عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-02-2010, 12:07 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

هذا العمل قد اتسم بقدر كبير من الإنسانية والعمومية والتي تجعل العمل صالحًا لكل وزمان ومكان ، حيث إن حب المطر هذا الحب الفطري للإنسان لم يكن مجرد شعور عادي وإنما خبرة يفلسفها المبدع وفق مدخلاته وعناصر تكوين الثقافة بالنسبة له ، وهنا تبدو الغيمة مُأنسنة ، ووجه الشبه بينهما في الخجل والوقوف . هذه الغيمة ربما تكون أنثى حقيقية ولكنها قد تكون كذلك أنثى أخرى مجازية كأن تكون تعبير عن حالة نفسية تطوف بالنفس تهم بأن تمطر في واحة ذكرياتها ، ليبقى الشجن ذلك الوقوف .

ثم التعبير الآخر عن الغيمة وهو أقرب إلى الأنثى الحقيقية تلك التي تعشُب الحنين في النفس ، وتبقى العلاقة بين الغيمة والذكريات والأنثى في تناسق ثلاثي بديع ، حيث تأتي الرياح لتجرف هذه الذكريات الخجولة ولأنها خجولة فلم يشأ المبدع أن يزيد من خجلها بالتصريح فاكتفى بالإشارة ، ولا تجد الغيمة بعد ذلك الانجراف لهذه الذكريات وما احتوته من أعشاب الحنين إلا أن تظل خائفة . إن النص يتسم بالمزج بين خصوصية الحالة وعمومية الموقف والتجربة ، إذ لا يكتمل الحب ولا تكون الطبيعة على بهجة إيحاءاتها في النفس إلا ضربًا من الحزن هو مآل كل الجمال وكل الذكريات التي تطوف بالنفس ردحًا من الزمن فتنقضي .

والكلمات التي رسمت اللوحة يسرح القارئ بينها ليتخيل ما يشاء من ذكريات ربما انتهت إلى عتاب أو هجر وهذا هو حال المشاعر الرقيقة دائمًا ، ولا تجد الغيمة إلا ان تظل خائفة وربما واقفة وقفة حداد على هذه الذكريات الخجولة التي طرزت مساءً غاب عنه البدر لتسرح فيه الأعاصير .

كان مما ميز النص الاختزال ، والإتيان بالنظير ، والتأوه في حرف الهاء الذي كان قافية الحزن والألم المتمازج بألم الحالة وأشجانها .كذلك المشهد الأخير للغيمة إذ تظل وحيدة فلا هي اختبأت في خدرها السماوي (السحاب) ولا هي نزلت لتصنع تاجًا من الندى على رءوس المحبين ، ويظل الخوف غير محدد الأمد.
ما زال في جعبتي الكثير ، ولا أقول إلا أن هذه الغيمة أظلت سماء خيمتنا فشكرًا لك على هذه الإضافة الجميلة ، ولك منا أخلص الشكر والود والتقدير.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-02-2010 الساعة 12:23 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس