قراءة القرآن طاعته فهذه هى القشعريرة فيا فرحة الكفار بمن ترتعش جلودهم وهم يعصون الله ؟
لو كان الغرض من الصلاة وهى ذكر الله فقد الشعور بالدنيا وما فيها فلماذا إذا تجب طاعة القرآن وهى اتباعه كما قال تعالى :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
وقال :
" أطيعوا الله "

فأى سمو روحى هذا الذى يجعلنى أفقد الإحساس بالزمان والمكان فلا أدرك ما يعانيه الناس من متاعب ومصائب أتركهم فيها ولا أفعل شىء ؟
فأى سمو روحى في أن أبكى وأرتعش عند قراءة القرآن ولا أطبق ما يقوله وهو أمر يكرهه الله كما قال :
" لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس