عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2018, 04:44 PM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,946
إفتراضي تفسير سورة الطلاق

سورة الطلاق
سميت بهذا لذكر الطلاق فيها بقوله"إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ".
"بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهم وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا"المعنى بحكم الرب النافع المفيد يا أيها الرسول إذا سرحتم الزوجات فسرحوهن لأجلهن واحسبوا الأجل وأطيعوا الله إلهكم ،لا تطردوهن من مساكنهن ولا يطردن إلا أن يرتكبن زنى مثبت وتلك أحكام الرب ومن يخالف أحكام الرب فقد نقص حقه لا تعلم لعل الرب يفعل بعد ذلك حدثا،يخاطب الله النبى وهو الرسول(ص)ويبين أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن والمراد إذا سرحتم الزوجات أى إذا انفصلتم عن الزوجات فطلقوهن لعدتهن أى فسرحوهن عند أجلهن والمراد فاخرجوهن من البيوت عند انتهاء مدة العدة وأحصوا العدة والمراد واحسبوا عدد أيام الأجل من يوم الطلاق واتقوا الله ربكم والمراد"وأطيعوا الله"كما قال بسورة التغابن وهذا يعنى اتبعوا حكم الله خالقكم ،لا تخرجوهن من بيوتهن والمراد لا تطردوا المطلقات من مساكنهن وهى مساكن الزوجية خلال مدة العدة ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة والمراد ولا يطردن من البيوت إلا أن يرتكبن زنى مشهود عليه وهذا يعنى أن الحالة الوحيدة التى تطرد فيها المطلقة من بيت الزوجية خلال مدة العدة هى ارتكابها جريمة زنى شهد عليه الشهود الأربعة،وتلك حدود الله والمراد وما سبق هو أحكام الله التى يجب طاعتها ومن يتعد حدود الله والمراد ومن يخالف أحكام الرب فقد ظلم نفسه أى فقد نقص حقه أى أضاع رحمة الله له ،لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا والمراد لا تعرف أيها الزوج لعل الرب يفعل بعد الطلاق حدثا وهو الصلح بين الطليقين خلال مدة بقاء المطلقة فى بيت الزوجية وهى مدة العدة والخطاب للنبى(ص)وكل القول خطاب للمؤمنين ويبدو أن يا أيها النبى منزوعة من آية ووضعت بدلا من يا أيها الذين آمنوا.
"فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا "المعنى فإذا وصلن موعدهن فأبقوهن بإحسان أو سرحوهن بإحسان واعلموا أصحاب قسط منكم وقولوا الحقيقة لله ذلكم ينصح به من كان يصدق بالرب ويوم القيامة ومن يطع الرب يجعل له رحمة،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات إذا بلغن أجلهن والمراد إذا وصلن نهاية أيام عدتهن فالواجب أمسكوهن بمعروف أى أبقوهن بعدل والمراد ارجعوهن للزوجية بعد موافقتهن أو فارقوهن بمعروف أى سرحوهن بعدل والمراد اخرجوهن بالعدل وهو إعطاء حقوقهن الممثل فى المهر مصداق لقوله بسورة البقرة "أو سرحوهن بمعروف"وأشهدوا ذوى عدل منكم والمراد واعلموا أهل قسط منكم والمراد أن يشهد على خروج المرأة مطلقة آخذة حقوقها من بيت الزوجية اثنين فأكثر من المسلمين العقلاء وأقيموا الشهادة لله والمراد وقولوا الحقيقة لله إذا طلبتم منكم فى المحكمة وذلكم وهو الأحكام السابقة يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر والمراد ينصح بفعله من كان يصدق بحكم الرب ويوم القيامة ومن يتق الله يجعل له مخرجا والمراد "ومن يطع الله ورسوله"(ص)كما قال بسورة النساء أى من يتبع حكم الرب يعطى له يسرا أى رحمة مصداق لقوله بنفس السورة "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"وهو الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىء قدرا"المعنى ويعطيه من حيث لا يظن أى من يحتمى بالرب فهو ناصره إن الرب فاعل إرادته قد حدد لكل حدث موعدا،يبين الله للمؤمنين أن من يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب والمراد يعطيه من حيث لا يتوقع أى من حيث لا يظن من عطاء الدنيا وفسر الله من يتق بمن يتوكل والمخرج والرزق غير المحتسب بأن الله حسب المتقى وهذا يعنى أن من يتوكل على الله فهو حسبه والمراد ومن يحتمى بطاعة حكم الله فهو ناصره أى راحمه فى الدنيا والآخرة ،إن الله بالغ أمره والمراد إن الرب فاعل قوله أى إن الرب محقق وعده للمتقى والله قد جعل لكل شىء قدرا والمراد قد حدد لكل حدث أى نبأ موعدا يتحقق فيه مصداق لقوله بسورة الأنعام"لكل نبأ مستقر " .
"واللائى يئسن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا "المعنى واللاتى قنطن من الطمث من زوجاتكم إن شككتم فأجلهن ثلاثة أشهر واللائى لم يطمثن وصاحبات الأثقال موعدهن أن يلدن أولادهن ومن يطع الرب يجعل له بطاعته رحمة ،يبين الله للمؤمنين أن المطلقات اللائى يئسن من المحيض وهن اللاتى قنطن من نزول الدم عدتهن وهى أى أجل بقاءهن فى بيوت الزوجية بعد الطلاق هو ثلاثة أشهر من يوم الطلاق وأما اللائى لم يحضن أى لم ينزلن الدم وفسرهن بأنهن أولات الأحمال وهن صاحبات الأجنة فأجلهن أن يضعن حملهن والمراد فموعد إنتهاء عدتهن أن يلدن أولادهن الذين فى أرحامهن ويبين لهم أن من يتق الله والمراد ومن يتبع حكم الله يجعل له من أمره يسرا والمراد يعطى الله له باتباعه لحكمه الرحمة وهى النصر أى اليسرى وهى الجنة والخطاب وما بعده وما بعده للمؤمنين .
"ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا "المعنى ذلك حكم الرب أوحاه لكم ومن يطع الرب يغفر له ذنوبه أى يكثر له ثوابا ،يبين الله للمؤمنين أن ذلك وهو ما سبق من أحكام هو أمر الله أنزله إليهم والمراد حكم أى إرادة الرب أوحاه لهم ليطيعوه ومن يتق الله والمراد ومن يطع حكم الله يكفر عنه سيئاته أى يغفر له ذنوبه والمراد يترك عقابه على جرائمه وفسر هذا بأنه يعظم له أجرا والمراد يحسن له ثوابه وهو الجنة .
"اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وائتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"المعنى أقيموهن حيث أقمتم من رزقكم ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن حتى يلدن أولادهن فإن سقين لكم فأعطوهن ثوابهن وتواصوا بينكم بعدل وإن اختلفتم فستسقى له أخرى ،يطلب الله من المطلقين أن يسكنوا المطلقات حيث سكنوا والمراد أن يجعلوهن يقمن حيث أقاموا وينفقوا عليهن وذلك من وجد وهو مال الرجال ويطلب منهم ألا يضاروهن ليضيقوا عليهن والمراد ولا تبخلوا عليهن لتؤذوهن وهذا يعنى أن ينفقوا نفقة حسنة عليهن أثناء مدة العدة وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن والمراد وإن كن صاحبات حبل فاصرفوا عليهن المال حتى يلدن أولادهن وهذا يعنى وجوب النفقة على الحامل حتى يوم ولادتها فإن أرضعن فأتوهن أجورهن والمراد فإن سقين الأولاد لبنهن بعد الولادة فأعطوهن ثوابهن وهذا يعنى أن المطلقة التى ترضع طفلها فى بيت الزوجية لها نفقة رضاعة كاملة وائتمروا بينكم بمعروف أى تعاملوا فيما بينكم بالعدل وهذا يعنى أن يعامل المطلقة المرضعة بالعدل وهى تعامله بالعدل وإن تعاسرتم أى وإن اختلفتم فى الرضاع فامتنعت المرضعة عن الرضاع فلا نفقة لها وسترضع له أخرى والمراد يستأجر الرجل امرأة ترضع وليده لأن الحضانة له فى كل الأحوال ما لم يتنازل عنها للمرأة .
"لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا "المعنى ليعطى صاحب غنى من غناه ومن قلل له عطائه فليعطى من الذى أعطاه الرب لا يحمل الرب فردا إلا ما فرضه عليه سيغير الرب بعد ضيق فرجا،يبين الله للمطلقين حكم النفقة فيقول لينفق ذو سعة من سعته والمراد ليعطى صاحب غنى من غناه وهذا يعنى أن يعطى المطلق المطلقة مال كثير من ماله الكثير حسب نفقتهم أيام الزوجية على المعيشة ،وأما من قدر عليه رزقه وهو من قلل الرب له من العطاء فلينفق مما أتاه الله والمراد فليعطى من مال الله الذى أعطاه له وهذا يعنى أن يعطى للمطلقة نفقة قليلة مثلما كانوا ينفقون أيام الزوجية ،لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها والمراد لا يفرض الرب على فرد إلا الذى أعطاه وهذا يعنى أن كل واحد ينفق حسب قدر ماله كثرة وقلة ويبين لهم أنه سيجعل بعد عسرا يسرا والمراد سيخلق بعد ضيق فرجا أى بعد فقر غنى فالحال لا يستمر على نسق واحد والخطاب للمؤمنين.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس